قالت قبل رحيلها: حاولت أن أتحدى المرض من أجل أولادي ومن أجل زوجي ومن أجل كل الذين أحبهم ويحبوني، لكني لم أعد أقوى!

رحلت وتركت الحزن في المكان هي "نوار ناصر" الفنانة التشكيلية التي تركت فراغاً برحيلها.. وفراغاً في لوحةٍ كان من الممكن أن تضاء أكثر في الفن التشكيلي.

الفنانة من مواليد 1963 تخرجت من قسم التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1987و تزوجت الفنان التشكيلي "صفوان داحول" عام 1990 ولهما ثلاث أولاد: قيس (17 عاماً)، ساري (15 عاما) و تيم (7أعوام)، سافرت مع زوجها إلى بلجيكا ليتمم رسالة الدكتوراه، وهناك أقامت معرضها الفني الأول في صالة "أرابيسك" في بروكسيل عام1997ورغم تأخرها بإقامة ذلك المعرض إلا أنها واظبت بعد ذلك على العمل لتقيم بعد عامين معارضها الثاني، اشتركت بكل معارض وزارة الثقافة في سورية، شاركت ثلاث مرات في معارض اليونسكو في بيروت و منذ عام وهي تصارع مرضها ضد السرطان بإرادة وقوة، لكن إرادة الله كانت هي الأقوى، توفيت صباح يوم الجمعة في 2 أيار.

قيل عنها:

"نوار ناصر" فنانة سلكت تجربة واقعية انطباعية في بداية رحلتها رسمت حارات دمشق القديمة، ورسمت الكثير من المناظر الطبيعية، لكنها بعد ذلك أخذت طريقاً آخر في الرسم تجاه الأمكنة والأشياء والدواخل الانسانية.

في معرضها الرابع الذي أقامته في صالة "بيت ماما سعاد" كتب تهامة الجندي واصفاً:

إن خامات الفنانة في معرضها هذا هي ألوان الإكليريك والورق المقوّى أو القماش، ويبدو أن الأحمر أولا ثم البنفسجي فالأصفر هي الألوان الطاغية والمؤسسة لخلفية اللوحة، وهي خلفية كثيفة ونافرة تتموضع عليها طبقات لونية عدة مشتقة من لون الخلفية، والطبقات اللونية خشنة الملمس وغير مصقولة، نافرة وغائرة، غذتها الأصابع وحد السكين والفرشاة القاسية، ليكتسب بذلك المشهد أسباب توتره وقلقه، أو ربما صرخة رفض تعلن انسحابها من عالم يتهاوى".

كذلك كتب الصحفي "قصي بدر" حول معرضها الذي أقامته في صالة "كروكي" للفنون:

ما يدهش في الأعمال تلك الصياغة الشكلية التي توحي عبر هذا الشكل المقتضب من التمثيل الفريد بما نستطيع تسميته روح شرقية دمشقية وهذه الصياغة تراوحت بين العناصر المدركة كالقنطرة والبيوت العتيقة وبين الأشكال المبتكرة بهيئاتها المجردة.وبالعموم فإن حالة الفعل التشكيلي لديها يتجاذبها تياران فالألوان التي تحمل ذلك الضوء والذي يظهر أشياء لوحتها وبالتالي يبرز كعنصر أساسي في اللوحة، هذه الألوان تخفي رغبة الفنانة في تقديم رؤية جمالية ذات مسحة انطباعية، وتصور آخر لما هو موجود يتوازى مع كيفية رؤيتها وآلية تلك الرؤية ودون قصد وجدت نفسها بين أشكالها التجريدية البعيدة عما نألفه من عناصر في اللوحات الانطباعية وهنا يكمن السر في روعة هذه الاعمال.

رحم الله الفنانة "نوار ناصر" ولأهلها ولكل الذين أحبوها الصبر والسلوان.