في المركز الثقافي الروسي بدمشق، و بحضور العديد من الأصدقاء، و الفنانين التشكيليلن، و الإعلام ... افتتح د. حير يازجي ( نقيب الفنانين التشكيليين) معرض الفنانة سهام إبراهيم.

21 لوحة تألقت تحت الضوء ... المرأة، و الطبيعة، و الغنى اللوني.. الإشراق ،و الهدوء، و السلام الداخلي.. و أكثر من ذلك... سهام إبراهيم أطلت علينا بوجهها الآخر كفنانة تشكيلة... و نحن عرفانها لسنواتٍ، و سنوات مطربة مازالت أغنياتها تداعب مسامعنا، و ذاكرتنا من بعيد...

eSyria كانت هناك بين كل تلك المفردات الجمالية... اللوحات و الورود و الأصدقاء و سهام إبراهيم

الفنانة سهام إبراهيم في حديث خاص قالت :

المرأة هي البطل في لوحاتي... هي الأم .. الأرض .. الشمس... الأنثى تمثل بالنسبة لي كل تلك الأشياء ... المرأة هي محور الحياة... من ذلك المنطلق تناولت المرأة... حيث رأيتها في حالاتٍ لا تكون فيها قاسية، أو شريرة ... تحب الحياة، و الجمال، و الهدوء... أنا أعكس هدوءها النفسي الذي ينتقل إلى محيطها...

الطبيعة بالنسبة لي، هي توأم المرأة الجميلة الراقية، و الخيرة... و المزج بينهما ضروري من وجهة نظري، أرجو أن أكون موفقة في ذلك ... أرسم الطبيعة بشيْ من الانطباعية... بعيداً عن التفاصيل الدقيقة... بشكل عام أنا لا أنتمي إلى مدرسةٍ تشكيليةٍ بحد ذاتها.. تأثرت بالانطباعية ... أميل إلى التجريد- قليلاً- على مستوى خلط الألوان ... أخذت من كل مدرسة شيئاً، لكنني في النهاية أعمل على إحساسي... أنا لست خريجة كلية الفنون الجميلة، ولهذا لا أتعامل مع موضوعاتي من زاوية علمية على مستوى الفن التشكيلي... أرسم بالألوان الزيتية، واعتمد تقنية السماكات اللونية على مراحل، و باستخدام السكين... أحياناً اعتمد على ورق الذهب كخلفية للألوان.. أحب لون التركواز، والفوشيا والأخضر بدرجاته...و اعتقد أن اللوحة هي التي تنتقي ألوانها.. أبدأ بموضوع ما فأجد أن هذا اللون أو ذاك هو الذي يطرح نفسه ... أعمل حالياً على فكرة اللون الواحد و درجاته ...و أظنها ستكون موضوع لأكثر من لوحة قادمة...

أنا درست الفن دراسة خاصة، و اطلعت على أعمال فنانين عالميين، و فنانين معاصرين في مصر و سورية... لدي في مصر الكثير من الزملاء التشكيليين، مثل الأستاذ أمين الصيرفي (المسؤول الثقافي بدار الأوبرا المصرية) هو الذي اكتشف لدي هذه القصة (الرسم)، وطلب مني التركيز عليها... لدي في سورية أصدقاء مخلصين من الفنانين التشكيليين منهم د. حيدر يازجي، وهو الذي شجعني على العرض...شاركت لأول مرة في المعرض السنوي منذ خمس سنوات، وهذا أول معرض فردي لي... الفن وحدة متكاملة لا يتجزأ ... الفن هو الذي يحمل الحياة، يعطيها تألق... أنا هاوية للفن التشكيلي، ومحترفة في الغناء... توقفت عن الغناء لفترة بسبب عقد احتكار وقعته معي شركة روتانا ( لم ينفذ)، مما عطل مسيرتي الفنية .. أنا أتريث كثيراً قبل العودة ... لأني أريد أن أعود إلى الغناء بطريقة راقية ... أريد أن أقدم شيئاً يضيف إلى رصيدي الفني ... سأقوم قريباً بجولات إلى بيروت، والقاهرة، و أطمح للتعاون مع فنانين سوريين شباب... أنا بانتظار موضوع يفتح شهيتي للغناء.

أراء

د حيدر يازجي( نقيب الفنانين التشكيليين):سهام لها باع طويل، في مجال الفن و الغناء... و لوحاتها هي انعكاس لتميزها وأحاسيسها, قد يكون الأسلوب والوسيلة تغيرا هذه المرة، لكن الإحساس العالي و الراقي الذي تتميز به لم يتغير، بل بدا واضحاً بدقة في مجمل لوحاتها... أعمالها جميلة جداً، و موضوعاتها متناغمة... أعتقد أننا كسبنا في الفن التشكيلي فنانة مبدعة... تربطني علاقة صداقة قديمة، ومتجددة بالفنانة سهام إبراهيم... جئت لأشاركها مع الزملاء هذا الحدث الفني المميز... أعتقد أنها أعطت الكثير من روحها للوحاتها، ويمكنني القول أنها اختصرت الزمن كثيراً، و بدت متميزة جداً في أول معرضٍ فردي لها، وهذا يعود إلى الموهبة، والمخزون الإبداعي الذي تمتلكه، و تراكم في روحها... أبدعت و أوجزت في الكثير من أعمالها، إلا أنها أتت متناغمة، وتعكس الكثير من عوالمها الداخلية.

د عبد السلام عبد الله( فنان تشكيلي): سهام إبراهيم مطربة من الرائدات في الأغنية الشرقية و التراثية...أنا واكبت مسيرتها الفنية و أعرفها عن قرب... لم أفاجأ بكونها فنانة تشكيلية أيضاً... تجمع بين الرسم و الغناء فيما يمكن تسميته بغنائية لونية... لديها تلاعب بالمصطلحات اللونية تبدو اللوحة بين يديها مثل النوتة الموسيقية ... توزع ألوانها كأنها تؤلف( مقطوعة موسيقية)... تمتاز بتلقائية التنفيذ في العمل، وفي التكنيك، و اعتقد أنها لا تعطي اعتبارات للمدارس(التشكيلية) ...نجد لديها مزج بين أكثر من مدرسة ... يوجد في لوحاتها اختزال ( تجريد لوني) ... منمنمة ( زخرفة ) كفن شعبي ... التعبيرية ...و الانطباعية... هكذا قرأت لوحاتها... اعتقد أنها نفسها إلى أحاسيسها تترجم ما هو في داخلها على المساحة التي أمامها بتلقائية، وعفوية ... كأنها ترسم لنفسها فقط، و لكن في الحقيقة هي ترسم للآخر.

انطباعات

الفنانة سحر فوزي: سهام إبراهيم فاجأتني اليوم... المفاجأة سارة بالتأكيد... ما رأيته فاجأني... سهام صديقة عزيزة لي ...أعرفها على الصعيد الإنساني...هي شفافة جداً، و ليس غريباً أن نرى هذا الحس العالي في لوحاتها... لم تأخذ حقها في الفن كمطربة، وأتمنى بعد هذا المعرض أن تأخذ حقها كفنانة تشكيلية... هي إنسانة مجتهدة تبحث عن ذاتها في أي مجالٍ إبداعي ... أنا أحيي إصرارها على إثبات ذاتها...و اعتقد أنها فعلت ذلك بشكلٍ صحيح و راقي ... أنا أحسدها لأنها تمتلك قدرة التعبير عن مشاعرها من خلال الريشة و الألوان... شكراً سهام.

الشاعر نظمي عبد العزيز: أنا معجب برسوم الفنانة سهام إبراهيم ... هي فنانة رقيقة و حساسة، و تنعكس رقتها و شفافيتها في لوحاتها ... اللوحات فيها لمسات من روحها من أحاسيسها... وتلهمني كشاعر للكتابة عن الورد... عن الأنثى الناعمة ذات الوجه الملائكي ... فنها وجداني ... و أتمنى لها النجاح الدائم.