كوستاف كليمت النمساوي، رسام الطبيعة، في لوحاته زخرفة تظهرأنه سيد اللون والشكل، عاشق الطبيعة لحد التصوف لذلك لقب من قبل سكان المنطقة بـغول الغابة.

بات الفنان التشكيلي غول من مواليد سورية- الحسكة في معرضه أناغيورس الذي دشنه مؤخرا، كنظيره الألماني، غول للطبيعة، متيما بالطبيعة التي عشقها لحد أنه عندما يرسم كانت أظافره تدمع ورودا وزهورا وعباد الشمس وشقائق النعمان.

الفنان التشكيلي غول في حديثه الخاص مع (eSyria) تحدث عن تجربته مع الطبيعة قائلا: "الطبيعة كل شيء بالنسبة لي، أنا أبن الطبيعة، وهي تمثل طفولتي التي هي أجمل فترات حياتي، الطبيعة تطورت معها وكبرت معي ودخلت حواسي ونفسيتي".

ضم المعرض الذي رعاه الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة، في صالة السيد للفنون التشكيلية (صالحية- طلياني)، ضم 49 لوحة بأحجام كبيرة وصغيرة، جميعها تتحدث عن الطبيعة بطريقة إبداعية، حسية، تدل على عدم ابتعاد الفنان عنها.

توصل غول في معرضه إلى مقولة الفنانين التشكيلين التي تقول لن يستطيع أي فنان مهما بلغت قدرته في التعبير وتملكه لا أفضل الأدوات الفنية أن يتفوق على الطبيعة، ولكن بإمكانه إن كان ماهرا أن يتوصل لمثل تنسيقها، وقد جاء ذلك من خلال تأكيد الفنان التشكيلي زهير حسيب بأن غول بستاني ماهر في تنسيق الزهور، مؤكدا أنه تحدث بطريقة غنائية شعرية بحس انطباعي، ذاتي، وبحس لوني جميل، قائلا: "معتمد على بيئته بلغة شعرية غنائية، لديه أفق وامتدادات، والطبيعة تشير لديه إلى اللامتناهي".

استخدام غول الطبيعة بشكل غير مباشر لإضفاء الجمال على عمله الفني، وهذا نوع من الاستعانة بجمال موجود أصلا على جمال مبتدع مثلما فعل تشايكوفسكي في موسيقاه بحيرة البجع على حد قول ندى عثمان طالبة في كلية الفنون الجميلة. إلا أن زميلها محمد سلورة أعطى نظرة عكسية من قوله: "استخدم الطبيعة بشكل مباشر مثل معظم الشعراء العرب الذين اشتغلوا بالوصف كالبحتري".

إن معظم الفلاسفة متفقون في الفلسفة أن الطبيعة والفنان يتشابهان من ناحية العطاء فمثلما تمنح الطبيعة جمالا كذلك الفنان ومثلما نتلقى من الطبيعة ما يفرحنا وما يبكينا وما يبعث فينا الإعجاب، كذلك الفنان التشكيلي غول معرضه غيلاناغيرو (GULANAGURO) فهو كثيرا ما أدهشنا وجعلنا نمتلئ بمشاعر شتى ونحن ننظر إلى لوحاته على حد قول احد وزار المعرض السيد فادي قباني خريج علم نفس.

إذا ليست الطبيعة فقط ملهمة للإنسان كي ينتج جمالا بل كانت دائما محرضا لأعمال فنية وصفية بالرغم من أن طريقة تناول الطبيعة كوصف قد يختلف نسبيا باختلاف المكان أو الزمان أو بنوع العمل الفني ذاته أو قد يختلف بسبب إبداع الفنان إلا أن النتيجة كانت دائما جمالا إضافيا وفنا راقيا.