إن موسيقى البيانو كما يصفها الفنانين هي اللغة العالمية التي تلامس مشاعر وأحاسيس الفنان بغض النظر عن عرقه ووطنه فهي منبعثة من بواطنه الدفينة لتتسلل إلى أعماق المستمع لتحثه على التفاعل مع مضمونها.

وفي أنغام بيانو غزوان زركلي ثمة عالم خاص يشدك، فموسيقاه مزيج من الألحان الحالمة والإيقاع الجميل، وبريج من الأمل والفرح، وقليل من الحزن يغطيه إيمان بمستقبل مشرق.

هذا ما يطرأ لمستمع بيانو غزوان في الأمسية التي أحياها في دار الأوبرا، بالتعاون مع سفارة المملكة الاسبانية ومركزها الثقافي (معهد ثربانتس) بدمشق والتي تأتي ضمن إطار فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008.

تضمنت الأمسية التي امتدت على جزأين مجموعة من المعزوفات العالمية الكلاسيكية لكبار المؤلفين الموسيقيين في العالم، إذ استمع الجمهور إلى أشهر مقطوعات لـ لودفيغ فان بيتهوفن، وروائع سوناتا وجورج غيرشفين واستور بيازولا وغيرهم من المشاهير، وقد تميز العزف بأداء ساحر، وحرفية عالية حيث قدمت المعزوفات بصورة أدت إلى تفاعل الجمهور ومواصلته حتى النهاية.

تفاعل غزوان مع عزفه وانفعل، فكان يرقص فرحا وهو يتنقل بأصبعه على مفاتيح البيانو، يتلمس طرقا جديدة، وإحساسا أعمق، كان يقفز من كرسيه مع تصاعد وتيرة الموسيقى، وكأنه في مكان خال تماما يعزف فيه لنفسه وللسماء والأرض. وقد أكد ياسر الزين أحد الموجودين في حديثه مع (eSyria) أن البديع في العزف هو محاولة إيجاد فضاءات جديدة للتناغم، قائلا: "يبدو في العزف أن الجملة الموسيقية، ليست تابعة أو محددة بخصوصية".

ومن أجمل أعمال زركلي الموسيقية التي عزفها مقطوعة (سالسا، فالس) التي تلاحظ فيها ارتجالا على البيانو لا يعترضها أي صوت آخر، تنساب كنهر صاف، وكأنه ينبت وردا من الرومانسية الدافئة، فيدفعك للتحليق الى مناطق لم تتخيل أنها موجودة في قلبك. كما عزف مقطوعة تانغو جمعت بين النكهة الاسبانية لموسيقى التانغو الراقصة، وعبق الشرق في الإيقاعات الموسيقية العربية.

الجمهور احتفى بزركلي الذي مثل سورية في (25) بلد في الولايات المتحدة، وفي مدن أوربية وآسيوية عديدة وكذلك عربية، فعج المسرح بالجمهور، ليتفا جئ بهذه الموهبة، موهبة موسيقى فنان سوري وصل إلى العالمية، وتفاعل معه حتى أخر دقيقة، فبدت الأمسية كأنها دقائق معدودة.

إذا أمسيات وحفلات غزوان زركلي تأتي لنجاحه محليا وانتشار موسيقاه جاءت بعد انتشاره عالمياً، وكتابة الصحف العالمية عنه.

غزوان الزركلي

عازف بيانو محترف وأستاذ دكتور في الموسيقى، درس في دمشق وبرلين وموسكو، درس في برلين وفايمر وأوسنابروك (ألمانيا) وفي القاهرة ودمشق، وأقم ورشات عمل في الجزائر ولبنان والإمارات العربية، قادته حفلاته في العزف المنفرد إلى (23) بلداً، حيث حصل على جوائز عربية وأجنبية عديدة، عضو تحكيم دولي في مسابقات العزف على البيانو بدءاً من عام 2004،

لعب ويلعب دوراً بارزاً في بناء الحياة الموسيقية في سوريا عزفاً وتدريساً، كما عن طريق التأليف الموسيقي والكتابة والترجمة، حاصل على جائزة الدولة في سورية لعام 1969.

الجوائـــز

1969: جائزة الدولة التشجيعية للجمهورية العربية السورية.

1971: الجائزة الأولى في المسابقة السورية اللبنانية في العزف على البيانو في بيروت ــ لبنان.

1979: دبلوم المسابقة العالمية في العزف على البيانو (فيانا دا موتا) في ليشبونة، البرتغال.

1980: الجائزة الخاصة للمسابقة العالمية في العزف على البيانو (بالوما أوشيا) في سانت أندير، أسبانية.

1986: دبلوم المسابقة العالمية في العزف على البيانو (بيوتر تشايكوفسكي) في موسكو،روسية.

1989-1990: منحة من كونسرفتوار تشايكوفسكي للتحضير لدرجة البروفسور ذي كرسي.

1991: منحة من هيئة التبادل الأكاديمي في جمهورية ألمانية الاتحادية.

1993-1994: الجائزة الرابعة والجائزة الثالثة والجائزة الخاصة لمسابقة العزف على البيانو (إيبلا) في صقلية، إيطالية.