طريق متسع وضوء أسود ينيره، يرتاب النظر بين الضوء والظلال أرى ألاف الخطوط، رجلين أحدهما مازال يمشي والأخر لا أدري،أنا ثالثهما في كيلو متر واحد، يستمر النظر

يظهر جدار وطفل أحدهما لا يلعب وأخر لا يدري

أنا ثالثهما ضمن حدود الكيلو متر

يزداد الضوء سطوعا

أغمض عينيا قليلا

ما لون اللون الأسود هل من الممكن أن يزداد قتما

إن أرى أشخاصا تتباعد وتندمج مع ظلالها

بعض الأشياء تتشابه مع كل المواد من حولها

تبني أسوار أسرها الذاتي محاولة أن تحقق كمالها الذاتي

تصنع حدودا بأشكال مستطيلة

ترسمها كملصقات إعلانية ضخمة

أكاد لا أستطيع عبورها

حدودي في داخلي

إني لن أجرؤ على التفكير حتى تزداد المسافات

تتضاءل الشوارع

هناك أصوات صامتة أسمعها

ما البعد بيني وبين غيري أنا

ما عدد الجدران بيني وبين أنا

كم كيلو متر في المتر الواحد

عند قارعة الطريق أحصي ظلالا وخطوطا وجدارنا وبقايا أسماء

بهذه الكلمات اختصر ماهر سلمى فهمه للون الأسود رافضا التعليق على حكاية اللوحات تاركا للمشاهد حق الفهم الخاص والرؤية الذاتية لكل زاوية وخط، فبعض الحضور اعتبر المعرض حالة فنية بحته لا تحمل الكثير من الواقعية، وخالف من تبقى رأي البعض الأول ممن التقينا، حيث يرون أن المعرض يحمل بخطوطه القاسية الحادة القاطعة مفهوم حياة اليوم المؤلمة التي فيها للقلم أن يحدد بخط واحد مصير الكثيرين، متخذين حالة الحدود السياسية بين البلاد كمثال على قسوة الخط الفاصل وإن كان رسم قلم لا أكثر، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى رأى بعض الشبان أن اللوحات التي قدمها ماهر تحمل ملاحظات كثيرة حول علاقة الإنسان مع الكتل من حوله معدنية أو أسمنتية، هذا ما عبر عنه رواد معرض الفنان الشاب ماهر سلمى للتصوير الضوئي المستمر في معهد غوته دمشق.