مع اقتراب عقارب ساعة ذلك اليوم لتعلن الثامنة مساء، بدأ التاريخ يسجل في دفاتره اسم فرقة جديدة قرعت أبواب الفن لتحدد مسارا تمشي عليه متخذة اسم الأميغوس (الأصدقاء) شهرة لها

وكنيسة الكيرلوس مكانا لولادتها ولتقدم فيها مجموعة من التراتيل الدينية احتفالاً بميلاد السيد المسيح خلاص البشرية، بالإضافة إلى مجموعة من أغاني الميلاد وفيروزيات وبعض الأغاني الاسبانية واللاتينية.

بدأت الفرقة أولى أغنياتها بأغنية (ميلاد ميلاد) والتي غناها حسام سويد مع تفاعل رائع من الجمهور الذي بدا محلقاً مع الصوت الملائكي الذي صدح في الكنسية ممجدا يسوع المسيح بكلمات كانت:

الأستاذ شادي قسيس مؤسس الفرقة

يا يسوع أغنية العيد

يا صوت الأماني

يا حلمي السعيد

بصفحة الليل

كتبت لك أغنية

بالميلاد بالميلاد

وبالمغارة التي احتضنت السيد المسيح غنى الأصدقاء أغنيتهم الثانية بعنوان (قلبي مهيا مغارة) لينتقلوا مباشرة لأغنية (تلج تلج) التي ألهبت قلوب الحاضرين حنيناً ودفئاً مع سماع كلمة ثلج وهي تلامس قلوبهم السعيدة التي تذكرت أيام الطفولة واللعب بالثلج.

وبمقدمة تأملية انتقل بنا رياض (عريف الحفل ) للجزء التالي من الحفل والذي تضمن (تاونيمار) على إيقاع البيات غناها حسام، لتسافر بنا دارين بعدها إلى الليالي المقمرة بأغنية (وين غبت يا سهر الليالي) ولتكمل المشوار بترتيله (سبحان الكلمة).

وتستمر الحفلة بعدها بعدة أغاني ساحرة تنقلت بين الفيروزيات واللاتيني والاسباني والتراتيل لتشكل بلسما يشفي القلوب العطشى للتأمل والفرح والمحبة في هذا العالم القاسي المملوء بالحزن، وختم الحفل بأغنية ( الليلة عم يشع النور) لترسم شعاع الأمل الصادق بخلاص البشرية بنجمة صغيرة تبشر بالمسيح الذي حمل السلام والسلام لكل البشر.

وعن الفرقة تحدث الأستاذ شادي قسيس مفسرا سبب تسمية الفرقة بـ(Los Amegos) مشيرا إلى أنهم مجموعة من الشباب الموسيقيين جمعوا أنفسهم، وقرروا إنشاء الفرقة منذ ثلاثة أشهر، منادين بتسخير المادة الموسيقية للعيد والفرح بباقة من الأغاني اللاتينية المحدثة وأغان يؤلفونها هم، وعما قدموه قال: "قدمنا اليوم باقة من السريانيات والفيروزيات واللاتينيات وأغاني اسبانية وأجنبية".

وأضاف: سيكون اتجاه الفرقة قريباً من الفلامينغو أو الجاز ومن الممكن أن يقترب من الجاز الشرقي ويمكن أن نحدث توزيع مجموعة أغان وبالنسبة لعدد أعضاء الفرقة هم مغنيان حسام سويد ودارين بركيل والعازفين خمسة أشخاص: ميلاد وعفيف وسامر ورياض وأنا شادي، وبالنسبة لدعم الفرقة ماليا لم يتوافر إلى الآن، ونحن ندعم أنفسنا ذاتيا، وأقول للناس كل عام وأنتم بخير وبالموسيقا يمكن أن نجمع كثيراً من الأشياء وستكون رسالتنا السلام.

وعن رأيه بالفرقة قال الأب يعقوب مراد (من رهبان دير مار موسى في النبك): هؤلاء الشباب يقدمون شيئاً عن كياننا وثقافتنا الحديثة ولاشك أن لكل عصر لون جديد وطرق جديدة في عيش الموسيقا ومن الجميل أن تعطى فرص للشباب لاغناء الموسيقا في ظل التشويه الإعلامي للموسيقا، وأنا مشجع لهؤلاء الشباب الذين يعبرون عنا كسوريين.

وبعبارة "تلاعبوا بمشاعرنا وغيرونا للأفضل" بدأ الأستاذ مخلص عطا الله تعليقه على الفرقة وقال: "هم أصدقاء وفعلا أصدقاء والتفاعل الموجود بينهم رائع ولديهم تنوع بالأغاني برتم سريع وبطيء بتوزيع رائع للأغاني لعب فعلا بمشاعرنا، وأتمنى أن يوفقوا فعلا بمشوارهم وما ميلاد الفرقة مع نهاية السنة إلا مؤشر لولادة متجددة وإبداع مع 2008 وخصوصا بوجود هذا النفس الشبابي الذواق للموسيقا.

وبصوتها الملائكي الذي أطربنا تحدثت دارين لموقع eSyria بقولها: فرقتنا جديدة وجمعنا أنفسنا لتولد الفرقة مع عيد الميلاد ولنقدم مجموعة من التراتيل وشيئاً غربياً بدمج لم يعهد من قبل، مع مجموعة من الأغاني من تأليف الفرقة ونتمنى أن نوفق في مشوارنا.

أما العازف رياض خبازة فقال: ترافقت الأغاني المقدمة مع عزف بآلات شرقية وغربية فأصدرت دمجاً رائعاً أعجب الجميع، وما سمعه الجمهور ناتج عن تعب ودراسة ونعدكم بأغاني وحفلات ستسعد الجميع.

ومع الوعد الذي وعده رياض بدأ العازف سامر جزراوي كلامه معتبرا أن الفرقة ستترك بصمة بطابعها الخاص وستكون صديقة للجميع وستنشر السلام في أي مكان تحل فيه.