برعاية وزارة الثقافة افتتح معرض "سورية الدولي السادس عشر للكاريكاتور"، أبوابه اليوم بمشاركة 500 فنان من أكثر من 70 دولة، قدموا من خلاله رسومهم الكاريكاتورية التي كانت بمعظمها تحمل صورة الراحل "محمد الماغوط"، وتمّ تكريم الأعمال الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى.

مدوّنةُ وطن "eSyria" حضرت افتتاح المعرض بتاريخ 8 آذار 2020 والتقت "رائد خليل" فنان كاريكاتور ومنظم المعرض، حيث قال: «يقام هذا المعرض اليوم تكريماً لروح الراحل "محمد الماغوط"، وعلى اعتبار أننا كنا نواجه حرباً حقيقية وما زلنا وما زال الحصار قائماً، فإننا نحقق أهدافنا القريبة من خلال تسليط الضوء على القامات السورية وتكريمها، أما الأهداف البعيدة لهذا المعرض فهي التأكيد على الرسالة السورية الحقيقية الأخلاقية والإنسانية، فعندما نعمل على إقامة ملتقيات ومعارض لتكريم هذه القامات مثل "محمد الماغوط"، و"ممتاز البحرة" وغيرهم من الأسماء، نكون حينها قد حققنا المسألة الأهم وهي الإضاءة على الوجوه السورية الثقافية والتي أثرت في الحراك الثقافي والأدبي والشعري وهذه هي الغاية الرئيسية، واليوم أستطيع أن أقول أن نصف العالم في "دمشق" حيث شارك في المعرض أكثر من سبعين دولة وبعدد فنانين يقارب الخمسمئة فنان وهو رقم كبير جداً ويدل على أهمية هذا المهرجان الذي يعتبر من أهم المهرجانات الدولية العالمية، وأكثرها مصداقية بسبب وجود لجان تحكيم متخصصة في هذا المجال والتي تضم عدة اختصاصات ولا تقتصر على الرسامين والفنانين التشكيليين، لأنّه من حق الناس الآخرين أن يقوموا بالتحكيم والاطلاع على هذه الأعمال والتجارب العالمية، وبدايةً سبق افتتاح المعرض تكريم أعضاء هذه اللجنة ومنحهم درع تقدير لجهودهم ومساهمتهم في تقييم الأعمال المشاركة، وفي ختام المعرض اختارت هذه اللجنة ثلاثة أعمال ومنحتها الجوائز وهي كالتالي: حصل على المركز الأول الفنان الإيراني "بيام وافتابار"، والمركز الثاني كان من نصيب الفنان الإيراني أيضاً "محمد خوبان"، بينما حلّ في المركز الثالث الفنان "عمر فيلاردي" وهو من دولة "البيرو"».

المعرض اليوم يحمل فكرة ورسالة وهي تكريم وإحياء ذكرى الأديب الراحل "محمد الماغوط" والذي له مكانة كبيرة في قلوبنا، وما يزيد هذه الأهمية كثرة الدول المشاركة فيه بما يساهم في تسليط الضوء على قاماتنا الثقافية وتعريف العالم أجمع بهم وبمكانتهم وأثرهم الكبير من جهة، ومن جهة أخرى فهي رسالة للعالم أجمع بأن سورية حاضنة الثقافة ما زالت موجودة رغم المآسي والحرب الضروس التي تتعرض لها، حيث إنّنا نحول هذا الحزن والمعاناة إلى فرح وابتسامة من خلال إقامة معارض هدّافة ومميزة، لتكون عنوان وفاء وإخلاص لقامة كبيرة مثل الراحل المكرم وغيره من الأسماء والوجوه التي تركت أثراً كبيراً في ماضينا وحاضرنا

"موفق مخول" فنان تشكيلي وأحد أعضاء لجنة التحكيم المكرمين، قال: «المعرض اليوم يحمل فكرة ورسالة وهي تكريم وإحياء ذكرى الأديب الراحل "محمد الماغوط" والذي له مكانة كبيرة في قلوبنا، وما يزيد هذه الأهمية كثرة الدول المشاركة فيه بما يساهم في تسليط الضوء على قاماتنا الثقافية وتعريف العالم أجمع بهم وبمكانتهم وأثرهم الكبير من جهة، ومن جهة أخرى فهي رسالة للعالم أجمع بأن سورية حاضنة الثقافة ما زالت موجودة رغم المآسي والحرب الضروس التي تتعرض لها، حيث إنّنا نحول هذا الحزن والمعاناة إلى فرح وابتسامة من خلال إقامة معارض هدّافة ومميزة، لتكون عنوان وفاء وإخلاص لقامة كبيرة مثل الراحل المكرم وغيره من الأسماء والوجوه التي تركت أثراً كبيراً في ماضينا وحاضرنا».

من تكريم لجنة تحكيم المعرض

"خديجة الرحية" دكتورة في كلية العلوم السياسية، وإحدى زائرات المعرض، قالت: «المعارض دائماً ما تعكس صورة الحركة الثقافية والفنية النشطة في أي بلد، فنحن في خضم هذه الحرب التي نتعرض لها وما نزال على مستوى عالٍ من تقديم نشاطاتنا الثقافية لتعريف العالم بإبداع فنّانينا، واستقبال إنتاجات فنية لدول صديقة يقدّم قيماً إيجابيةً لتراثنا الفكري والثقافي ويشكل إغناءً لهذا التراث، أما بالنسبة للمعرض اليوم فهو مهم جداً باعتبار أنّ الكاريكاتور نافذة رقيقة وجميلة وبالوقت نفسه ناقدة تلامس حياتنا اليومية كون الكاريكاتور يعبر عن نظرة نقدية أو موقف نقدي لجانب ما من جوانب حياتنا، ومع ذلك لا نعطي هذا الفن قيمة كافية في بلدنا أو بالأحرى نحن مقصرين في تناوله من خلال وسائل إعلامنا وصحافتنا بالمقارنة مع دول أخرى تعطي له حيّزاً زمنياً لقراءة هذه الرسوم التي تحاكي قضية معينة سواء كانت قضية اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، هذا كله مؤشر على أهمية هذا الفن في إيصال أوجاع الناس ولكن بطريقة فنية مبدعة».

يذكر أنّ المعرض مستمر حتى 15 الشهر الجاري.

الفنان موفق مخول
الدكتورة خديجة الرحية