دائماً ما كانت "دمشقُ" عاصمةً للثقافة والفكرِ النيّر على مدار سنواتِ تاريخِها المجيدِ وحتى يومنا هذا، لذا هي حريصةٌ على جعل العشرةِ أيامٍ من خريفها في كل عام حافلةً بلقاء محبي القراءةِ والأدبِ ضمنَ فعاليات معرضِ الكتابِ -في دورته الـ31- الذي تمّ افتتاحه في مكتبة "الأسد" الوطنية برعايةٍ من السيد الرئيس "بشار الأسد" ودعوةٍ من نائب رئيس الجمهورية الدكتورة "نجاح العطار".

مدوّنةُ وطن "eSyria" حضرت وبتاريخ 12 أيلول 2019 الافتتاح والتقت رئيس اتحاد الناشرين السوريين "هيثم حافظ" ليحدثنا حول المعرض بالقول: «المعرضُ يشكّلُ عودةَ العافيةِ الثقافيةِ للمجتمع السوري، وعودةَ ألقِ المثقفين السوريين، فالهدف منه ترسيخ القراءة كعادةٍ لدى جمهور المعرض الذي أدهشنا بأعداده الكبيرة على الرغم من أنّه يوم افتتاح، والزيارات فيه تكون قليلة، وهذا ما يثبت أنّ الثقافة ما زالت بخير في "سورية"، فالمعرض عودة للمعرفة الحقيقية بكلّ أبوابها من علوم وآداب وتاريخ وفلسفة وغيرها، والأهم هو عودة للأخلاق السورية الحقيقية».

نحرص على الوجود في "سورية" كلّ عام من خلال هذا المعرض، لأنّ القارئ السوري بالنسبة للمجتمع العربي ككلّ هو قارئٌ نهم، يحبّ الثقافةَ والاطلاعَ، والعناوين التي اخترناها لهذا العام متنوعة بين الأدب، التاريخ، العلوم، اللغات، وغيرها

مدير عام الهيئة السورية للكتاب "ثائر زين الدين" بدوره قال: «الإقبالُ على معرض الكتاب من كلّ شرائح المجتمع واقتنائهم الكتابَ دلالةٌ على أهمية الورقيات في المجتمع الثقافي السوري رغم ثورة الإلكترونيات، وأطلقنا هذا العام في المعرض تجربةً جديدةً وهي الكتب المسجلة على أقراصٍ مدمجة، ونستهدف في هذه الخطوة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يستطيعون القراءة، مثل دواوين "المتنبي"، "بدوي الجبل"، "أوسكار وايلد"، وعلى موقع الهيئة العامة السورية للكتاب كلّ الكتب التي تتمّ طباعتها يتمّ تحميلها إلكترونياً وذلك لمراعاة القراء وتنوعهم بين المحبّ للورقي، والراغب بالإلكتروني».

ساحة مكتبة الأسد الوطنية

مدير عام مؤسسة القدس الدولية الدكتور "خلف المفتاح" قال: «الحرب التي شهدتها "سورية" في السنوات الأخيرة استهدفت المنظومة الثقافية لهذا البلد الحضاري الغني والمنفتح على كلّ الثقافات الأخرى، وما يدعو إلى التفاؤل هو إقبال جيلِ الشباب على معرض الكتاب، والعناوين التي تحتويها الأجنحة حيث تستهدف بتنوعها كلّ الأعمار، والمستويات الثقافية، وتتجه نحو التنوير الذي ينتج إنساناً متماشياً مع رؤية العصر، وينتمي إلى هذه الأرض ويدافع عنها ضد الجهل الذي يحاول استهدافها بكلّ أدواته».

مدير المؤسسة العامة للسينما "مراد شاهين" بدوره تحدث عن العروض السينمائية المرافقة لأيام المعرض بالقول: «الأفلام السينمائية التي ستعرض ستكون عبارة عن أفلام روائية طويلة مقتبسة عن روايات عالمية وعربية، فالسينما هي فنٌّ جامع للكثير من الفنون والآداب، لذا أردنا هذا العام من إدماج أفلام سينمائية في المعرض تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين الحدث السينمائي والرواية الأدبية».

مدير الهيئة السورية للكتاب ثائر زين الدين

"حبيب الضعديد" المشرف على دار "الطليعة" الجديدة المشاركة في المعرض قال حول المشاركة: «نقدم في جناحنا مجموعةً واسعةً من الكتب السورية والعربية التي يتمّ انتقاؤها بما يتناسب مع معايير المجتمع السوري والقيم التي يتسم بها، والإقبال على هذه التظاهرة الثقافية في شهر أيلول من كل عام يدفعنا دائماً إلى المشاركة والوجود فيها من خلال مجموعة من العناوين التي قد تلفت أنظار القارئ السوري أثناء تجواله بين الأجنحة».

"كاتي مروة" ممثلة دار "الآداب" اللبنانية المشاركة في المعرض قالت: «نحرص على الوجود في "سورية" كلّ عام من خلال هذا المعرض، لأنّ القارئ السوري بالنسبة للمجتمع العربي ككلّ هو قارئٌ نهم، يحبّ الثقافةَ والاطلاعَ، والعناوين التي اخترناها لهذا العام متنوعة بين الأدب، التاريخ، العلوم، اللغات، وغيرها».

جانب من أجنحة المعرض

يذكر أن الدكتورة "نجاح العطار" افتتحت المعرض بقصّ الشريط ورافقها وزير الثقافة الأستاذ "محمد الأحمد" ونخبة من أهل الثقافة والأدب السوريين، ثمّ ألقت الكلمة الافتتاحية التي أكدت فيها تعافي "سورية" من حربها بفضل دماء شهدائها، ومعرض الكتاب هو دليل على حالة التعافي، ليعقب ذلك كلمة لوزير الثقافة سلّط فيها الضوء على تنوع الفعاليات الثقافية التي ستشهدها أيام المعرض.

ويستمر معرض الكتاب بالـ 31 من 12 إلى 22 أيلول، وتتضمن أيامه مجموعة من الندوات الثقافية، التكريمات، الأمسيات الشعرية، توقيع عدد من الكتب، ومجموعة من العروض السينمائية المقتبسة من روايات عالمية.