لهدف إنساني واجتماعي واقتصادي، أحيت مجموعة "إبرة وخيط" فكراً يعود إلى عمر جدّاتنا وتاريخهن العريق، فمن أقمشة مستعملة تحمل روائح الماضي والذكريات السعيدة، حاكت خمس عشرة سيدة سورية عدداً من القطع المنزلية، كالستائر، وأغطية الطاولات، ووجوه الوسائد، ولوحات فنية بطريقة جميلة ومفيدة.

مدونة وطن "eSyria" حضرت بتاريخ 9 كانون الأول 2018، افتتاح معرض مجموعة "إبرة وخيط" الذي أقيم في المركز الثقافي بـ"أبو رمانة"، والتقت الفنانة التشكيلية "رزان الكيلاني" المشاركة، فحدثتنا قائلة: «فكرة العمل بسيطة من "إبرة وخيط" وأقمشة بالية يمكننا أن نصنع تحفاً فنية جميلة ومفيدة. انضممت إلى المجموعة التي تضمّ شرائح اجتماعية مختلفة، فالذي يجمعنا رغبتنا بصنع شيء من لا شيء، وشغفنا بإحياء التراث بطريقة فنية ومبتكرة. شاركت بمجموعة من القطع المنزلية التي تحتاج إليها ربّة المنزل مستخدمة أقمشة لها تاريخ عريق كـ"الدامسكو"، حيث جمعتها من أصدقائي الدمشقيين رغبة مني بإحيائها، كما حكت لوحات من هذه الأقمشة وأعدت الذكريات التي حملتها. المعارض تتيح لنا فرصة الاحتكاك بالناس وسماع آرائهم والاستفادة منها، كما تؤمّن لنا فرصة للتسويق، وهي حافز للاستمرار».

هوايتي تصميم ألعاب من الصغر، وعندما تعرّفت إلى المجموعة أردت إحياء الألعاب التراثية التي كانت جداتنا يقمن بحياكتها لأطفالهن من الأقمشة المستعملة، والقابلة للتنظيف والآمنة أيضاً

المشاركة "حسناء سعيد" حدثتنا عن عملها قائلة: «تعلّمت بمشروع "خلايا النحل" الطريقة، ففكرة العمل ليست وليدة اللحظة، وإنما هي تاريخ قديم ابتكرته جداتنا لاستثمار العوادم، كمن يخلق من الضعف قوة ومن الموت حياة، ونحن قمنا بإعادة إحيائه بذات الطريقة مع إضافة أفكار جديدة، تنوعت مشغولاتنا اليدوية من ستائر وأغطية ووجوه وسائد ولوحات للزينة، وتميزت قطعنا بأنها من روائح الماضي، وهي تمنحك الثقة بأهمية تاريخك وعظمته، ونحن دروس لأطفالنا».

عمل فني من إعادة التدوير للفنانة التشكيلية رزان الكيلاني

الفنان التشكيلي "موفق مخول" من زوار المعرض والمهتم بإعادة التدوير، قال: «الأعمال المعروضة مشغولة بطريقة فنية وحبّ، والمعرض يمثّل تراثاً ثقافياً وفكر جدّاتنا، ويضمّ ثقافة بصرية جميلة وحديثة، فالحاجة دفعت النساء إلى الاستفادة من الأقمشة البالية، وحسّهن الفني قادهن نحو الإبداع. العالم الصناعي السريع الذي نعيشه اليوم أخذ الكثير من تفكيرنا وخيالنا، ولهذا نحن بأمسّ الحاجة إلى مثل هذه الأفكار، ونأمل أن يعمّم الشغل اليدوي على مدارسنا والجمعيات الخيرية، فالهدف إنساني وروحاني واقتصادي واجتماعي».

بدورها مديرة المركز الثقافي بـ"أبو رمانة" "رباب أحمد" قالت: «لمست إصرار السيدة السورية على خلق شيء من لا شيء، ومعروف عن السوريات الصبر والابتكار، فمن أدوات بسيطة خلقن فرصة عمل ذات طابع جمالي وربحي، واستطعن تحويل تلك الأفكار إلى فنّ، بابتكارهن الكثير من القطع والتحف الفنية القابلة للاستخدام، فحوّلن الحرفة إلى فنّ هدفه الاستمرارية».

المشاركة سلاف بغجاتي

المهندسة المعمارية المشاركة "سلافة بغجاتي" قالت: «استفدت من دراستي بإظهار موهبتي؛ تملكتني فكرة إعادة تدوير الأقمشة البالية وحولتني من شخص مستهلك إلى منتج. التحقت بدورة تدريبية بمتابعة الدكتورة "سحر البصير" المسؤولة عن مشروع "خلايا النحل" التي انبثقت منها مجموعتنا. الفن مسؤولية، والإحساس بالعمل الفني يمثّل نصف العمل، فالقطعة تعطيك الفكرة المناسبة، وما أن أنهي العمل حتى أكون تفوقت على خيالي، فالإبداع والتطور لا يتوقف، وإنما يكبر مع العمل الفني».

ومن مجموعة "إبرة وخيط" "هدى بيلتو" قالت: «هوايتي تصميم ألعاب من الصغر، وعندما تعرّفت إلى المجموعة أردت إحياء الألعاب التراثية التي كانت جداتنا يقمن بحياكتها لأطفالهن من الأقمشة المستعملة، والقابلة للتنظيف والآمنة أيضاً».

مديرة المركز الثقافي في "أبو رمانة" رباب أحمد

المسؤولة عن المعرض "جاكلين فرح" قالت: «هذا أول معرض لمجموعة "إبرة وخيط"، فنحن سبق أن عرضنا منتجاتنا مع مشروع "خلايا النحل" الذي تعلّمنا منه طريقة العمل اليدوي، وقد تأثرنا بالحداثة والأفكار العصرية، سواء بتصميم لوحات من الأقمشة أو الحقائب، وعملنا بجهد لتكون ألواننا متناسقة، والمنتجات نتاج عمل عام بكامله».

يشار إلى أنه بعد المعرض كان هناك ندوة تتحدث عن فنّ إعادة التدوير بوجود مديرة مجموعة "إبرة وخيط" "جاكلين فرح" والفنان التشكيلي "موفق مخول"، وفي نهاية الندوة تمّ تقديم هدية من قبل المجموعة للفنان "مخول".

يذكر، أن المعرض مستمر لغاية يوم الخميس 13 كانون الأول 2018.