بهدف التعريف بحيثيات مؤتمر المحتوى الرقمي، وخلق فرصة للإعلاميين للاطلاع على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الإعلام، نظمت "الجامعة الافتراضية السورية" و"المعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا"، و"المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا" ورشة عمل إعلامية حول المؤتمر الثاني للمحتوى الرقمي العربي، بناؤه، إدارته، استثماره.

أقيمت الورشة في "المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا" بالتعاون مع "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، بتاريخ 15 آب 2018. مدونة وطن "eSyria" حضرت الفعالية، والتقت من الحضور الدكتورة "أميمة دكاك" معاون رئيس قسم الاتصالات للشؤون التعليمية في "المعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا"، التي قالت: «سبق مؤتمر "المحتوى الرقمي العربي الأول" الذي أقيم عام 2009، ورشة عمل في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" انطلقت فكرتها من ضعف المحتوى الرقمي العربي على الشابكة، تركز العمل فيها على إحياء الاهتمام باللغة العربية، والمحتوى العلمي المعارفي، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم تطورت الوسائل التكنولوجية تطوراً كبيراً، مع توافر الهواتف الذكية، والحواسيب المحمولة، وانتشر استخدامها بمهارة بين الشباب وحتى الأطفال، وأتمنى أن يتم البدء بالتعليم لتطوير المحتوى الرقمي كما في كثير من البلدان النامية التي وفرت المناهج على أجهزة التصفح الذكية للطلاب، وليس بالضرورة أن يطبق كل المنهاج التعليمي عليها، لكن على الأقل جزء منه، بما يحقق المتعة للطالب، ومواكبة التطور معاً، وفي "المعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا" لدينا الكثير من الأمثلة في هذا المجال كـ"المعاجم"، و"قاعدة معطيات لإعراب ألف ومئتي نموذج" المتوفرة إلكترونياً. وتتمثل أهمية ورشة العمل اليوم بتعافي "سورية" وإعادة الاهتمام بأمور تتعلق بإعادة الإعمار، وبناء الإنسان، وأتمنى أن تكون انطلاقة جديدة لتطوير المحتوى الرقمي العربي، ويتم العمل عليها بجديّة».

إحداث "الجامعة الافتراضية السورية" عام 2002 كخامس جامعة حكومية في "سورية" بمنزلة تجربة سورية رائدة في مجال التوجه نحو صناعة محتوى رقمي تعليمي، حيث كانت "سورية" سباقة بتأسيسها لرابع جامعة افتراضية في العالم حينئذٍ، ليتبعها بعد ذلك نشوء أكثر من مئتي جامعة افتراضية حول العالم، وانتشار برامج أكاديمية يجري توصيلها بصيغ إلكترونية عبر الشابكة، وهذه الجامعات والبرامج تجسيد واضح لنشوء صناعة التدريب والتأهيل الرقمية كنموذج من نماذج صناعة المحتوى الرقمي ضمن قطاع حيوي كالقطاع التعليمي، وهي صناعة تلبي احتياجات شريحة كبيرة من البشر بعائدات استثمار مباشرة أو غير مباشرة للمؤسسات التي اعتمدتها

من جهته الدكتور "خليل عجمي" رئيس "الجامعة الافتراضية السورية"، يقول: «إحداث "الجامعة الافتراضية السورية" عام 2002 كخامس جامعة حكومية في "سورية" بمنزلة تجربة سورية رائدة في مجال التوجه نحو صناعة محتوى رقمي تعليمي، حيث كانت "سورية" سباقة بتأسيسها لرابع جامعة افتراضية في العالم حينئذٍ، ليتبعها بعد ذلك نشوء أكثر من مئتي جامعة افتراضية حول العالم، وانتشار برامج أكاديمية يجري توصيلها بصيغ إلكترونية عبر الشابكة، وهذه الجامعات والبرامج تجسيد واضح لنشوء صناعة التدريب والتأهيل الرقمية كنموذج من نماذج صناعة المحتوى الرقمي ضمن قطاع حيوي كالقطاع التعليمي، وهي صناعة تلبي احتياجات شريحة كبيرة من البشر بعائدات استثمار مباشرة أو غير مباشرة للمؤسسات التي اعتمدتها».

أثناء الاتصال مع "شادي صالح" عبر "سكايب"

وفيما يتعلق بتعريف المحتوى الرقمي يتابع حديثه قائلاً: «يمكن للمحتوى الرقمي أن يكون نصاً، أو صورة، أو صوتاً، أو فيديو، أو تطبيقاً برمجياً، لكن لا معنى له من دون الاستثمار في صناعة المحتوى الرقمي، التي تساعد في توليد المعارف المفيدة الموجهة إلى شريحة من المستخدمين في قطاع معين، وتساعد في تراكم هذه المعارف مع المعارف المفيدة التي ينتجها المستخدمون أثناء تفاعلهم مع المحتوى على نحو يسمح بتطوير القطاع المعني وربطه بالمعارف الخاصة بقطاعات أخرى، كما لا يمكن إنشاء صناعة محتوى رقمي من دون وضع استراتيجية محتوى رقمي تؤطر هذه الصناعة على نحو يسمح بتحديد سمات المحتوى الذي يجب تصنيعه، ومواصفات المستخدم الذي يتفاعل معه، واحتياجاته الحالية والمستقبلية، وآليات ربطه بالمحتوى المنتج في قطاعات ذات صلة».

وعن أهداف ورشة العمل، يقول "حسين الإبراهيم" رئيس مشروع المحتوى الرقمي في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" لـ"مدونة وطن": «تهدف الورشة اليوم إلى إعطاء فرصة جديدة للإعلاميين ليرتقوا بمهماتهم الإعلامية ويستوعبوا الحالة العلمية التي يفتقدونها نظراً لاهتماماتهم الأخرى، وعدم تدريبهم على التقانات الحديثة، وما وصل إليه العلم في مجال التكنولوجيا بوجه عام، وفي المحتوى الرقمي الإعلامي، والمجالات الأخرى، ومن خلال هذه الورشة نستطيع الوصول إلى فهم كامل لهذا الموضوع بمصطلحاته، وآفاقه، ودور الإعلام فيه، ودور كل مؤسسة علمية، أو جمعية ذات علاقة به، كي نعمل معاً في المستقبل؛ ليتحول دور الإعلامي من مجرد قائم على نقل الخبر إلى مشارك في عملية صناعة المحتوى الإعلامي، خاصة أن المحتوى الرقمي الإعلامي لا يفهمه إلا الإعلاميون، وهذا المؤتمر هو استكمال للمؤتمر الأول الذي أقيم في عام 2009، ومنذ ذلك الحين ساد جمود كامل، وانطلاقة المؤتمر الثاني هي محاولة لإحياء ما وصل إليه المؤتمر الأول في السابق مع بعض الإضافات التي نتجت عن واقع جديد نعيشه اليوم».

"حسين الإبراهيم" رئيس مشروع المحتوى الرقمي في "الجمعية"

الجدير بالذكر، أن اللجنة المنظمة لورشة العمل تألفت من الدكتور "خليل عجمي" رئيس الجامعة الافتراضية، والدكتور "عمرو أرمنازي" مدير عام مركز الدراسات والبحوث العلمية، والدكتور "ماهر سليمان" مدير المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، و"أسعد بركة" رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، والدكتور "إبراهيم شعيب" أمين المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وتخللها مؤتمر صحفي، واتصال عبر "سكايب" مع "شادي صالح" مؤسس ومدير تنفيذي لمحرك البحث "شمرا" على الشابكة، وسيقام المؤتمر الثاني للمحتوى الرقمي العربي بتاريخ 31 آب الجاري في "دار الأسد للثقافة والفنون".

جانب من الحضور