من أجل الاستفادة من كل شيء وعدم تحوّله إلى مخلفات؛ افتتحت مجموعة "إبرة وخيط" معرضها الذي ضمّ عدداً من الأعمال اليدوية المشغولة من الأقمشة المستعملة بطريقة فنية وتراثية.

"لمواكبة العصر استخدمنا الأقمشة المستعملة بطريقة حديثة ولافتة للنظر"، هذا بداية حديث المشاركة "غدير بغجاتي" التي التقتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23 أيار 2017، وعن مشاركتها قالت: «انطلقنا بزمن الحرب تحت مسمى: "خلايا النحل"؛ بهدف إعادة تدوير الأقمشة المستعملة، وإحياء التراث، فقد عرف عن السيدات السوريات مهارتهن بهذا المجال. وحالياً نحن في المرحلة الثانية لمشروعنا تحت مسمى مجموعة: "إبرة وخيط"، سبق وتعلمنا العمل بطريقة فنية ومحددة منطلقين من فلسفة جميلة، وهي ابدأ من ذاتك؛ فالبداية كانت بتصميم المنتج من الوسط بعد أن نقوم بقص القطع القماشية إلى قطع مربعة الشكل، ويتم ربط بعضها ببعض بالإبرة والخيط، لتمثل العلاقات القريبة، كالأسرة والأصدقاء، وبعدها تربط مع العلاقات البعيدة كأفراد حيّك، لنصل إلى الأبعد فالأبعد؛ وهو المجتمع، فنحصل على منتج مشغول بروح مثالية وجميلة، فنحن شعب يشبه أحجار الفسيفساء الملونة؛ إذ نختلف بالألوان والثقافات، لكننا نجتمع على العمل الجيد والمتقن والجميل، فحتى القطع القماشية التالفة لا نرميها، بل نتعامل معها ونخفي عيوبها بطريقة فنية، وحالياً شاركت في أكثر من منتج، إضافة إلى لوحة زخرفية يمكن أن تعلق على الحائط، أو تستخدم كمفرش طاولة».

معارض كهذه تندرج تحت مسمى معارض الفنون التطبيقية؛ فالهدف ليس جمالياً فقط، بل نفعياً. الفكرة ليست جديدة، وتعود إلى زمن جدّاتنا، حيث كنّ يحتفظن بالأقمشة التالفة لإعادة استخدامها من جديد والاستفادة منها، وهي تعني سيدة المنزل بوجه خاص، فتعلمها حسّ الإدارة والصبر، وتنمّي عندها الحسّ الفني والجمالي، وأنا أهتم بمثل هذه المعارض التي تهدف إلى إحياء التراث بطريقة عصرية. وضمّ المعرض أعمالاً مشغولة بحرفية عالية، وهناك أعمال مشغولة بعفوية جميلة

من زوار المعرض التقينا الدكتور الأستاذ في كلية الفنون الجميلة والهندسة المعمارية "محمد غنوم"، فأعطانا رأيه قائلاً: «معارض كهذه تندرج تحت مسمى معارض الفنون التطبيقية؛ فالهدف ليس جمالياً فقط، بل نفعياً. الفكرة ليست جديدة، وتعود إلى زمن جدّاتنا، حيث كنّ يحتفظن بالأقمشة التالفة لإعادة استخدامها من جديد والاستفادة منها، وهي تعني سيدة المنزل بوجه خاص، فتعلمها حسّ الإدارة والصبر، وتنمّي عندها الحسّ الفني والجمالي، وأنا أهتم بمثل هذه المعارض التي تهدف إلى إحياء التراث بطريقة عصرية. وضمّ المعرض أعمالاً مشغولة بحرفية عالية، وهناك أعمال مشغولة بعفوية جميلة».

غدير بغجاتي

كذلك التقينا إحدى القائمات على مجموعة "إبرة وخيط" "جاكلين فرح"، فقالت: «ما أحوجنا في هذه الظروف إلى مثل هذه الأفكار؛ فهي تعمل على إعادة الحياة إلى أقمشة مستعملة مصيرها سلّة المهملات، وذلك بهدف المحافظة على البيئة، إضافة إلى الفائدة التي تقدمها ربة المنزل لنفسها ولأسرتها، فكل قطعة تستخدمها السيدة تحمل ذكرى في قلبها تعود إلى أحد أفراد أسرتها الذي قضت وقتاً جميلاً معه. ما ميز المعرض هذا العام الأعمال الزخرفية، فكل سيدة حاكت قطعة فنية تراثية مزخرفة من روحها الخاصة بأسلوب جديد ومبتكر، اعتدنا أن يكون أساس عملنا القطع القماشية المقصوصة على شكل مربع، لكننا في هذه المرحلة انتقلنا إلى الشكل الهندسي المثلث؛ وهو أصعب. البدو السوريون حاكوا المثلث بطريقة فنية جميلة. اشتغلنا أيضاً لوحة جماعية اسمها "الزهرة السورية"؛ وهي تمثل المرأة السورية التي يجب عليها أن تزهر في هذه المرحلة الصعبة، ونأمل أن تلقى أعمالنا الرواج من قبل سيدات البيوت، فلماذا نشتري المنتج الهندي أو الصيني؟ علماً أن منتجنا جميل ومشغول بحرفية وتقنية عالية وبمحبة».

يذكر أنّ المعرض السنوي الثالث لمجموعة "إبرة وخيط" افتتح في مجمّع "دمر" الثقافي، يوم الإثنين 23 أيار في قاعة المعارض، واستمر حتى يوم الخميس 25 أيار 2017.

الدكتور محمد غنوم
جاكلين فرح