شغفه بالتصوير جعله يبحر بعالمه الواسع والمتنوع، وبتقنياته الجديدة تمكن من تحويل اللحظات الخاطفة التي يقتنصها إلى لوحات فنية... الكاميرا صديقته والتصوير هو المتنفس الذي يساعده على إخراج ما بداخله.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 تموز 2016، الفنان والمصور "جلال الدين جبري"، وعن بداياته يقول: «بدأت علاقتي مع التصوير منذ الطفولة باعتبار أن والدي كان مصوراً فوتوغرافياً يعمل بالتصوير كمهنة له، وبوجود الكاميرات حولي في البيت أخذت تحتل مساحة مهمة من حياتي، وبدأ يكبر في داخلي حبي وتعلقي بها، وبدأت ألتقط كل ما يلفت نظري من أشخاص وأماكن طبيعية بطريقة عفوية وخاطفة».

"جلال" شاب موهوب استطاع من خلال لوحاته تجسيد شاعرية جميلة عن طريق استخدامه للونين الأبيض والأسود، الذي أبدع بتوزيعها بطريقة فنية تركت للمشاهد مجالاً مفتوحاً للغوص في تفاصيل الصورة وحيثياتها

ويتابع: «استطعت أن ألعب بإعدادات كاميرتي، حيث ألتقط اللقطة التي أريدها حسب قوة الظل والنور باستخدام مهارة السرعة البطيئة لفتحة العدسة أو ما يسمى "الشوتر سبيد"، وصولاً إلى تكوينات لأناس التقطتهم الكاميرا في تجاوز الظل والنور القويين، مخلفة تدرجات الرمادي بكل ما فيه من غنى بصري، فحاولت الغوص في تفاصيل الصورة لإيجاد علاقة تواصل مع المشاهد، وتركت المجال مفتوحاً أمام الناس لتفسير الصورة وعرض ما يدور بذهنهم للتعبير عن مكنوناتهم من حزن وفرح وغضب، واعتمدت تكتيك التصوير باللونين الأبيض والأسود؛ لأنني أعدّهما أكثر لونين يعبران عن إحساس كل شخص، ويفتحان مجال التفكير أكثر لاستنتاج الأفكار المختلفة وتفسيرها بطريقة مختلفة حسب من يشاهدها؛ بعيداً عن رمزية الألوان ودلالاتها».

من لوحات معرض "كبداية"

وعن معرضه الذي حمل عنوان: "كبداية"، يقول: «قدمت في المعرض مشروعي الذي أخذ عنوان: "أوهام"، وكان عبارة عن 30 عملاً فنياً بأسلوب تجريدي اعتمدت فيه صفاء الأبيض والأسود في معظم أعمالي؛ التي حاولت من خلالها خلق تشكيلات مموهة تحكي حالات إنسانية متنوعة في محاولة للبحث عن قيم فنية فلسفية ذات أبعاد إنسانية، فلكل عمل طابعه الخاص الذي يعكس إسقاطات يلتقطها المشاهد لتعكس إحساساً داخلياً عبر تفاصيل تجذبه».

الدكتور "غياث الأخرس" رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للفنون البصرية، يقول: «"جلال" شاب موهوب استطاع من خلال لوحاته تجسيد شاعرية جميلة عن طريق استخدامه للونين الأبيض والأسود، الذي أبدع بتوزيعها بطريقة فنية تركت للمشاهد مجالاً مفتوحاً للغوص في تفاصيل الصورة وحيثياتها».

إحدى لوحاته

يذكر أن "جلال جبري" من مواليد "دمشق" عام 1989، خريج جامعة "دمشق"، كلية الفنون الجميلة، قسم الاتصالات البصرية عام 2016، لديه مشاركات بعدة معارض، منها: معرض "بنصار آرت ستور" عام 2014، ومعرضان في كلية الفنون الجميلة؛ "تصميم طابع" عام 2013، و"تصميم بوستر" عام 2015.