يبدأ الحرفي "خلدون المسوتي" رسم صور شخصية أو يعيد رسم لوحات عالمية، وينتقي من ألوان الرخام الطبيعي ما يناسبه، ويرتبها كمكعبات إضافة إلى الأحجار الكريمة؛ مكوناً لوحات فنية إما عادية أو نافرة.

ضمن فعالية "حرفتي هويتي" لإلقاء الضوء على الحرف التقليدية وأهميتها، أقيم معرض للحرف اليدوية التي تميزت بها "دمشق"، جمع الفسيفساء الرخامية لشيخ الكار "خلدون المسوتي" والموزاييك لشيخ شيوخ الكار "فؤاد عربش"، مدونة وطن "eSyria" زارت المعرض في "المركز الثقافي - أبو رمانة" بتاريخ 9 حزيران 2016، والتقت رئيس جمعية شام الياسمين للتراث الدمشقي والتأهيل المهني، وشيخ كار حرفة الفسيفساء الرخامية الحرفي "خلدون المسوتي"؛ الذي قال: «كلمة الفسيفساء يونانية وتعني مكعبات صغيرة، وترجع إلى العهد السومري، في العهد الروماني نقلت صورة المرحلة التاريخية وعبرت عن الرفاهية والأساطير والآلهة، وهذه الحرفة متوارثة في عائلتي، واستطاعت أن تأخذني من دراسة الحقوق، حيث تختلف أعمالي عن أعمال والدي الذي يفضل الرسومات الهندسية والخط العربي، أما أنا فأحب الشيء غير المألوف، كاللوحات الرومانية القديمة أو لوحة لفنان ما أعجبتني أصممها كفسيفساء».

برأيي التعليم بالمعاهد ليس ناجحاً، وأنا أعلم الراغب بالحرفة من الطلاب والخريجين بمبدأ شيخ الكار عندي في الورشة، فالمواد متوافرة، حيث يشاهد غيره يعمل ويخطئ ويتعلم منه، وقد يستغرق تعليمه مدة قصيرة أو طويلة حسب المتعلم

وتابع: «قدمت في المعرض عدة لوحات مجسمة متعددة الطبقات؛ منها لوحة تشكيلية نباتية نافرة معتقة، واستخدمت الرخام الطبيعي والأحجار الكريمة، والعمل يدوي بالكامل، كما قدمت لوحة الميدوسا ولوحة ألف ليلة وليلة، معتمداً تقطيعاً ليس هندسياً نظامياً من خلال الكماشة والإزميل، وتكون على مقاس المنطقة بالضبط».

الشاعر إبراهيم الأحمر

وعن تفاصيل العمل قال: «أول خطوة أفكر بالموضوع ثم أرسمه، تليه مرحلة اختيار الألوان، ونشتري فضلات الرخام من معامل الرخام من دون صباغ أو ألوان صناعية، ونستورد بعض الألوان غير الموجودة، وأحياناً يكون الرخام مموجاً لذا لا نهدر أي قطعة لنحافظ على التدرج ونقطعه بالكماشة ونرتب القطع مع مراعاة الظل والضوء، فمثلاً لوحة السيد المسيح رتبنا قطع الرخام بملقط الحواجب».

وأضاف: «برأيي التعليم بالمعاهد ليس ناجحاً، وأنا أعلم الراغب بالحرفة من الطلاب والخريجين بمبدأ شيخ الكار عندي في الورشة، فالمواد متوافرة، حيث يشاهد غيره يعمل ويخطئ ويتعلم منه، وقد يستغرق تعليمه مدة قصيرة أو طويلة حسب المتعلم».

لوحة نباتية نافرة

والتقينا في المعرض الشاعر "إبراهيم الأحمر"؛ الذي قال: «أحب الرسم، وأمارسه كهواية ولم أختص به، ولوحات الحرفي "خلدون المسوتي" أكثر من رائعة، وكل ما شاهدته في هذا المعرض سواء الفسيفساء الرخامية أو الموزاييك، يدعو إلى فخر كل سوري بها، صحيح أن الموزاييك حرفة دمشقية بامتياز من ناحية إبداعها والعمل بها والحفاظ عليها عبر الزمن، لكن تبقى الفسيفساء الرخامية برأيي أهم لكونها زمنياً أقدم وأصل حرفة الموزاييك، وأعتز برؤية أعمال سورية على هذه الدرجة من المهارة والإتقان والتفرد».

يذكر أن الحرفي "المسوتي" من مواليد "دمشق" 1974، والمعرض استمر من 29 أيار حتى 9 حزيران 2016.

لوحة النمور