حين يتحاور كل من العود والغيتار في أمسية موسيقية؛ ينتج عن ذلك أسلوب مختلف للمقطوعات بلمسة طربية أصلية؛ هذا ما قدمه عازف العود الصحافي "فراس القاضي" برفقة عازف الغيتار "إحسان صالح".

مدونة وطن "eSyria" حضرت الأمسية التي أقيمت في "كافيه المجد" بتاريخ 5 أيار 2016، وعقب انتهائها التقت "فراس القاضي"، فحدثنا بالقول: «قدمت وزميلي "إحسان" مجموعة من المقطوعات على آلتي العود والغيتار فقط، أولها "تقاسيم نهوند" ثم قدمنا أغاني منها: (قلبي ومفتاحو) لـ"فريد الأطرش"، و(على ورق الورد) لـ"كارم محمود"، وموشح (لما بدا يتثنى)، ثم قدمنا مجموعة من الفيروزيات، ومجموعة من الأغاني على مقام الحجاز، منها: (فوق إلنا خل، هالأسمر اللون، كنا ستة عالنبعة)، وغيرها من الأغاني القديمة على مقام العجم.

كانت أمسية جميلة وانتقاء المقطوعات التي تم عزفها كان رائعاً، المشكلة الوحيدة هي ضيق المكان، والموسيقا شيء مهم جداً بالنسبة لي، وحين أسمعها أو أحضر حفلة موسيقية أشعر وكأنني ولدت للتو، وحالياً أنا أتعلم العزف على الغيتار لأحقق طموحي وأصبح مثلهما

لستُ راضياً تماماً عن هذه الأمسية، بسبب عدم تفاعل الحضور مع الموسيقا، وطلبهم المتواصل للغناء، لكنني لست متفاجئاً؛ فهواة الاستماع إلى الموسيقا قليلون، لكني أعتقد أن الهدف تحقق وهو إعادة إحياء الطرب الجميل الراقي والاهتمام به، ولا أقصد بهذا الكلام التراث والفلكلور، ولا أعني أنني أرفضه، لكن الأساس فيما نقدمه هو تعويد الأذن على الموسيقا الطربية».

من الحفل

ويضيف: «تعلمت العزف على آلة العود منذ 27 سنة، وهذا ما كان له الأثر الأكبر في استمرار تعلقي وشغفي بالموسيقا لسنوات، وهذه ليست المرة الأولى التي أقوم بهذه التجربة، أي العزف مع آلة الغيتار، فسبق أن خضتها في التسعينيات مع عازف وصديق قديم، والسبب الذي أعادني إلى الموسيقا بعد انقطاع طويل؛ هو الحاجة إليها، والحاجة إلى الفن والفكر في هذه الأيام بالذات، وأتمنى من الجميع أن يلجؤوا إلى الموسيقا والشعر والفنون لعلّنا ننقذ ما تبقى من أرواحنا التي شوهتها الأحداث.

ولا بد من الإشارة إلى أنني و"إحسان" لسنا الفرقة، بل نواتها، ونبحث عن عازفين آخرين وآلات أخرى تنسجم مع الأسلوب الذي نقدمه».

جانب من الحضور

وعن علاقته الخاصة بالموسيقا يقول "فراس": «تشعرني الموسيقا بكينونتي كإنسان، أما الصحافة في النهاية فهي مهنة، وليس لها خصوصية، أما الموسيقا فتعني لي الكثير، بل إنها تكاد تعني لي كل شيء، أو بتعبير أدق، هي ممري إلى كل شيء، وملجئي وملاذي الأول والأخير، لقدرتي على التعبير عن نفسي من خلالها أكثر، ففي الكلمة والكتابة أتعثر في بعض الأحيان، أما في الموسيقا وفي آلة العود تحديداً؛ فالطريق ممهد أمام الروح تسير أينما وكيفما شاءت، لا يوقفها شيء».

فيما حدثنا العازف "إحسان صالح" قائلاً: «أنا و"فراس" صديقان منذ مدة طويلة، عندما كنا جيراناً في منطقة سكنية واحدة، وبعد أن افترقنا لسنوات التقينا مصادفة، وأخبرته أنني تابعت تعليمي الموسيقي على آلة الغيتار، وتحدثنا فوراً عن إمكانية العمل معاً، وهذا ما جرى بالفعل، وكان انسامجنا عالياً وواضحاً منذ البروفة الأولى، واكتشفت أننا نفضل ما أحب أن أسميه "الحضرة الموسيقية" التي لا تلتزم سوى بالأصالة والفن الراقي. والرضا عن الأداء لا نسأل عنه نحن، بل من سمعنا وكان في الأمسية، أما تقييمي الشخصي، فبالتأكيد نحن بحاجة دوماً إلى متابعة التمرين لتقديم الأفضل والأكمل».

من الحضور حدثتنا "راما فراس" (طالبة في كلية الاقتصاد) قائلة: «كانت أمسية جميلة وانتقاء المقطوعات التي تم عزفها كان رائعاً، المشكلة الوحيدة هي ضيق المكان، والموسيقا شيء مهم جداً بالنسبة لي، وحين أسمعها أو أحضر حفلة موسيقية أشعر وكأنني ولدت للتو، وحالياً أنا أتعلم العزف على الغيتار لأحقق طموحي وأصبح مثلهما».

جدير بالذكر، أن "فراس القاضي" من مواليد "ديرالزور" 1976، خريج كلية الآداب - قسم أدب عربي، ويعمل صحفياً.

و"إحسان" من مواليد "دمشق"، 1979.