يؤدي الموسيقي الكبير "جوان قره جولي" اللحن الشرقي الأصيل على آلته "العود" بأسلوبه الأكاديمي، يهتم بتفاصيل الجملة الموسيقية ويعطيها روحه ليقربها من روح المتلقي؛ هذا ما فعله خلال مشاركته الأخيرة مع الفرقة "الوطنية للموسيقا العربية".

مدونة وطن "eSyria" التقت "قره جولي" بتاريخ 20 آذار 2015، عقب مشاركته المتميزة بأمسية الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة الموسيقي "عدنان فتح الله" في المسرح الكبير بـ"دار الأوبرا"، وعن هذه المشاركة يقول: «اخترت لهذه الأمسية لحن أغنية "أنساك" للسيدة "أم كلثوم" لأني أحب هذه الأغنية وخاصة أنها على نغمة مقام الرصد الذي أعده ملك المقامات، كما أن الأغنية بحاجة إلى تفاصيل كثيرة وأنا أعشق تفاصيل العود والموسيقا العربية».

اخترت لهذه الأمسية لحن أغنية "أنساك" للسيدة "أم كلثوم" لأني أحب هذه الأغنية وخاصة أنها على نغمة مقام الرصد الذي أعده ملك المقامات، كما أن الأغنية بحاجة إلى تفاصيل كثيرة وأنا أعشق تفاصيل العود والموسيقا العربية

وأضاف: «مشاركتي هذه رسالة فنية وقناعة قبلها أن الفنان هواه المسرح، وليس نقصاً أن يكون العازف تحت إمرة من هو أصغر منه سناً، فالفن يفرض على الفنان الالتزام بقواعد الموسيقا مهما علا شأنه أو مسؤولياته، كنت سعيداً جداً بهذه التجربة ولا سيما أن تفاعل الحضور كان إيجابياً والتمست النجاح منه، وحاولت أن أغني بأصابعي. أتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك».

قره جولي مع الفرقة

"عدنان فتح الله" قائد الفرقة الوطنية للموسيقا العربية قال: «أعد مشاركة عازف العود السوري المتميز "جوان قره جولي" هي الأهم في حفلنا هذا وتعني لي الكثير، فأنا من طلابه، وهو الآن يعزف كصولو مع الفرقة وبقيادتي، إن دل هذا على شيء فيدل على أخلاقه العالية ومساهمته الدائمة في دعم الموسيقا وتطويرها، كما أن وجود الأستاذ "جوان" معنا اليوم دليل على أنه لا يوجد مدير وطالب وأستاذ في تنفيذ العمل الموسيقي، فالموسيقا تحتاج إلى فريق واحد، كل حسب قدراته لتطوير مشروع موسيقي ما؛ وهذا ما حدث اليوم».

"بثينة محمود" من الحضور تقول: «الأمسية بوجه عام كانت ممتعة، وخاصة ما قدمه الأستاذ "جوان قره جولي" حيث استطاع أن يجعل المتلقي مصغياً إلى المقطوعة الموسيقية رغم أنها لأغنية معروفة، تفاعلنا معها وكأننا نستمع إلى الكلمات لا إلى اللحن، وذلك من خلال براعة "قره جولي" في العزف وأدائه الرائع».

جانب من الحفل

تتلمذ "جوان قره جولي" على أيدي أشهر عازفي العود العرب والأتراك والأذربيجانيين. أسس أول معهد إلكتروني لتعليم العزف في العالم "أوتار أونلاين"، حائز على درجة الدكتوراه في الفلسفة الموسيقية من كلية الفنون والعلوم بجامعة المدينة الدولية - كاليفورنيا، أصدر أسطوانتين موسيقيتين: الأولى باسم "أنت عمري"، والثانية باسم "رحلة في التراث"، إضافة إلى مشاركات عالمية كثيرة. تولى إدارة معهد صلحي الوادي للموسيقا والمعاهد الموسيقية التابعة لوزارة الثقافة، وحالياً هو مدير لدار الأسد للثقافة والفنون - "أوبرا دمشق".