«في العراق فقدتُ أهلي وهنا وجدتُ أهلاً آخرين». بهذه الكلمات يختصر أحد المشاركين في فيلم "متحدون في المهجر" قصتهُ مع اللجوء من العراق إلى سورية بعد الحرب الإمريكية على العراق.

ويصوّر الفيلم الوثائقي الذي أخرجه المخرج السينمائي "نبيل المالح" الحياة اليومية للاجئين العراقيين المتواجدين في سورية.

لمتنا الحلوة فقد شعرنا أننا بالوطن... المهم أنا عراقيين أولاً

وكان عَمَل "متحدون في المهجر" قد عُرض لأول مرة في "دار الأوبرا السورية" بمناسبة الاحتفال بيوم اللاجئ العالمي الذي أقامته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية "UNHCR".

المخرج "نبيل المالح"

موقع "eDamascus" حَضَرَ الفيلم وحاور بعض القائمين عليه البداية كانت مع مخرج العمل الفنان "نبيل المالح" الذي أشار إلى أن مدة تصوير الفيلم لم تتعدَّ الثلاثة أشهر بما فيها تصوير بعض اللقطات لمهاجرين عراقيين في السويد.

وأضاف أنه اشتغل بعاطفة كبيرة مع العراقيين: «لقد كانوا أُناس رائعين وتجابوا بشكل كبير مع الكاميرا، أنا شخصياً كمخرج مسّتني وحدتهم هنا التي افتقدوها بوطنهم، فقد جَمعهم في المهجر حب الوطن والكرامة والأمل واستطاعوا أن يصنعوا هنا وطن مؤقت صغير».

من الحضور

وتابع مخرج العمل حديثه: «هؤلاء اللاجئين المُعلقين في الزمان والمكان بانتظار يوم الغد الغائم والضبابي... مصائرهم معتمدة بشكل كبير على ما تقدمه الدول والجهات المانحة».

وشَكَرَ اللاجئين والمتطوعين: «الذين منحوا الروح لهذا الفيلم هؤلاء الناس الذين استقبلهم الشعب السوري بكثير من المحبة والكرامة».

من فيلم "متحدون في المهجر"

وأشار إلى أن هذا الفيلم هو رسالة حب واحترام متواضعة: «إلى أخوة وأخوات لنا يجمعهم الحلم والوطن والأمل».

أما مقولة الفيلم فقد اختصرها مخرجهُ بإعادة قول أحد اللاجئين العراقيين: «ما فرقنا بالعراق جمعنا هنا في أرض اللجوء».

السيدة "ريناتا دوبيني" ممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سورية علّقت على الفيلم بالقول: «إنه فيلم رائع يذهب بالمشاهد إلى واقع اللاجئين وحياتهم والنضال الذي يتكبدونه في حياتهم اليومية، غالباً ما يكون من السهل نسيان محنة اللاجئين بل من السهل تجاهل الضائقة التي قد يمر بها البعض منهم، وهذا ما يجعل سخاء الشعب السوري وكرمه المستمر تجاه اللاجئين جدير بالثناء والتقدير».

السيدة "باسمة موسى يونس" إحدى اللاجئات العراقيات المشاركات في الفيلم قالت: «كنت أنتظر هذه الفرصة أنا وكثير من أصدقائي لنظهر وحدتنا من خلال تصويرنا في رحلة فقد كان معنا أخوة من كافة الطوائف ورَسَمنا صورة صغيرة عما كنا نعيشه في العراق قبل الحرب».

وأشارت السيدة "يونس" أنه لم يكن هناك أي صعوبات بتصوير الفيلم.

وأضافت: «هذا العمل ينقل صورة حقيقية عن العراقيين فكل شخص لَجأ إلى هنا لديه هموم في قلبه يريد أن يتحدث عنها، وهذه القصص التي سمعناها في الفيلم هي جزء من قصص كبيرة وكثيرة لم نسمع بها ولم تصلنا».

وأخيراً ترى أن رسالة الفيلم هي: «لمتنا الحلوة فقد شعرنا أننا بالوطن... المهم أنا عراقيين أولاً».

"إيناس المصطاف" إحدى اللاجئات التي هاجرت منذ خمس سنوات إلى سورية بالضبط في 19/6/2006، ولم تعرف "إيناس" أنذاك أن اليوم التالي لقدومها هو يوم اللاجئ لكنها اليوم أصبحت تعرف جيداً هذا اليوم وتتذكره في كل عام لأنها قررت أن تتبرع بوقتها وطاقتها لمساعدة اللاجئين وقال: «لطالما كانت الصفة التي تسبق اسمي هي "الدكتورة" لأن هذه هي مهنتي لكني ومنذ وصولي قبل خمس سنوات لم يسبق اسمي لقب غير اللاجئة إيناس».

وأضافت: «اتعبتني صفة اللجوء كما أتعبت غيري من اللاجئين...صرت أتوق لرؤية أناس يروا فيَّ المواطنة لا اللاجئة».

وتؤكد الدكتور "إيناس" أن اللاجئين العراقيين لا يزلوا يعيشون بذاكرة الوطن: «جمعتنما آلامنا وأحزاننا وهمومنا بدلاً من أن تجمعنا ضحكاتنا وأفراحانا، لكن أقول للاجئين لا تحزنوا كثيراً فاللهموم بعض الفوائد فقد أنستنا خلافتنا وها نحن الآن نعيش كفرد واحد».

وختمت حديثها قائلةً: «إن ما استُخدم لتفرقتنا في وطننا جعلنا متحدون في المهجر، وأنا أكيدة أن أحداً ممن شاهد هذا الفيلم أو سيشاهده لن ينسى في نهاية هذاالمطاف أنني إنسانة».