إيقاعات لونية تشكيلية إنسانية يجسدها التشكيلي "كميران خليل" على سطح لوحاته معبراً عن احتضار شخوصه الإنسانية في مراحل لونية مختلفة، حيث يحاول الفنان أن يدخلنا إلى جدلية الموت بألوانه وخطوطه التشكيلية من خلال إيقاعات عدة تعبر عن احتضار هذه الشخوص بحركاتها المترنمة حيناً والمتأرجحة إلى البعد الثالث في اللوحة.

موقع "eDamascus" حضر المعرض المقام في غاليري "آرت هاوس" للفنون، هذا المعرض الذي ضم لوحات مختلفة الحجوم والأشكال، فكميران خليل خلال مرحلته الدراسية يدرس أشكالاً تخص عالمه التشكيلي ويخلق منها شخوصاً إيقاعية تمتد إلى عالمنا بالكثير من التفاصيل، ذلك من خلال خطوطه التي رسمت بالفحم والزيت، ويقارن منها حالة المرأة والرجل المختلفة في عملية الاحتضار في الموت، إنه عالم مليء بالألوان الجريئة والمبسطة تشكيلياً تعيش معنا وفي حياتنا بالكثير من الحركات.

أعمل على فكرة الموت، فأبحث في ماهية الموت وجدليته بمفهومه الواسع، كما وأركز بعملي على الأحاسيس الإنسانية وعوالم الداخل وأسكبه على قماش اللوحة، وكان هذا أيضاً فكرتي في مشروع التخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق الذي عنون تحت اسم "إيقاعات إنسانية"

هنا يخبرنا الأستاذ التشكيلي "أكثم عبد الحميد" عن رأيه بالمعرض فيقول: «لقد فاجأني الفنان التشكيلي "كميران خليل" بقوة التشكيلي لديه وبالموضوع الذي اختاره "الموت"، فاستطاع من الموت أن يخلق لنا حياة تشكيلية جديدة وتعبير فني جميل وخلاق، وقد تمكن من القوة التشريحية في اللوحة بطريقة احترافية عالية، إضافة إلى تمكنه من أدواته الفنية المستخدمة، فهنا نرى التشكيل متوافق مع المضمون "الموت" وبقوة لونية كبيرة وعميقة، إني أؤمن دائماً بالتشكيليين الشباب في سورية فهم قادرين أن يمسكوا بدفة التشكيل السورية ودفعها إلى التطوير الأكبر، وبهذه الأعمال التشكيلية المبدعة والمحترفة أستطيع أن أدخل كل صالات الفن العالمية لأعرض تجربة شابة سورية غنية باللون والتشكيل الفني، فجرأته اللونية والتشكيلية تدفعك إلى المزيد من الخيال الإبداعي والتوجه إلى تلك الواقعية المحدثة بطرق إبداعية شابة».

من الحضور

إن التدرج اللوني الذي عمل عليه الفنان من خلال خامة الفحم تدخلك إلى عملية جلب الخامة وخدمتها في حركة الأشخاص من خلال خلق نوع من القماس الأبيض الشفاف الذي يعبر عن "الكفن" ويبدأ من هناك بحثه التشكيلي في اللون والخطوط، هنا يقول "محمد مراد" من الحضور: «إن التجربة الشابة التي قدمها الفنان "كميران خليل" هي مرحلة جديدة من الفن التشكيلي السوري الشاب، وهذه المرحلة تعبر عن العمق الفني الذي يقدمه الفنان بأدواته وبحثه الطويل في مجال الفن التشكيلي الواقعي المحدث، فواقعيته المحدثة مستمدة من الهاجس الكبير في الإبداع التشكيلي السوري، وهي خير دليل على أهمية رقي الحالة التشكيلية الشابة لدينا، "كميران خليل" اليوم يحتضر بشخوصه ويخلق مدى أهمية الموت تشكيلياً وتجسيده على سطح اللوحة، لكن هنا الحس الفني لدى الفنان أرتقى إلى مراحل لونية أكثر عمقاً وفناً».

أما السيدة "لمى أحمد" من الحضور فتقول: من الوهلة الأولى لدى تلقيك موسيقا هذه الأشكال تدخل في عالم متناقض بين الموت والحياة، ومن ثم ترتقي بها إلى تفاصيل أكبر تعبر عن أهمية هذه الحالة، فألوانه الجريئة شكلت بعداً آخر لدينا يحاول من خلاله الفنان أن يضيف شيئاً جديداً إلى ثقافتنا اللونية، إنها شخوص ترتبط بنا أشد ارتباط وتبحرنا في كون الموت المكفن المحتضر».

حر في الموت

عن أعماله التشكيلي "كميران خليل" فيقول: «أعمل على فكرة الموت، فأبحث في ماهية الموت وجدليته بمفهومه الواسع، كما وأركز بعملي على الأحاسيس الإنسانية وعوالم الداخل وأسكبه على قماش اللوحة، وكان هذا أيضاً فكرتي في مشروع التخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق الذي عنون تحت اسم "إيقاعات إنسانية"».

ويقول الفنان التشكيلي "محمد كوتي": «إن التشكيلي "كميران خليل" يعمل على جدلية لونية إنسانية خاصة حيث يحاول أن يفرغ موسيقاه اللونية بطريقة تشكيلية خاصة على سطح اللوحة، ومن هنا نرى مدى ارتباط هذه الأحاسيس والمشاعر بإيقاعات حياتنا الملونة، وبهذا المعرض سنلاحظ أنه يخرج إلى تفاصيل أقوى لينسج تفاصيله بقالب تشكيلي مميز، إنها تجربة تستحق الحضور، كما تستحق التحليل لولادة هذا التشكيلي الشاب».

احتضار