العمارة الداخلية لها علاقة مباشرة مع مكامن الإبداع لدى المختصين، والعمل على هذه المكامن الإبداعية يرفع من سوية العمل الفني الذي تم طرحه تحت عنوان "الإبداع والابتكار في الفراغ الداخلي" في ورشة عمل خاصة بكلية الفنون الجميلة بدمشق.

موقع "eDamascus" حضر معرض الملصقات الذي قدمه طلاب العمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة بدمشق وطلاب الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا من خلال ورشة عمل تشاركية فرنسية مع مخبر فريق البحث حول الصيرورة الإبداعية من المدرسة الوطنية العليا لهندسة النظم الصناعية مدينة "نانسي" الفرنسية.

تم اختيار الفكرة الفائزة وفق عدة معطيات أولاً نوعية الأفكار المقدمة، عدد الأفكار المقدمة، درجة الالتزام بالمواعيد، درجة الالتزام بالتصميم، آلية التفكير أي تحليل المشكلة وطريقة طرحها ومن ثم إيجاد الحل، واللجنة كانت مؤلفة من عشرة أساتذة من الكلية، وقد تم اختيار المشروع الفائز وفق هذه المعطيات، والطلاب الفائزين كفريق سيشاركون في العام القادم في الأسبوع العالمي للإبداع والابتكار في "فرنسا"، وجامعة "دمشق" كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية أثبت جدارة مطلقة وسيثبت ذلك باستمرار

وهنا يخبرنا الدكتور"سهيل معتوق" رئيس قسم العمارة الداخلية يحدثنا عن فكرة الورشة والنتائج التي تم الوصول إليها، فيقول: «إن ورشة العمل يقيمها الأستاذ "وسيم أحمد" وهو خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم العمارة الداخلية موفد من الكلية للدراسة في "فرنسا" لتحضير رسالة الدكتوراة، والورشة تجربة تتعلق بموضوع بحثه هناك، ألا وهو الإبداع والابتكار في الفراغ الداخلي ، فالفكرة الأساسية للموضوع هو الإبداع والابتكار، وهو اتجاه أساسي لكلية الفنون الجميلة يوجه إليه طلابه لأننا بحاجة لأن نخرّج من هذه الكلية طلاباً مبدعين وغير تقليديين، فدائماً الأفكار الخلاقة أو الخيالية هي التي تحرك الحالة الإبداعية لدى الطالب، وورشة العمل هذه حرضت عقل الطالب لتقديم أفكار من وحي خيالهم وهي قد تنفذ وتحول إلى أفكار عملية مع مرور الزمن».

وسيم أحمد

أما الدكتور "سمير غنوم" فيقول: «إن أهمية الورشة كانت كبيرة جداً، لأننا يمكننا القول بأنها أول ورشة عمل تقام في كلية الفنون الجميلة من هذا النوع، لأنها ترتكز على خط أساسي، علينا بالمقابل العمل عليه في كلية الفنون ألا وهو الإبداع والابتكار، لأنه لايمكننا الوصول إلى نتائج وأفكار جديدة إلا من خلال العمل بهذه الآلية التي عمل عليها طلابنا ضمن مجموعاتهم، فعندما يتشارك مجموعة من الطلاب بهدف الوصول إلى حالة إبداعية جماعية ووفق قوانين أو قواعد للعمل من شأنها أن توصلك حتماً إلى الوصول لأفكار مبتكرة، من جانب آخر كان الجو السائد بين المجموعات من الطلاب لطيفاً وتفاعلياً جداً، كما أن المجموعات المشاركة كانت متعاونة وصادقة في عملها وقد لامسوا جدية في العمل، أما عن الفكرة التي فازت بالتصويت للحصول على الجائزة الأولى لابد أنها فكرة متميزة وبنفس الوقت الأفكار المتبقية ليست أقل شأناً أو أهمية منها، لكن استراتيجية العمل في ورشة العمل هذه تتطلب اختيار فريق واحد فقط من الفرق المشاركة لتكون فكرتهم بالتصنيف رقم 1، والتصويت تم عبر لجنة من أساتذة الكلية حضروا تقديم المشاريع بعد إنجازها».

أما الأستاذ "وسيم أحمد" سنة ثالثة دكتوراه- جامعة "دمشق"- كلية الفنون الجميلة- موفد لفرنسا إلى المعهد الوطني لهندسة النظم الصناعية في "اللورين"، فيقول: «رسالتي حول الإبداع والاختراع في العمارة الداخلية، وإن التجربة التي قمنا بها في كلية الفنون الجميلة طبقت سابقاً حول العالم، والهدف دائماً هو البحث عن فكرة في ذهن الطالب الذي يتمتع عادة بقدرة على التفكير الحيوي والنشط وهو بذلك قادر أكثر على الإبداع الخلاق، والفكرة هنا كانت تفعيل الفكرة مع الطالب السوري، وبعد تطبيق التجربة وجدنا أن طلابنا هنا وصلوا إلى نتائج مذهلة وبإقامة معرض الملصقات الذي لاقى استحساناً كبيراً، الطلاب عملوا على أفكار ومشاريع حقيقية خلال مدة محددة من الزمن وهذا المعرض نقيمه حالياً للاطلاع على آراء الجمهور وهي مهمة جداً للوصول إلى نتائج بحث عملية، وبإمكاننا من ثم أن نقدم النتائج لشركات مهمة على مستوى العالم قد تتبنى أحد الأفكار بمقابل مادي يرجع مردوده لطلاب المجموعة المنفذة للفكرة، مع العلم أن كل الأفكار التي توصل إليها الطلاب نحصل لها على براءة اختراع كي لايتم استخدامها إلا من قبلهم والفائدة حصرا لجامعة دمشق ولمصلحة الطالب، ومن المهم جداً أن نعمل في بلدنا على تنمية ذهن الطالب ونمنحه الإمكانات والثقة بجانب كل المقومات التي يستحقها لأن الطالب السوري هو إنسان مبدع عملياً».

الطالب سعيد كلاس

وعن اختيار الفكرة الفائزة بالمشروع يقول: «تم اختيار الفكرة الفائزة وفق عدة معطيات أولاً نوعية الأفكار المقدمة، عدد الأفكار المقدمة، درجة الالتزام بالمواعيد، درجة الالتزام بالتصميم، آلية التفكير أي تحليل المشكلة وطريقة طرحها ومن ثم إيجاد الحل، واللجنة كانت مؤلفة من عشرة أساتذة من الكلية، وقد تم اختيار المشروع الفائز وفق هذه المعطيات، والطلاب الفائزين كفريق سيشاركون في العام القادم في الأسبوع العالمي للإبداع والابتكار في "فرنسا"، وجامعة "دمشق" كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية أثبت جدارة مطلقة وسيثبت ذلك باستمرار».

الطالب "سعيد كلاس" سنة ثالثة من الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا يقول: «مجموعتنا كانت مؤلفة من طلاب جامعة "دمشق" والجامعة الدولية، والفكرة التي قدمناها لها علاقة بالمطبخ، وهي تعنى بالجانب الوظيفي أكثر من الجمالي، وتعتمد من حيث المبدأ الدمج بين وظيفتين من مثلث الحركة في المطبخ والدمج بين حيز الطبخ والتحضير له في نفس المكان مع إضافة خدمات تقنية جديدة، كانت هذه المشاركة مهمة جداً لنا ونتمنى أن تعاد مرة أخرى، ويتثنى لنا المشاركة مجدداًلأننا بحاجة لتبادل الخبرات والآراء بيننا كطلاب، كما أن الجو العام كان ممتعاً وشكل حافزاً إضافياً لتفعيل الانسجام أكثر في العمل، والاستفادة المحققة تتمثل بتعرفنا على استراتيجيات جديدة في الإبداع، والإبداع وفق نظم نتبعها للوصول إلى الحالة الإبداعية بطريقة علمية وحسب رؤيتنا الخاصة، وكل النتائج المقدمة كانت مهمة وأضافت لخبرتنا ومعلوماتنا حول العمارة الداخلية».

صورة تذكارية مع دكاترة الكلية

من الجدير بالذكر أن المجموعة الفائزة بالجائزة الأولى كانت تعتمد على فكرة ضغط الهواء ضمن الشكل الذي يريده المستخدم لتحقيق فكرة التكيف بالمساحة، حيث يقوم المشروع على فكرة العيش ضمن فراغ مطاطي يشكل من خلاله ديكور المكان، وذلك على مبدأ نفخ الأشكال المرادة ضمن حيز المكان المطاطي من جدران وأرضية، لذا يمكن تشكيل الفراغ حسبما يراد من طاولات وكراسي وغرف نوم، ليشمل ذلك جميع مستلزمات البيوت أو المكاتب وكل ذلك مرتبط ببرامج إلكترونية خاصة.