أقيم معرض الربيع للفنانين التشكيليين الشباب في "خان أسعد باشا" وذلك في 18/4/2011 وقد ضم المعرض 108 أعمال فنية موزعة بين التصوير والنحت والغرافيك من كافة محافظات القطر، وقد حضر المعرض عدد كبير من الفنانين من الأجيال المختلفة، كما حضره عدد كبير من المهتمين ومندوبي الإعلام، وقام بافتتاحه السيد وزير الثقافة الدكتور "رياض عصمت" وكان إلى جانبه الدكتور "علي القيم" معاون وزير الثقافة، الفنان "أكثم عبد الحميد" مدير الفنون الجميلة الدكتور "حيدر يازجي" رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين.

موقع eSyria كان هناك وحول المعرض رصد جملة من الآراء وكان أولها مع الفنان التشكيلي "معتز العمري" الذي قال: «في معرض الشباب هذه السنة لاحظت وجود أعمال جيدة وفيها حداثة، وهناك أعمال فيها نوع من التجديد، هناك مجموعة أعمال ليست بالمستوى تقريباً، أو تحمل صيغة نمطية محددة، هناك مجموعة أعمال قريبة جداً من بعضها في المعرض، أشبه للتقليد والنمطية، مجموعة من الأعمال تحمل نمطية معينة متشابهة تقريباً، هناك مجموعة أعمال جيدة فيها شيء من التجديد والحداثة وتحمل رؤيا معينة، لكن لاحظت في معرض الشباب هذه السنة أن هناك تغييبا لبعض الفنانين بالمشاركات، ولا نعرف الأسباب من الجهة العارضة، ويجب أن يتم تقديم سبب رفض الأعمال، وتوجيه السبب للشباب الذين لم يتم العرض لهم، وأتمنى التشجيع أكثر للشباب في المعارض القادمة».

إن هذا المعرض فرصة لمشاهدة أكبر باقة من الأعمال التشكيلية للفنانين الشباب، وحقيقة أشعر بأن سوية المعرض في هذا العام متقدمة عن السنوات السابقة، وهذا يبشر بمستقبل أفضل للفن التشكيلي السوري

أما الشابة "سندس العلي" وهي من المهتمين بالفن التشكيلي، فقد قالت: «إن هذا المعرض فرصة لمشاهدة أكبر باقة من الأعمال التشكيلية للفنانين الشباب، وحقيقة أشعر بأن سوية المعرض في هذا العام متقدمة عن السنوات السابقة، وهذا يبشر بمستقبل أفضل للفن التشكيلي السوري».

الفنان معتز العمري

بدوره تحدث الفنان والناقد التشكيلي "عبد الله أبو راشد": «في هذه السنة يطالعنا المعرض السنوي للفنانين الشباب في طريقة العرض الجيدة والمريحة للمتلقي بالنسبة للوحات، وبالنسبة للنحت أخذ حيزه الطبيعي من الأعمال. هناك ارتقاء في مستوى المعرض عما سبق من تجارب، يبدو أن هناك انتقائية أكثر في التأكيد على جودة العمل، فلجنة التحكيم تختار أعمالاً جيدة، هناك مستوى أفضل نسبياً وملحوظ عن المعارض السابقة، لفت نظري أن القطع المربع يبدو سائداً في هذا المعرض، ولي فلسفة خاصة بأن هذا المربع هو قطعٌ مشرقيٌّ عربيٌّ بامتياز، والرسم عليه يجب أن يكون له مدلول فلسفي، باعتباره ينتمي لنا ولمنطقتنا العربية، المواضيع فيها التنوع وفيها من كل المدارس الفنية، من الكلاسيكي مروراً بالحداثة ونصل للتعبيرية السائدة ولمسات التجريب، تنوع في المحتوى والموضوعات، وجرأة بمعالجة الفكرة وبالتقنيات. أيضاً مستوى النحت كان جيداً في السابق، والآن المستوى أكثر جودة، هناك تجارب جريئة ثلاثية الأبعاد وبعدة تقنيات، من البرونز والمعدن والنحت المباشر، ومنها أعمال ذات طبيعة نسائية، وأعمال ذات طبيعة تراثية تاريخية، تتعلق بقضايا المشرق العربي بالعموم، الحداثة موجودة طبعاً، ومن وجهة نظري أنا لا ألوم الفنانين، ألوم من ثقفنا الثقافة البصرية الغربية بامتياز، فنحن يجب أن نعمل جسرا بالفن التشكيلي ما بين الثقافات، هناك بعض الفنانين يراعون أنهم من البيئة السورية والطبيعة السورية والمناخ العام السوري، وهذا موجود من خلال الشخوص والألوان، فألواننا تختلف عن ألوان الآخرين، ولكن في الغالب هناك تأثير واضح من الفن الغربي في العموم».

أما الدكتور "رياض عصمت" وزير الثقافة فقد صرح: «في الحقيقة نحن ضمن الفصول الأربعة، الشباب والحديث عن الشتاء والصيف، أيضاً نهتم بالأطفال، تربية الإنسان تبدأ منذ الطفولة، زرع المعايير الفنية والتذوق الجمالي الراقي تغرس في الإنسان منذ سني الطفولة، لكن من المهم التواصل مع الشباب وتشجيعهم، لأنهم في فترة الخصب والعطاء، فترة الربيع الذي هو أجمل الفصول، لكن أيضاً أنا أحب الخريف شخصياً، أعتقد أن الإنسان ينضج على مر السنين ويعطي في خريف العمر تجارب مهمة، ولذلك هناك معرض يسمى معرض الخريف للفنانين المتقدمين في العمر الذين تجاوزوا الأربعين، ولكن الشباب أيضاً هو شباب الروح، فأنا لا أتطلع إلى العمر بقدر ما أتطلع إلى الربيع الدائم في القلب، في الإبداع والعطاء، لذلك أقول إننا نهتم بالفصول الأربعة ولكننا نعطي الأولوية للشباب لكي نصبو إلى المستقبل، وإلى أن ينضج هذا الإبداع مع تقدم العمر».

الفنان والناقد التشكيلي عبد الله أبو راشد

وتابع عن التقنيات المستخدمة: «بكل صراحة، التقنيات المستخدمة تتجاوز مسألة العمر، لا علاقة لها بالعمر، هناك تقنيات متقدمة تدل على نضج كبير، وهناك تقنيات مارسها فنانون مبدعون لم يأتوا إلى هذا المعرض عبر كلية الفنون الجميلة أو معهد الفنون التطبيقية، وإنما أتوا إليه عبر طريق الموهبة والهواية، وربما صقلتهم الخبرات مع المحترفين على نفس السوية. أعجبني في هذا المعرض تنوع المدارس الفنية، ففي أواسط القرن العشرين لم تعد هناك مدرسة فنية معينة في الفن العالمي، والآن هذا المعرض يدل على تنوع هذه المدارس، المهم هو الإتقان، فالإتقان هو الشرط الأساسي، وهذا ما شهدته في العديد من أعمال هؤلاء الشباب الذين يدلون على تمكنهم من صنعة الفن، إضافة إلى الجمالية في أعمالهم، أوصيهم على المحافظة على تألق الحلم، وألا يبدو الحلم كابوساً، بل أن يروا الجانب المشرق من الحياة أيضاً، فنحن نحيا على الأحلام، الأحلام بمستقبل مشرق يسوده السلام والمحبّة».

وختم الدكتور "حيدر يازجي" رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، بالقول: «كان لدينا خيار في اللجنة التنظيمية من 300 عمل، أخذنا فقط 108 أعمال، كان سعي اللجنة أن يكون مستوى الأداء سواء لوحات أو أعمال نحتية أو غيرها، أن تكون أعمالاً متميزة، حتى نرفع سوية المعرض ونترك المجال لزملائنا أن يقدموا أفضل ما لديهم، ويطوروا تجاربهم الموجودة، بحيث يكون معرض الشباب فعلاً معرضاً للتطوير للمستوى الذي نريده، ولذلك أعتبره هذه السنة من المعارض المهمة والأساسية، وخاصةً أن هناك فنانين لديهم تجارب يطورونها لترتقي إلى مستوى جيد، لم نقيدهم في المواضيع وتركنا لهم حرية الخيار، لكن أردنا عملاً جميلاً متكاملاً سواء من الناحية البصرية، أو غيرها، ولذلك هناك تنوع بالمواضيع، ونحن اخترنا أفضل الأعمال لعرضها، وأنا من المتفائلين بأعمال الشباب، ولدينا الآن مجموعة كبيرة من الفنانين الزملاء، وهم بالفعل يخطون بشكل كبير ولهذا أسميهم زملاء».

الدكتور حيدر يازجي

الجدير ذكره أن هذا المعرض يقام بشكل سنوي للفنانين الشباب دون سن الأربعين عاماً وتحت رعاية وزارة الثقافة وبجهد كبير تنظمه مديرية الفنون.