أقيم في صالة "عشتار" للفنون التشكيلية معرض للفنان "حكمت نعيم"، وذلك في 3/4/2011، وتناول المعرض جملة من اللوحات التي عبرت عن حالات من التعبيرات الإنسانية، وقد عالج الفنان اللوحات بطريقته الخاصة، والتي تميزه. وقد حضر الافتتاح عدد من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي.

موقع eSyria حضر افتتاح المعرض وحوله أجرى جملة من الأحاديث التي كان أولها مع النحات "غزوان علاف"، الذي قال: «على الصعيد التقني، كلما كان العمل على سطح اللوحة فهو يعجبني، هنا يوجد عجينة جميلة، وكولاج، معمول بأكثر من تقنية وهذا يعطي غنى للوحة، كما أن الفنان يستعمل أموراً أخرى كورق الذهب وغيره، بالنسبة للمواضيع، هناك حالة انتظار أحسستها في أغلب اللوحات، والوجوه عنده غالباً ما تكون حالمة، ولكن الأشخاص ينتظرون شيئاً قدرياً، هناك طفولة كثيرة في المعرض، وهذا شيء جميل أيضاً، أغلب التكوينات أيقونية، توفق غالباً بتكوين اللوحات، درسه بعناية، لم يعمل بإرتجال، حتى عندما يكون هناك مشكلة في التكوين يعادلها في اللون وهذا موجود في أكثر من لوحة».

بالنسبة للمجموعة اللونية، آخذ منحى الترابيات، الجوزيات، والتعامل على سطح اللوحة من حيث الملمس، فأنا أعمل بعفوية مطلقة، والبيئة تلعب دوراً كبيراً بهذا الأمر

أما السيد "ناصر عبيد"، مهندس ديكور، مدرّس في جامعة "دمشق"، كلية الفنون الجميلة، قسم العمارة الداخلية، فقد قال: «الفنان "حكمت" معروف بأسلوبه وألوانه الجريئة، بدراسته المنفردة، له خط خاص فيه، أعماله جميلة، وهو يحاول الوصول لشيء لم يصل له بعد، وهو على الطريق ولديه أكثر من خط وأكثر من أسلوب، ولكن بشكل عام يعرف أن هذا عمل "حكمت نعيم"، بالنهاية هو يبتعد رغم قدرته الهائلة التصويرية الواقعية، له خط يمشي عليه، ويحاول عمل مدرسة خاصة به، وكلما وصل إلى مرحلة يظهر أمامه أفق جديد، وتجربته في أولها، والمستقبل سيحدد "حكمت نعيم" أين يقف؟، وحينها يكون حديثنا أدق من حديثنا الآن».

مياس علي

بدوره تحدث الشاب "مياس علي" طالب في كلية الحقوق- سنة ثالثة، والذي كان من زوار المعرض: «المعرض هام جداً، وهناك حالات تعبيرية قوية قدمها الفنان من خلال لوحاته، حيث إن الإنسان كان حاضراً فيها جميعاً، وأنا بالنسبة لي لست مختصاً ولكني لمست أنه يوجد عند الفنان حالة من التعاطي مع السحر اللوني الذي وظفه بطريقة جميلة في أعماله، فالأحمر عنده خاص، والأصفر، والبرتقالي.. تكاد تقول بأن كل الألوان هي خاصة وكأنها خلقت لأعماله».

لكن للفنان والناقد التشكيلي "عصام درويش" رأي في تجربة الفنان "حكمت نعيم" يقول فيه: «حكمت نعيم أستاذ في كلية الفنون في "السويداء"، وينتمي لما أسميه التعبيرية، الاتجاه التعبيري السوري، بدأ مع الرواد، "فاتح المدرس"، "مروان قصاب باشي"، واستمر مع "نزير اسماعيل" وآخرين، والاهتمام الأساسي بالجسد والوجه الإنساني بشكل رئيسي، هناك حرية في التصرف والأدوات، هذا طريق طويل، ومعرضه هذا درجة من درجات صعوده لسلم يذهب إلى شيء مهم في المستقبل، لا أعتقد أن هذا هو معرضه الأول، حكمت من الشباب، وتجربته واعدة جداً، لأن فيها أفق جميل وحرية في العمل، وعنده مفهوم جيد للأدوات التي يستخدمها، وهناك إيمان بمبادئ معينة داخلية، وهي مهمة للاتجاه التعبيري كي يعبر عما يريد عن طريق الرسم».

غزوان علاف

وتابع «أما عن مجموعته اللونية، فهي متنوعة جداً، ولكن بشكل رئيسي يعتمد على الترابيات، وسببها بيئته، ولديه ألوان قوية، الأحمر والأسود، وإدخال للذهبي، هناك تصرف متنوع بالتقنيات اللونية».

وأخيراً تحدث الفنان "حكمت نعيم" عن معرضه الأخير: «المعرض هو مرحلة من مراحل عملي، عملت في فترات متعددة بمختلف الأساليب حتى وصلت لما يريحني، وحصيلة التجارب المتنوعة، فقد عملت على الموضوع التعبيري والتكوين الإنساني وعلاقة الرجل بالمرأة».

ناصر عبيد

وأضاف عن المجموعة اللونية التي وظفها في أعماله: «بالنسبة للمجموعة اللونية، آخذ منحى الترابيات، الجوزيات، والتعامل على سطح اللوحة من حيث الملمس، فأنا أعمل بعفوية مطلقة، والبيئة تلعب دوراً كبيراً بهذا الأمر».

والجدير ذكره أن الفنان "حكمت نعيم"، من مواليد مدينة "السويداء"، خريج كلية الفنون الجميلة 1979، قسم التصوير، مدرّس في معهد الفنون التشكيلية التطبيقية فيها، محاضر في كلية الفنون في "السويداء".

وعدد الأعمال المعروضة تقريباً 30 عملاً، تتناول التجربة من 2005 حتى 2011.