"الحذاء" موضوع المعرض الذي تقدمه الفنانة "صفاء الست" في غاليري "تجليات" للفنون، حيث تحاول الفنانة طرح الحذاء كعمل نحتي معدني بعدة قوالب نفسية، اجتماعية وتشكيلية عديدة.

موقع "eDamascus" حضر معرض الفنانة "صفاء الست" في غاليري "تجليات"، وهناك كان لنا عدة لقاءات حول الأعمال النحتية التي قدمتها الفنانة بطابعها الرمزي والدلالي.

تفاجأت بالأعمال المعروضة، لأنه هناك ثمة نتائج تشكيلية متطورة، حيث الأعمال توضعت في اتجاه واحد هو "احذاء" وتكرار البحث ضمن هذا الموضوع أعطى نتائج جيدة للفنانة، كما أن كثرة الزخرفة والاكسسوارات التي تحتفي بها الأعمال المعروضة بأن من يصيغ وينجز هذه الأعمال هي أنثى بالدرجة الأولى رغبة منها بصياغة أعمال فنية تمتاز بالجمالية والانسجام معاً

هنا تقول السيدة "سعاد منيف": «إنني متفاجأة بهذا التنوع في الأعمال، فمادة الحديد غير متوقع بأن يخرج منها عمل فني، ولكن هنا استطاعت الفنانة بمرونتها، خبرتها، معالجتها وتجربتها السابقة أن تخرج بمرونة كبيرة من خلال عملها على الخامة المذكورة، هو معرض مفاجئ من خلال الموضوع، الخامة والأحجام، فالأعمال فيها جمالية فنية وتنوع شديد، وخاصة تطور الحذاء وشكله ودخوله إلى عالم التصميم، كما أن العمل على المجوهرات وتحويلها إلى جزء أساسي من المعرض له انطباع قوي بأن الفنانة قادرة على تحويل هذه الخامة إلى قطع فنية مرنة لها جمالية تشكيلية كبيرة وحتى من خلال القطع الناعمة والصغيرة».

النحاتة صفاء الست

النحات السوري "باسل السعدي" يحدثنا عن انطباعه عن المعرض فيقول: «تفاجأت بالأعمال المعروضة، لأنه هناك ثمة نتائج تشكيلية متطورة، حيث الأعمال توضعت في اتجاه واحد هو "احذاء" وتكرار البحث ضمن هذا الموضوع أعطى نتائج جيدة للفنانة، كما أن كثرة الزخرفة والاكسسوارات التي تحتفي بها الأعمال المعروضة بأن من يصيغ وينجز هذه الأعمال هي أنثى بالدرجة الأولى رغبة منها بصياغة أعمال فنية تمتاز بالجمالية والانسجام معاً».

أما الفنان التشكيلي العراقي "خالد العاني"، فيقول: «الذي فاجأني هو انتقال الفنانة "صفاء" من الأحجام الكبيرة للمرأة والرجل إلى موضوع بسيط بالمعنى الحرفي من خلال الحذاء، والذي عكست عليها الفنانة قيم جمالية عالية، واستخدمت مواد معدنية "خردة" وتوظيفها بصورة جمالية عالية، وفاجأتني بالدرجة الأولى انتقالها من موضوع إلى آخر أكثر جمالية ورقي تشكيلي، الفكرة والأسلوب هنا أصبح أكثر جمالية وفنتازيا عالية، وقد خرجت الفنانة من الشكل التقليدي للموضوع، حيث الحديد مادة قاسية وصعبة التعامل معها، وهنا نجحت الفنانة بتشكيل هذا المعدن بطريقة إبداعية وجمالية جميلة».

من الأعمال المعروضة

أما الناقد والإعلامي التشكيلي "عمار حسن"، فيقول: «هناك أكثر من مفارقة في هذا المعرض، مفارقة بين كثافة وثقل الحديد مع خفة ورقة الفنانة بالدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية كثافة وثقل الحديد والفعل التركيبي الموجود فيه يتظاهر ويختفي أمام المعنى الذي يحمل كل حذاء في هذا المعرض، فكل حذاء يقدم حكاية ما، فإما تقدم حكاية تشكيلي، جنسية أو حكاية رمزية أو يدخلنا إلى عالم المرأة والرجل من أبواب مختلفة، أو يدللل على أن الحذاء يحمل أكثر من قيمة إن كانت جمالية، فبالتالي الحذاء هنا يحمل فكر وذوق واتجاه للذي يلبسه، كما يعطيك شعور الفنانة بالحذاء وهي تلبس ذلك الحذاء القابل للطيران، أو الحذاء الذي يمكن أن يكون جزءا من الطبيعة بطريقة الفانتازيا، فالحذاء بالنسبة للفنانة قضية مهمة ليس من اللبس وإنما من ناحية المدلول التشكيلي والفني والاجتماعي، وهي تقدم مجموع هذه الحالات بقالب شديد الكثاثة والثقالة والخفة كشكل وفكرة».

النحاتة "صفاء الست" تقول عن معرضها الحالي: «اخترت المعدن لحبي لهذه الخامة التي أعشقها في عملي التشكيلي الإبداعي، كما أن موضوع "الحذاء" هو تجربة للتحدث عن المرأة من خلال تفصيلة معينة فيها، وهنا نرى أن لكل حذاء قصة وتشكيل معين، والأحجام جاءت لتعبر عن قوة الأعمال بالإضافة إلى أن الموضوع يتحمل بأن تكون هناك أحجام مختلفة وكبيرة، كما أن اعتنائي بالتفاصيل رغم الجهد الذي يتطلبه كان بشكل مقصود وذلك لتحقيق الغرض المبتغى من المعرض، وهو تبيان علاقة الكائن البشري ولاسيما المرأة بأشياء حاضرة في حياته اليومية، إن مسألة ارتباط شخصية الإنسان بما يلبسه أكدها علم النفس قبل أن تتصدى الفنون التشكيلية للتعبير عنها».

شو.....؟

من الجدير بالذكر أن الفنانة "صفاء الست" من مواليد 1974 تخرجت في كلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق" اختصاص اتصالات بصرية عام 1997 وشاركت في عدد من ورشات العمل والمعارض الفردية والجماعية.