تكريماً للفنان (صلحي الوادي) الذي تمرد على كل أشكال التشويه الموسيقي، وأسس بثبات المعهد العالي للموسيقى.

تقدم الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي، ومؤسسة (إيكوم) للتبادل الثقافي في حوض المتوسط.

(الأوركسترا الوطنية) من خلال عدة حفلات موسيقية تستضيف فيها عدداً من الفنانين السوريين والأجانب.

صلحي الوادي

التكريم يترافق مع توزيع قرصين مدمجين لمجموعة من مؤلفات المايسترو صلحي الوادي.

ستنظم الحفلات على الشكل التالي:

صلحي الوادي

الخميس 3 تموز دمشق، (حفل الافتتاح) في دار الأوبرا، الساعة الثامنة مساءً .

السبت 5 تموز حمص، كنيسة الأربعين شهيد، الساعة الثامنة مساءً.

صلحي الوادي

الاحد 6 تموز طرطوس، المتحف الوطني، الساعة الثامنة مساءً.

الإثنين 7 تموز حلب، المسرح الأرمني "كيفورك بسيان" الساعة الثامنة مساءً.

الأربعاء 9 تموز دمشق، (حفل الختام) "آرت هاوس" الساعة الثامنة مساءً.

السيدة (مارغريت ديشينو) من مؤسسة إيكوم للتبادل الثقافي في حوض المتوسط قالت: "تقاطع طريق (صلحي الوادي) مع مؤسسة إيكوم للتبادل الثقافي في حوض المتوسط عام 1973 نظراً لأن الهدف كان مشتركاً, وهو تحقيق تقارب الشعوب عبر الموسيقى. فقد أولى إيكوم ثقته، ومنح دعمه لهذه المؤسسة عبر مشاركته في عديد من الفعاليات الموسيقية التي نظمتها مؤسستنا في بلاد حوض المتوسط، ونود هنا أن نكرم ذكراه من خلال تسجيل هذين القرصين المدمجين اللذين يحتويان على مؤلفاته لموسيقى الحجرة. وقد اجتمع أهله وأصدقاؤه والموسيقيون من جميع الآفاق لتحقيق هذه المغامرة الرائعة. ونستغل هذه المناسبة للتعبير عن امتناننا العميق لهم.

لمحة عن حياة الفنان (صلحي الوادي).

ولد (صلحي الوادي) في بغداد ـ العراق، عام 1934. لأب عراقي وأم أردنية ، و لذلك قررت العائلة السكن في دمشق باعتبارها تقع بين البلدين اللذين انحدرا منها، و ذلك حينما كان (صلحي الوادي) صغيراً.

في البداية لم يظهر (صلحي الوادي) قدراً كبيراً من الاهتمام بالموسيقى، لكنه بالمقابل كان معجباً بالموسيقي المصري الشهير (محمد عبد الوهاب)، وذهب على الأثر إلى المدرسة الداخلية بالاسكندرية في مصر ، وهناك اكتشف الموسيقى الغربية الجادة، وذلك بفضل المناهج الإنكليزية التي كانت تدرس في المدرسة التي تعلم فيها، حيث احتلت الموسيقى والفنون حيز هام في المدرسة، إضافة إلى العروض الغنائية الصغيرة وعزف الآلات، والتي حضرها بشكل دائم، بما في ذلك كل التدريبات الخاصة بها، وقد كانت الاسكندرية حينها قبلة للفنانين من كل أنحاء العالم، الخطوة التالية له كانت: تعلم العزف على آلة موسيقية، ولذا التحق (بكونسرفتوار الاسكندرية) لدراسة الكمان والتأليف الموسيقي، ومنذ عام 1947 أصبحت الموسيقى تشكل شاغله الشاغل.

في عام 1953 تخرج (صلحي الوادي) من المدرسة وأرسلته عائلته إلى لندن لدراسة الهندسة الزراعية. حيث كانت تملك ـ العائلة ـ مساحات واسعة من الأراضي وكانت بحاجة لمختص لإدارتها.

ورغم الوقت الكبير الذي تتطلبه دراسة الهندسة الزراعية في (كلية wye)، سجل في (الأكاديمية الملكية للموسيقى) أيضاً، ولم تستمر بالمقابل دراسته في كلية الزراعة طويلاً.

في عام 1960 (عاد صلحي الوادي) مع زوجته البريطانية وعائلته الصغيرة إلى دمشق وبدأ العمل على جعل الموسيقى الجادة جزء من المشهد الفني في سورية ، و في عام 1962 عين مديرا (للمعهد العالي للموسيقى بدمشق) والذي تأسس حينها حديثاً.

عمل (صلحي جاهدا)ً في السنوات الأولى على تأسيس وتطوير هذا المعهد، وواجه محاولات الرجعيين التي حاربت وشككت بإمكانية أن يكون للموسيقى الكلاسيكية مكان في سورية، وعلى الرغم من ذلك كان هناك جيل متحمس يساند العازفين والموسيقيين والفنانيين في مسيرتهم نحو تقديم الموسيقى الكلاسيكية.

في 1990 أدت جهود (صلحي الوادي) إلى افتتاح المعهد العالي للموسيقى حيث عين عميداً لهذا المعهد، وقام بإحضار أساتذة من كل الاختصاصات، أغلبهم من دول الاتحاد السوفييتي، ولاحقاً استطاع أن يؤهل عازفين من الطلاب وطاقم ليحقق معه حلم حياته ألا وهو تأسيس أوركسترا.

واجه (صلحي الوادي) العديد من المشاكل، تحديداً فيما يتعلق بالتمويل والحصول على أماكن التدريب والبروفات، لكن ورغم ذلك في عام 1992 قدمت (الأوركسترا السمفونية الوطنية السورية)، أولى حفلاتها الموسيقية تحت قيادة (صلحي الوادي).

ولاحقاً بدأت الدعوات من كل أنحاء العالم، لتقديم هذه الأوركسترا، وبعد عدة سنوات عزفت الفرقة في أسبانيا ، لندن، مصر ، العراق، الأردن، تركيا، ألمانيا ، والولايات المتحدة الأمريكية.

وقد تلقى (صلحي) نفسه عدة دعوات ليدير أوركسترات في دول أخرى.

وقد كان عمله معروفاً أيضاً في وطنه ، ففي عام 1995 (قاد صلحي الوادي) أول حفل موسيقية أوبرالية في سورية (dido and aeneas ` ) والذي قدم في عدد من المسارح الكبيرة والرائعة على رأسها مدرج بصرى، حيث حضر تلك الحفلة 15 ألف مشاهداً، لدرجة أن الحشود اضطروا للبقاء واقفين، لتقدم بعدها مباشرة في تدمر .

بعد هذا العرض كرّم الرئيس الراحل (حافظ الأسد) ، الموسيقار صلحي الوادي بوسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة، وهو أعلى وسام يمنح في سورية.

كما حاز على دكتوراه فخرية من (كونسرفتوار كوميداس بأرمينيا)، و(الأكاديمية الروسية للفنون والعلوم)، 1999 ـ 2000 .

في أيار 2001 زار (البابا يوحنا بولص الثاني) سورية كجزء من زيارته الألفية، وكرّم (صلحي الوادي) بميدالية القديس بطرس وبولص.

توفي (صلحي الوادي) في الثلاثين من سبتمبر 2007 ، بعد صراع طويل مع المرض.