انتشر في القرن السادس عشر الكثير من المطابع في مدينة البندقية لازدهار الطباعة بعد اختراع آلات الطبع، وفي ذلك الزمان كان الكتاب المقدس عند المسيحيين من الكتب المطبوعة الأكثر انتشاراً في أوربا كلها، ففكر "الإسكندر باغانيني" صاحب مطبعة "باغانيني" في مدينة البندقية، أن طبع القرآن الكريم باللغة العربية قد يكون عملية تجارية ناجحة نسبة لاتساع العالم الإسلامي واتصاله الدائم بمدينة البندقية في ذاك الزمان، نفذ باغانيني مشروعه بمساعدة خبراء عرب وأتراك ونُشرت النسخة الأولى حوالي عام 1538 ولقي المشروع فشلاً واضحا لعدة أسباب منها: نفور المسلمين من الطباعة وغلاظة الحروف المستعملة فكان العرب معتادون على جمال الحروف في نُسخ القرآن المخطوطة، ولكن السبب الحقيقي لفشل المشروع كانت أخطاء الطباعة العديدة التي أدت إلى تغيير المضمون في الكتاب مما أدى إلى تصنيفه في إطار "المحرف" لهذا قرر صاحب المطبعة تدمير كل نسخه.

مرت القرون وبقي ظن العلماء خلالها أنه فقدت كل نسخ القرآن الأولى المطبوعة حتى سنة 1987 عندما نشر مقال أعلن العثور على نسخة لهذا الكتاب وهي الوحيدة في العالم حفظت في مكتبة دير رهبان مقبرة مدينة البندقية في جزيرة "القديس ميخائيل" في بحيرة فينيسا.

ويعتقد العلماء اليوم أن تلك النسخة المطبوعة الأولى والوحيدة في العالم للقرآن الكريم في "بوابة الشرق" البندقية، تراث إنساني ذو قيمة تاريخية لكل البشرية.

محاضرة يلقيها الدكتور إروس بالديسيرى من جامعة فوسكارى/ البندقية يخوض فيها بالتفاصيل الدقيقة لقصة الطبعة القرآنية الأولى والوحيدة، في مركز ثقافي المزة اليوم الأربعاء 5-2-2008 عند الساعة السادسة مساء.