بغية تقديم يد العون لمريض "الزهايمر"، وتذليل الصعوبات لدى مرافقيه؛ صمّمت الطالبة "ديمة نصر الله" بالتعاون مع زميليها "أيهم الطالب" و"آلاء الشياح" من كلية "الهندسة الطبية" جهازاً يسمح لمرافق المريض بمراقبته عن بعد باستخدام تقنية "البلوتوث"، وتميّز بأداء عالٍ، وتكلفة بسيطة.

للمزيد عن المشروع وآلية عمله، مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 تشرين الثاني2016، الطالبة "ديمة نصر الله"، لتحدثنا قائلة: «أثناء البحث عن فكرة لتقديمها كمشروع تطبيقي في الجامعة كنت أحاول أن تخدم فكرتي شريحة لا بأس بها ممن حولنا، فاستلهمت مشروعي من معاناة بعض المقربين لي ممن لديهم أشخاص مصابون بمرض "الزهايمر"، الذي يعدّ بحسب منظمة الصحة العالمية من الأمراض شائعة الحدوث، وهي في ازدياد، حيث بلغ عدد المصابين به عام 2015 نحو 47,5 مليون شخص حول العالم، وكما هو معروف فالمرض غير قابل للشفاء، والمصاب به لا يمكنه الاعتماد على ذاته في تدبير أمور حياته اليومية؛ لذلك هو بحاجة إلى رعاية ومراقبة تامة خاصة أثناء الليل؛ حيث يصاب المريض بحالة تسمى "متلازمة الغروب"؛ وهو ما يدفعه إلى النهوض ليلاً من فراشه والتجوال؛ وهو ما قد يعرضه للسقوط، أو الابتعاد عن المنزل؛ كل ذلك يلقي بالمسؤولية على مرافقه الذي يجب عليه الاستيقاظ ليلاً أو النوم في ذات الغرفة لمراقبته لضمان عدم مغادرته لفراشه؛ وهذا أمر صعب في ظل أعباء الحياة اليومية، وانطلاقاً من أهمية توظيف التطور التكنولوجي في رفع مستوى الرعاية الصحية للمرضى؛ أتت فكرة مشروعنا لمساعدة مرافق المريض، وتخفيف الإرهاق والمسؤولية الملقاة عليه».

في بداية عملنا بذلنا جهدنا لتنفيذه بأقل قدر ممكن من التكاليف؛ حيث بلغت تكلفته ما يقارب 7000 ليرة فقط مع ضمان الأداء العالي، وصغر حجم الجهاز؛ لأنه سيثبت على قدم المريض أثناء النوم. يتألف الجهاز من: مُتحكم، وحسّاس، وبلوتوث بحجم أقل من 5سم. ويتلخص عمله بمرحلتين أساسيتين: الأولى مرحلة قياس ضغط القدم الذي يدل على أن المريض قد نهض من فراشه، وذلك عن طريق مفتاح لحظي يثبت في أسفل القدم ضمن هيكل مريح. أما الثانية، فتكون بمعالجة الإشارة المرسلة بمجرد أن يضع المريض رجله على الأرض؛ يقوم المتحكم الصغري ضمن الجهاز بإرسال إشارة عبر تقنية البلوتوث يتم ارسالها لا سلكياً إلى الهاتف المحمول لدى مرافق المريض الذي سيقوم بتنبيهه بمغادرة المريض لفراشه

وفي وصف الجهاز وآلية عمله، يقول الطالب "أيهم الضابط": «في بداية عملنا بذلنا جهدنا لتنفيذه بأقل قدر ممكن من التكاليف؛ حيث بلغت تكلفته ما يقارب 7000 ليرة فقط مع ضمان الأداء العالي، وصغر حجم الجهاز؛ لأنه سيثبت على قدم المريض أثناء النوم. يتألف الجهاز من: مُتحكم، وحسّاس، وبلوتوث بحجم أقل من 5سم. ويتلخص عمله بمرحلتين أساسيتين: الأولى مرحلة قياس ضغط القدم الذي يدل على أن المريض قد نهض من فراشه، وذلك عن طريق مفتاح لحظي يثبت في أسفل القدم ضمن هيكل مريح. أما الثانية، فتكون بمعالجة الإشارة المرسلة بمجرد أن يضع المريض رجله على الأرض؛ يقوم المتحكم الصغري ضمن الجهاز بإرسال إشارة عبر تقنية البلوتوث يتم ارسالها لا سلكياً إلى الهاتف المحمول لدى مرافق المريض الذي سيقوم بتنبيهه بمغادرة المريض لفراشه».

جهاز لمراقبة مريض الزهايمر بتقنية البلوتوث

وعن الصعوبات التي واجهتهم، وإمكانية تطبيق الجهاز، وتطويره تحدثنا الطالبة "آلاء الشياح" قائلة: «عند اختيار فكرة المشروع قمنا بالبحث عبر الإنترنت عن مشاريع وأفكار سابقة لننطلق منها، لكن لم نجد أي مشروع بذات الفكرة، لذلك كان الاعتماد بالكامل على أنفسنا، كما كان هناك صعوبة بتأمين المواد الداخلة بالجهاز؛ فأغلبها غير موجود بالسوق؛ لذلك اضطررنا لاستبدالها بقطع أخرى.

والجهاز بشكله الحالي قابل للتطبيق؛ حيث تمّت تجربته، وكان الأداء عالياً، ومن الممكن تطويره، حيث يستخدم أيضاً لكبار السنّ الذين يعانون القلق، والأطفال الصغار خاصة الأشقياء منهم، فمن المعروف أن الطفل لا يدرك حجم الخطر من اقترابه من النوافذ، أو مآخذ الكهرباء، إضافة إلى أن هناك أطفالاً ينهضون من السرير ويسيرون خلال نومهم؛ وهو ما يعرضهم لمخاطر كثيرة؛ ولأن الأم ليس بمقدورها الجلوس إلى جانب طفلها حتى أثناء نومه؛ أتى هذا الجهاز لينبه الأم وهي في مكان آخر بأن طفلها بدأ يتحرك داخل البيت، وذلك باستخدام تقنية الدارات المطبوعة على الأقمشة، كما يمنح المرافق إمكانية التحكم إلكترونياً بغرفة المريض عن طريق "الأندرويد"، وشموليته لكافة الأجهزة المحمولة الأخرى العاملة بنظام IOS، ونظام Windows باستخدام طرائق اتصال وبرمجيات مختلفة».

مع المهندسة تريز بغدان المشرفة على المشروع

بدورها المهندسة "تريز بغدان" المشرفة على المشروع، تقول: «بعد عرض الطلاب أفكار عدة مشاريع؛ منها مشروع جهاز لمرافق مريض "الزهايمر" الذي تم التوافق عليه نتيجة الخدمة الكبيرة التي يقدمها لمرافقي المرضى؛ حيث يخفّف العبء والسهر، فلا توجد ضرورة للنوم في غرفة المريض لمنعه من الخروج من المنزل أو إيذاء نفسه. قام الطلاب بدراسة نظرية للدماغ مع التركيز على المناطق المتضررة وأسباب المرض، بعد ذلك قاموا بدراسة نظرية للقطع الإلكترونية المستخدمة، وقد بذلوا جهداً كبيراً، حيث استفادوا من دراستهم النظرية خلال السنوات الأربع في الهندسة الطبية، وتمكنوا من ربط معلوماتهم النظرية بالعملية للحصول على جهاز تميز بالسرعة والدقة بالعمل، حيث تم تطبيقه، وكانت النتائج رائعة، وهو قابل للتطوير من حيث الجودة والحجم، وبعد مناقشة المشروع نال أعلى علامة على الدفعة».

من الجدير ذكره، أن الطالبة "ديمة نصر الله" من مواليد "دمشق" 1995، وزميلها "أيهم الضابط" من مواليد "دمشق" 1994، و"آلاء الشياح" من مواليد "دمشق" 1995، والمشروع نال علامة قدرها 94%؛ وهي أعلى علامة ضمن المشاريع المقدمة.