في خطوة جديدة ولأول مرة في "سورية" حصلت مؤخراً عشر سيدات دفعة واحدة على شهادات قيادة حافلات النقل العامة، لتضيف المرأة السورية مجالاً جديداً تدعم به المجتمع السوري؛ كما اعتادت في كافة المجالات.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 آذار 2016، السيدة "هالة العاصي" التي تعمل في الإشراف الإداري في مدرسة "دار الفرح"، وإحدى السيدات اللواتي حصلن على شهادة قيادة عامة؛ لتحدثنا بالقول: «هي محاولة منا كمشرفات على الأطفال انطلاقاً من المسؤولية الكبيرة تجاه أبنائنا، وللحفاظ على سلامتهم الجسدية والنفسية في حال حدوث أي نوع من حالات الطوارئ، التي يتعرض لها السائق وخاصة في الظروف الراهنة، لذا قررنا أن نحصل على شهادة تمكننا من قيادة الحافلات الكبيرة بصورة قانونية، حيث كانت الفكرة جماعية لنشر ثقافة المبادرة والتشاركية وإحداث تغيير إيجابي حقيقي في المجتمع، فالأوضاع الحالية فرضت اعترافاً بحاجة المجتمع إلى المرأة، وبروزها في مجال الأعمال وميادين كثيرة بالتساوي مع الرجل».

حصولنا على شهادة قيادة عامة أتى مراعاة لظرف طارئ يمكن حدوثه، لنتمكن من إنقاذ الموقف، فالحافز لدينا كبير ونحن نقوم بعمل بديهي لخدمة مجتمع الطفولة بداية من حرصنا عليهم كأمهات، والمجموعة التي حصلت على شهادة قيادة عامة جميعهنّ مشرفات صفوف وإداريات في مدرسة "جوقة الفرح"، وأتمنى نشر الفكرة في كل المدارس، لتكون قيمة مضافة إلى مجتمعنا

وعن تقبل المجتمع لقيادة المرآة للحافلات تقول: «كغيرها من التجارب التي خاضتها المرأة السورية لأول مرة، يضاف هذا التحدي الذي تخطيناه بثقة، فلا أرى أن قيادة النساء لحافلات الأطفال بعيد عن دور المرأة، ففي كثير من دول الغرب تقوم السيدات بقيادة حافلات الأطفال، ولها كل الاحترام والتقدير من المجتمع، ولا سيما أن عاطفة الأمومة تجعل خوفها على الأطفال أكبر من الرجل الذي يسرع في القيادة، فالسيدة السورية أثبتت أنها قادرة على إنجاز جميع المهمات على الرغم من صعوبتها».

هالة العاصي

من جانبها "صفاء عرفات" مشرفة إدارية في المدرسة التي ستستفيد من خدمات النساء لقيادة حافلاتها، تقول: «بدأت الفكرة من عشر سيدات، وكان الهدف سدّ الفجوة الحاصلة في المجتمع نتيجة نقص الكوادر، فتعاون معنا الجميع من المدرسة، وفي قيادة المرور كان هناك تقدير كبير لهذه الخطوة، لذا حصلنا على شهادة فئة (ج) مبدئياً، ونتمنى الحصول في أقرب وقت على شهادة (د1)، فالأمر يحتاج إلى سنتين لنتمكن من الحصول عليها، وسنسعى للحصول عليها قبل تلك المدة كي تتوسع مهامنا أكثر».

"محمود صالح" رئيس قسم الإجازات في المرور، يؤكد أنها المرة الأولى التي تحصل بها عدة سيدات على شهادة قيادة عامة، ويضيف حول الموضوع: «هذا الإنجاز أثار إعجاب الرأي العام، فقد حصلت السيدات على شهادة فئة (ج)؛ وهو ما يؤهلهن قانونياً لقيادة المركبات العمومية الصغيرة والمتوسطة التي لا يزيد عدد مقاعدها على 10 مقاعد، وسيارات النقل العمومي التي لا يزيد وزنها الإجمالي على 4 طن، حيث تعد هذه الحالة فريدة وغير معتادة في مجتمعنا، لكننا نفخر بهنّ ونقدم لهنّ الدعم قدر المستطاع، فتجربة السيدات في هذا المجال تعد رائدة، والمرأة السورية دائماً تثبت أنها نبع للعطاء والابتكار، وأثبتت جدارتها بمختلف المجالات».

صفاء عرفات

"هند جميل" إحدى النساء العشر أيضاً، تحدثت حول أهمية دخول النساء مجالات خدمية في المجتمع كانت حكراً على الرجال بقولها: «حصولنا على شهادة قيادة عامة أتى مراعاة لظرف طارئ يمكن حدوثه، لنتمكن من إنقاذ الموقف، فالحافز لدينا كبير ونحن نقوم بعمل بديهي لخدمة مجتمع الطفولة بداية من حرصنا عليهم كأمهات، والمجموعة التي حصلت على شهادة قيادة عامة جميعهنّ مشرفات صفوف وإداريات في مدرسة "جوقة الفرح"، وأتمنى نشر الفكرة في كل المدارس، لتكون قيمة مضافة إلى مجتمعنا».

هند صبري