عقد مرورية عدة قامت بتنفيذها محافظة "دمشق" في الفترة الأخيرة حرصاً على تطوير السير في المدينة، ومشروع العقد المرورية على طريق المتحلق الجنوبي من المشاريع الخدمية "المهمة" و"الكبيرة" التي تنفذها محافظة "دمشق"، وذلك لتخفيف الضغط المروري عن "دمشق" المدينة والعاصمة، لكن ثمة عقبات تواجه المشروع من ناحية العاملين فيه ومن الأهالي القاطنين في المنطقة نفسها.

موقع "eSyria" وبتاريخ 15/5/2009 قام بجولة في منطقة "الكباس" ومدخل "جرمانا"، وذلك للإطلاع على أهمية هذا المشروع والعقبات التي تواجهه.

المشروع له أهمية كبيرة وواسعة، ولكن نأمل من الجهات المعنية تأمين قطعة أرض لهؤلاء الذين يأتون في يوم الجمعة ويتاجرون ببيع الطيور، فهم في النهاية يخففون من عدد البطالة في سورية، كما لهم عائلات تعيش من وراء هذه التجارة

هناك وبالقرب من منطقة "مخيم جرمانا" كان لنا هذا اللقاء مع السيد "واصل الأحمد" أحد الساكنين في هذه المنطقة، والذي قال: «لقد تم إنشاء عقدة "جرمانا -كشكول" لتحل مشكلة السير والازدحام المروري، لكن الطريق الذي يصل "جرمانا" بـ"دويلعة" ما زال لغاية هذه اللحظة مغلقاً، وهذا يدفع بالسيارات لأن تدخل الحارات الفرعية والسكنية للوصول إلى الطرق الرئيسية، إضافة إلى رائحة الصرف الصحي التي تعم المنطقة نتيجة الحفريات وعدم الردم، ومدة التنفيذ وإتمام المراحل النهائية أظن أنها بعيدة جداً،

ردم البيوت

فمشروع بهذه الضخامة بحاجة إلى ورش عمل تعمل في الليل والنهار لتنفذ عملها بشكل سريع وجيد، ولكن الواقع غير ذلك ونأمل من القائمين على تنفيذ هذا المشروع الإسراع فيه والعمل بمسؤولية كاملة لما لهذا المشروع من أهمية عظيمة في عاصمة كدمشق».

وبالقرب من السيد "واصل" التقينا بالسيدة "لطفية محمد" صاحبة أحد المنازل التي سيتم ردمها بسبب توسيع الطريق: «نحن قلقون بخصوص هذا الموضوع، وأسأل نفسي كل يوم إن تم ردم منزلي أين سنذهب أنا وأولادي مع العلم أن المتداول تعويض المتضررين، وأقل شيء نطلبه من محافظة "دمشق" هو تعويضنا بمنازل تكون قريبة من منطقة "جرمانا" التي فيها أعمالنا ومشاغلنا ومدراس أطفالنا».

المتحلق الجنوبي

في حين كانت السيارات تدخل من شارع وتخرج من الآخر، كان لنا لقاء مع الشاب "وائل مصطفى" أحد أصحاب المحلات الموجودة بالقرب من منطقة "كشكول" والذي تحدث قائلاً: «هذا المشروع من المشاريع الهامة والتنموية لبلدنا، ولكن نأمل أن نتخلص بسرعة من مشكلة الإخلاءات والإنذارات التي تتوجه إلينا كل يوم، وكما نرجو الإسراع في العمل لأننا نعاني من مشاكل في الصرف الصحي والغبار، ومشكلة المرور العشوائي للسيارات».

وخلال تعمقنا في منطقة "كشكول" وبين الأهالي الذين يقطنون المنطقة، التقينا بالسيد "عمر الوافي" الذي يعمل بالقرب من المنطقة وفي سوق يسمى بسوق "الحرامية" للأدوات المستعملة، فتحدث إلينا قائلاً: «نحن مهددون بإزالة السوق، هذا السوق الذي يعيل الآلاف من العائلات، والذي فيه أدوات مستعملة يتسوق منه المواطنون من محافظات عديدة، فإننا هنا وفي حال إزالة السوق نطلب من المحافظة تأمين قطعة أرض ننتقل إليها، وضمن الرسوم والضرائب التي يقرّونها، نأمل من الجهات المعنية الأخذ بعين الاعتبار أن هناك من يسترزق من هذا السوق الشعبي الكبير والذي يؤمن لنا لقمة العيش».

مدخل جرمانا

المشكلة لا تكمن في سوق "الحرامية" فقط بل هناك سوق آخر للطيور يتم فيه في يوم الجمعة عرض الطيور بكافة أنواعها وبيعها، وهنا يقول السيد "لطفي الحاج" أحد القاطنين في منطقة "الكباس": «المشروع له أهمية كبيرة وواسعة، ولكن نأمل من الجهات المعنية تأمين قطعة أرض لهؤلاء الذين يأتون في يوم الجمعة ويتاجرون ببيع الطيور، فهم في النهاية يخففون من عدد البطالة في سورية، كما لهم عائلات تعيش من وراء هذه التجارة».

تبدو نظرة أهل المنطقة للمشروع، هي نظرة تفائلية ولكن بشرط الإسراع والحكمة في التصرف، وهنا تقول السيدة "منى جورج" التي كانت تمسك بيد طفلها لتوصله إلى المدرسة: «هناك خطر كبير على أطفال المدارس الذين يعبرون الشارع كل يوم وسط الازدحام الخانق على إشارة "كشكول"، ومدتها التي لا تتجاوز 30 ثانية، مما يسبب صعوبة في التنقل، لاسيما على هؤلاء الأطفال، وعلى الجهات المعنية أن تقيم جسراً للمشاة تفادياً للحوادث».

ربما الإسراع بالمشروع والعمل بكثافة سيبعد المواطنين عن الكثير من الحوادث والمشاكل الصحية، وهنا يؤكد السيد "مازن الياغي": «بأن ورشات العمل تأتي رفع عتب، فهم يعملون يوماً واحداً ويتوقفون عن العمل عشرة أيام أخرى، وهذا ما يسبب البطء في العمل والتنفيذ، وهنا نأمل من الجهات المعنية تكثيف ورش العمل للإسراع في إنهاء هذا المشروع الذي بدأ يسبب لنا مشاكل كثيرة وخطيرة، فنحن نعلم أنها من أعظم المشاريع التي نحتاج إليها في بلدنا، وهي الآن تخدم حركة المدينة، وتخفف الضغط المروري الكبير المعروف في مدينة "دمشق"، وخاصة أن هناك سيارات وشاحنات كبيرة تدخل من المتحلق الجنوبي ومن خارج "دمشق"».

آراء كثيرة وعديدة استمعنا إليها خلال جولتنا في منطقة "مخيم جرمانا" و"الكشكول"، وخلال مراجعتنا للسيد المهندس "معن قنواتي" مدير مديرية الإشراف التابعة لمحافظة "دمشق"، الذي تحدث عن المشروع قائلاً:

«هناك عقبات كثيرة وعديدة تعترض مشروع "المحلق" صدور أحكام قضائية بوقف تنفيذ بعض الأعمال على الطريق نفسه، المتحلق الجنوبي سيكون طريقاً سريعاً، سواء لحركة عبور خارجية من "بيروت" و"درعا" أم لحركة تبادلية داخل المدينة، لافتاً إلى أن أوتستراد المتحلق سيخلو من الإشارات الضوئية، وذلك بالتنسيق مع هندسة المرور والنقل، التي ستقوم بمهمة تجهيز الطريق بالشاخصات المرورية من مسامير ودهان طرقي وإشارات ولوحات، وهي المرحلة الختامية، والمشروع في النهاية من مصلحة أهل البلد ويجب أن نسعى متعاونين في إنجاح هذا المشروع».