شابة متألقة في ميادين العطاء الفني والإنساني، ولها محطات جميلة في عدد من المحافظات السورية على الرغم من سنوات عمرها القصيرة، حيث وُصفت بالقيادية الصغيرة، والشابة الخيّرة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 5 أيلول 2017، تواصلت مع "إيمان محمد السمير" للحديث عن رحلتها وهي تتنقل بين عدة محافظات في سبيل تقديم حيوية شبابها للمجتمع، حيث تجد فرحتها وسعادتها بخدمتهم، وتحدّثت بالقول: «ولدت في أسرة محبة للخير وعاشقة للعلم، فتربيت على تلك الأسس، إضافة إلى الرغبة الكبيرة بالانطلاق إلى التميز وإظهاره بالطريقة المناسبة منذ مرحلة الطفولة، وهو ما كان في مدينة "حمص" حيث انتقلنا إليها بحكم عمل الوالد، ودراستي كانت فيها. في المرحلة الابتدائية وجد الكادر التدريسي موهبة الرسم والتعبير الأدبي لدي، وحققت بهما المركز الأول على مستوى المحافظة في عامين متتالين بمسابقات رواد الطلائع، إلى جانب اختيار الكادر لأكون ضمن المنظمين والمشرفين على جميع الأنشطة التي كانت تقام في مدرستي، وعلى مستوى مدارس المحافظة، حتّى إنهم اختاروني للمشاركة بفعاليات على مستوى منظمة طلائع البعث، وأكثر من ذلك، فقد تمّ تعييني مساعد مشرف فرقة، ولاحقاً مشرف فرقة ضمن معسكرات الطلائع كأصغر مشرفة، كان للمنظمة دور كبير بتحفيزي على دعم الأطفال في شتى المجالات، بالتزامن مع ذلك كنت مهتمة بدراستي، وتخرّجت في كلية التربية».

طلبنا مساعدتها من أجل أسرة فقيرة من مدينتنا، فقدمت جهداً كبيراً وأمّنت الجهاز الطبي لتلك الأسرة وطفلتها المريضة، إضافة إلى ذلك هناك تواصل دوري معها في سبيل المساعدة والتعاون، خاصة في مجال الأطفال، هي نموذج مثالي للمحبة والتعاون

وتتابع عن رحلتها بين عدد من محافظات: «قمتُ بالتدريس عدة سنوات في مدينة "دير الزور"، ثم كانت الرحلة مجدداً إلى مدينة "حمص"، ليكون الاستقرار في مدينة "دمشق" والعمل في المجال الإنساني، شاركت مع وزارة الصحة بحملة للقاح، ثم التحقت بعدّة دورات تعلّم كيفية التعامل مع الأطفال أثناء الأزمات، فقمت بنقل ما تعلمته للأطفال في المراكز والجمعيات التي يقيمون فيها، أشرفت ونظّمت عشرات الحفلات والأنشطة الفنية والترفيهية للأطفال، حيث استغرقت مني وقتاً كبيراً وجهداً إضافة إلى التعب الجسدي بسبب الضغط والإرهاق، وحصلتُ خلالها على شهادات تدريبية عديدة. لا أتردد في الالتحاق بأي عمل أو دورة فائدتها للمجتمع، ساعدت الكثيرين من الأطفال لينسوا أوجاعهم، وقمت بزجهم في العمل معي، لكي ينسوا مصائب حلّت بهم بسبب الحرب، إضافة إلى العديد من المبادرات التي شاركت وساهمت بنجاحها، منها "يلا عالبسكليت"، حيث تطوعت فيها وحققت حلمي باستخدام الدراجة، وشجعت الفتيات على الانضمام إلى المبادرة، وقمت بتدريبهن على القيادة، ثم المشاركة في الفعالية ضمن "جولات شامية"».

خلال مشاركتها في إحدى المبادرات

وتضيف عن جوانب أخرى من مبادراتها: «لبيت جميع الدعوات التي وصلتني من الجمعيات الخيرية للمساعدة بنجاح مبادراتها، ففي الكنيسة أنجزنا مبادرة العيد، وأيضاً إنجاز شجرة الميلاد في "ساحة الأمويين"، وحملة "المدرسة اشتاقتلك"، والمشروع الصحي الذي بحثت من خلاله في المستشفيات عن الحالات الصعبة، وسعادة كبيرة غمرتني عند حلها. وشاركتُ مع الهيئة الخيرية الفلسطينية بإدخال الأدوية والحليب إلى المناطق المحاصرة، وبحكم وجودي في "دمشق" وتلبية طلب جهات خيرية كثيرة، ساعدت الكثيرين من مختلف المحافظات، هناك شهادات تقدير من مؤسسات خيرية، كشهادة أفضل متطوعة عام 2015.

لا بدّ من الإشارة إلى أن عروضاً كثيرة وصلتني من أجل السفر خارج البلد وكل شيء متوفر، لكنني رفضتها، فما أقدمه داخل وطني هو المطلوب مني في هذه المرحلة، وأطفال وطني أغلى شهادة تقدير، ووصفي بالقيادية الصغيرة أهم من السفر».

تلبي دعوة الكنيسة

بدوره "رياض عنيز" من أبناء مدينة "القامشلي"، قال عنها: «طلبنا مساعدتها من أجل أسرة فقيرة من مدينتنا، فقدمت جهداً كبيراً وأمّنت الجهاز الطبي لتلك الأسرة وطفلتها المريضة، إضافة إلى ذلك هناك تواصل دوري معها في سبيل المساعدة والتعاون، خاصة في مجال الأطفال، هي نموذج مثالي للمحبة والتعاون».

يذكر أن "إيمان محمد السمير" من مواليد "دير الزور"، عام 1978.

أول من تصدت لمبادرة (يلا عالبسكليت)