يعد الطريق الذي يصل بلدتي "جنديرس" في محافظة "حلب" و"أطمة" في محافظة "إدلب" من الطرقات التجارية والسياحية المهمة، لكونه يختصر الكثير من المسافات والوقت للسياح والمسافرين من أبناء المحافظتين.

للحديث حول هذا الطريق فنياً ومرورياً؛ قال السيد "شيروان مصطفى"، وهو سائق سيارة عمومية من "عفرين" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 آب 2014: «يبلغ طول الطريق الذي يصل بين "جنديرس" و"أطمة" نحو 11كم، وعلى الرغم من أنه يصل بين محافظتي "إدلب" و"حلب" إلا أنه ليس طريقاً دولياً ولا يتمتع بالمميزات التي يجب توافرها في مثل تلك الطرق؛ فهو من الناحية الفنية طريق من الدرجة الثالثة، الطريق إسفلتي ويبلغ عرضه 8 أمتار، ويسمح بمرور مختلف أنواع المركبات الصغيرة والمتوسطة ضمن حارتين ذهاباً وإياباً، ولا يسمح بمرور الشاحنات والكرانك السياحية سوى في قسميه الواقعين في سهلي المنطقتين، اللذين تفصل بينهما منطقة جبلية قاسية».

يمتاز هذا الطريق بأنه يصل بين محافظتين وبشكل مختصر؛ وهو بذلك من الطرقات المهمة جداً في مختلف المجالات التجارية والسياحية والإدارية، وعلى الجهات المعنية العمل على جعله أوتستراداً أو على الأقل توسيعه ليستوعب حركة المسافرين المتزايدة عليه ويقلل من الضغط المروري، وبالتالي التقليل من الحوادث وخاصة خلال فصل الشتاء

وأضاف: «يضم الطريق الشاخصات المرورية ودلالات الطرق الضرورية للسائقين وخاصة الغرباء عن المنطقة، وتزداد أهمية هذه الشاخصات لكون الطريق يمر بمنطقة جبلية وعرة ووديان عميقة كما قلت.

الطريق من الفضاء في المناطق الجبلية الوعرة

الطريق يبدأ من مدخل بلدة "جنديرس" الجنوبي مروراً بقرية "تل سلور" السياحية، وبعد القرية بحوالي 1كم يوجد مفرق، الأول يتجه يساراً نحو "حلب" و"قلعة سمعان" والمواقع الأثرية في "جبل ليلون" ومختلف القرى الزراعية في المنطقة، أما الذي يتوجه يميناً فيكمل إلى قرية "أطمة" في محافظة "إدلب"، ومنها إلى مدينة "إدلب" و"باب الهوا" ليرتبط بشبكة الطرق بالمحافظة».

وحول ما يحتاجه الطريق من أعمال صيانة؛ قال السيد "شيروان": «يمتاز هذا الطريق بأنه يصل بين محافظتين وبشكل مختصر؛ وهو بذلك من الطرقات المهمة جداً في مختلف المجالات التجارية والسياحية والإدارية، وعلى الجهات المعنية العمل على جعله أوتستراداً أو على الأقل توسيعه ليستوعب حركة المسافرين المتزايدة عليه ويقلل من الضغط المروري، وبالتالي التقليل من الحوادث وخاصة خلال فصل الشتاء».

بازار جنديرس مركز استقطاب تجاري لأهل أطمة

وحول أهمية الطريق، السيد "إبراهيم جميل" وهو مزارع، قال: «لطريق (جنديرس – أطمة) أهمية كبيرة في المجالات التجارية والسياحية والزراعية.

فمن الناحية التجارية يعد هذا الطريق مهماً لكونه يساهم في تسهيل عمليات التبادل التجاري بين ناحية "جنديرس" وقراها من جهة و"أطمة" وما حولها من قرى من جهة أخرى، ولولا وجود هذا الطريق لكان على الناس قطع عشرات الكيلو مترات للتواصل فيما بينهم، خاصة أنه في يوم الإثنين من كل أسبوع يقام بازار أسبوعي في مدينة "جنديرس"، وعبر هذا الطريق المختصر يأتي للبلدة عشرات الأسر والتجار من نواحي "أطمة" للقيام بعمليات البيع وتسويق منتجاتهم الزراعية، وشراء مستلزماتهم بأسعار مخفضة وخاصة خلال الأعياد وشهر رمضان، كما يسلك مزارعو منطقة "عفرين" هذا الطريق صباح كل يوم لبيع محاصيلهم الزراعية في "أطمة" وما حولها وخاصة الخضار والفواكه.

الطريق في قرية تل سلور السياحية

أما من الناحية السياحية فالطريق يؤدي كما قلت إلى معبر "باب الهوا" الحدودي بين "سورية" و"تركيا"، وهو بالتالي يتحول صيفاً حيث موسم السياحة في بلادنا إلى طريق سياحي يسلكه السياح القادمون براً عبر ذلك الباب لزيارة المناطق السياحية والأثرية المنتشرة في منطقة "عفرين" و"جبل سمعان"، وغيرها من المناطق.

ومن الناحية المرورية فإن هذا الطريق اختصر مسافة لا تقل عن 70كم على المسافرين من "جنديرس" إلى مدينة "إدلب"، وعلى الرغم من أن الطريق ليس خط "سرافيس" نظامياً لعدم وجود "سرافيس" بين "عفرين" و"إدلب" أساساً، إلا أن الناس في المنطقة تعتبره خط عبور رئيسياً للمركبات الخاصة والسياحية الصغيرة للمسافرين إلى "تركيا" عبر "باب الهوا"، أو إلى مدينة "إدلب" وعبرها إلى مختلف المحافظات والمناطق السورية وبشكل مختصر جداً، مثلاً إذا أراد شخص أن يسافر إلى مدينة "إدلب" من "جنديرس" فإن عليه أن يستقل "السرفيس" للذهاب إلى "حلب" أولاً 80كم ومن ثم التوجه إلى "إدلب" نحو 75كم، بينما يبلغ طول هذا الطريق نحو 12كم».