رافد أساسي لنهر "عفرين"، وأحد أهم مواقع التنزه والرحلات في الريف الحلبي لوقوعه بين قلعة "النبي هوري" و"الجسر الروماني"، ويشتهر بمياهه الباردة قليلة العمق ولزوجة حجارته التي كانت سبباً في تسميته بنهر "الصابون".

مدونة وطن "eSyria" قامت بجولة على ضفاف النهر بتاريخ 10 أيلول 2015، والتقت هناك بعدد من المتنزهين، والبداية كانت مع المحامي "عبد الرحمن إبراهيم" الذي قال: «يسمى الموقع الذي نحن فيه "نهر الصابون" وهو الرافد الأساسي لنهر "عفرين"، ينبع من داخل الأراضي التركية ليلتقي نهر "عفرين" جنوب شرق قلعة "النبي هوري" بنحو 2كم».

يسمى الموقع الذي نحن فيه "نهر الصابون" وهو الرافد الأساسي لنهر "عفرين"، ينبع من داخل الأراضي التركية ليلتقي نهر "عفرين" جنوب شرق قلعة "النبي هوري" بنحو 2كم

وحول مميزات الموقع قال: «"نهر الصابون" هو أحد أهم مواقع التنزه والاصطياف المعروفة في "ريف حلب" حيث يزوره سنوياً آلاف المتنزهين من داخل محافظة "حلب" ومن السياح العرب والأجانب، ويتميز الموقع بعدد من الأمور التي جعلته في مقدمة لائحة أماكن الاصطياف المحلية؛ ومنها قربه من قلعة "النبي هوري" الأثرية التي يوجد فيها أقدم مسرح روماني في "سورية"، علماً أن هذه القلعة مدونة على جداول زيارات السياح والزوار من قبل مديرية السياحة، كما يصل بين ضفتي النهر جسر روماني أثري، وبما أن "نهر الصابون" يقع بين قلعة "النبي هوري" و"الجسر الروماني" فهو موقع استراحة وتنزه ومرور لا بد منه.

المحامي عبد الرحمن إبراهيم

ومن ميزات النهر أيضاً أن مياهه قليلة العمق؛ وهذا يناسب تنزه العائلات بسبب انعدام خطورة الغرق على الأطفال الذين يلعبون ويسبحون فيه على مدار النهار، وبالنسبة إلى مياهه فهي باردة تنعش الزوار وتمتص حرارة الصيف الحارقة فيكون التنزه بالقرب منه رائعاً وجميلاً.

من التقاليد الاجتماعية الجميلة المرتبطة بالتنزه قرب النهر؛ أن الزوار يقومون ومنذ الصباح بوضع الخضار والفاكهة وخاصة البطيخ ضمن أكياس ويغرقونها في المياه الراكدة، وبعد نحو ساعتين تصبح باردة ويطيب أكلها؛ لأن النهر يتميز بمياهه المثلجة».

الطفل رولند إبراهيم

وقالت "نازلية يوسف" - ربة منزل: «جئت اليوم مع زوجي وأسرتي للتنزه في موقع "نهر الصابون" الجميل لكونه أحد المواقع السياحية المعروفة لدى أبناء المنطقة ويناسب رحلات الأسر والعائلات، هنا نأخذ راحتنا كثيراً فالمياه قليلة العمق وبالتالي لا خوف على أطفالنا، إن المواقع السياحية الأخرى مثل "بحيرة ميدانكي" و"نهر عفرين" تشهد سنوياً عدة حالات لغرق الأطفال والكبار على حد سواء؛ لذلك فإن هذا الموقع يشهد ازدحاماً شديداً وعلى الزوار المجيء منذ الصباح الباكر ليحجزوا أماكنهم تحت ظلال الأشجار.

الجوّ هنا لطيف لوقوعه بين غابات من أشجار الصفصاف، وهو من أفضل الأماكن التي تلتقي فيها الأسر لقضاء يوم كامل بعيداً عن ضغوطات الحياة اليومية ومتاعب العمل الأسبوعي في الوظيفة».

نهر الصابون المكان الأمثل لرحلات الأطفال

وختاماً، قالت: «على الرغم من جمال الموقع وأهميته الترفيهية والسياحية فإن له سلبية واحدة، وعلى الزوار الانتباه إليها وخاصة بالنسبة للأطفال؛ وهي أن الحجارة الموجودة في قاع المياه لزجة جداً لذا يُفضّل أن يلعب الأطفال في النهر ويسبحون فيه بأحذيتهم ليحموا أنفسهم من الكسور أو الجروح نتيجة التزلج والسقوط على الحجارة، وسمي نهر الصابون لأن حجارته لزجة كالصابون تماماً».

الطفل "ألند عبدو" في الصف الخامس الابتدائي قال: «أنا آتي مع أسرتي إلى هنا عدة مرات في فصل الصيف وبعد انتهاء المدارس؛ فنهر الصابون جميل ورائع والسباحة في مياهه سهلة، ولأن مياهه قليلة العمق يمكننا ملاحقة الأسماك الصغيرة واصطيادها وأخذها إلى البيت لتربيتها في أحواض منزلية صغيرة.

أنا أسبح في النهر حافياً لأنني اعتدت السباحة فيه، أما أصدقائي فكثيراً ما يسقطون خلال اللعب لذلك يلبسون أحذيتهم حينما يسبحون».