بازار "راجو" الأسبوعي هو أحد البازارات التجارية القديمة في منطقة "عفرين"، ويتم فيها عمليات البيع والشراء وبأسعار مخفضة.

للتعرف عن قرب على هذا السوق وأهميته للسكان المحليين قامت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 أيار 2014 بجولة فيه، والتقت الفنان "عبد الرحمن محمد" وهو صاحب محل تصوير في "راجو"، حيث قال: «تقع بلدة "راجو" إلى الشمال الغربي من مدينة "عفرين" بنحو 25كم وهي إحدى البلدات القديمة في المنطقة يعمل معظم سكانها في الزراعة وخاصة الزيتون ومختلف أنواع الحبوب، كما توجد فيها مجموعة من المحلات التجارية وورشات تصليح الآليات الزراعية.

لهذا البازار التجاري أهمية كبيرة في حياة سكان المنطقة لكونه يمنحهم فرصة مهمة لشراء كل ما يلزمهم في يوم واحد وفي مكان واحد؛ باعتباره يضم أقساماً متنوعة لبيع وشراء مختلف المواد والمحاصيل والمنتجات، والبازار باختصار هو عبارة عن سوبر ماركت شعبي توفر كل ما يحتاجه الريفي بأسعار مخفضة، ويوفر بالتالي على زواره مشقة السفر إلى المدن لشراء حاجياتهم خاصة إذا علمنا أن ناحية "راجو" تعدّ من النواحي النائية والبعيدة عن مدن "عفرين" و"حلب"

يُقام في البلدة سوق أسبوعي يُسمى محلياً "بازار راجو" وذلك يوم السبت من كل أسبوع؛ وهو سوق تجاري محلي قديم يعود تاريخ إقامته في البلدة منذ بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، وتتم فيه عمليات البيع والشراء لمختلف أنواع المنتجات الزراعية والحيوانية والمواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها.

تصنيع عدة الفلاحة التقليدية لبيعها في البازار

أهم المنتجات والمحاصيل الزراعية التي يعرضها السكان المحليون هي: الزيت والزيتون والألبان والأجبان والسماق والخضار والبيض، وأنواع الحيوانات كالدجاج والأحصنة والماشية وعدة الفلاحة والحصاد وغيرها، أما التجار الذين يأتون إلى البازار فيعرضون المواد الغذائية والمنظفات والمواد المنزلية وغيرها.

من مميزات هذا السوق أن أسعار المواد والمحاصيل المعروضة فيه مخفضة قياساً لباقي أيام الأسبوع، ولذلك فإن سكان المنطقة المحليين ينتظرون يوم البازار من كل أسبوع لشراء لوازمهم المختلفة بأسعار تناسب دخلهم المنخفض باعتبار أن دخلهم موسمي وليس يومياً، كما يتميز البازار بأن الكثير من المبادلات تتم فيه بطريق الدين الذي يُسمى "الدين الموسمي" وموعد تسديده جني محصول الزيتون عادةً».

عبد الرحمن محمد

"محمد يوسف" "أبو شيار" وهو من زوار البازار قال: «لهذا البازار التجاري أهمية كبيرة في حياة سكان المنطقة لكونه يمنحهم فرصة مهمة لشراء كل ما يلزمهم في يوم واحد وفي مكان واحد؛ باعتباره يضم أقساماً متنوعة لبيع وشراء مختلف المواد والمحاصيل والمنتجات، والبازار باختصار هو عبارة عن سوبر ماركت شعبي توفر كل ما يحتاجه الريفي بأسعار مخفضة، ويوفر بالتالي على زواره مشقة السفر إلى المدن لشراء حاجياتهم خاصة إذا علمنا أن ناحية "راجو" تعدّ من النواحي النائية والبعيدة عن مدن "عفرين" و"حلب"».

السيدة "فضيلة يوسف" من الزائرات أيضاً قالت: «أهم ما يتميز به "بازار راجو" هو أنه سوق مواد المؤونة المنزلية؛ ففيه تتوافر مختلف مواد المؤونة المحفوظة والمجففة، وهي منتجات ريفية يتم تحضيرها منزلياً في ريف "راجو" ويعرضها السكان للبيع فيه ومن أهمها: "الدبس الحلو" الذي يتم تحضيره من ثمار العنب وتشتهر به قرى "راجو"، وكذلك "الزبيب"، و"التين اليابس"، و"السماق الحراجي"، و"الزيتون" المكسر والمحفوظ في الماء المالح، و"البرغل"، و"الفريكة"، و"الباستق"، و"السنجق"، وغيرها.

الدكتور محمد عبدو علي

وكذلك يتميز البازار بتوافر العدة التي يحتاجها المزارعون في أعمالهم الزراعية مثل المحاريث التقليدية التي تجرها الحمير، والمناجل والفؤوس وغيرها، ويعود سبب توافر هذه الأدوات التقليدية في هذا البازار تحديداً لأن سكان الناحية ما زالوا يستخدمون هذه الأدوات في حياتهم اليومية الزراعية».

وأخيراً، التقينا الدكتور "محمد عبدو علي" الباحث في تراث وتاريخ منطقة "عفرين" وسألناه عن هذا السوق فقال: «"سوق راجو الأسبوعي" سوق تجاري وزراعي قديم تم البدء بإقامته في بلدة "راجو" في كل يوم سبت منذ العام 1930 بعد أن أصبحت بلدة "راجو" مركزاً لناحية، وقبل ذلك التاريخ كان السوق يقام في قرية "بلبل"، ولكن بعد ترسيم الحدود بين "سورية" و"تركيا" وزرع الألغام على الحدود أدى إلى عرقلة وصول القرى المجاورة وخاصة من الجانب التركي للسوق، وبالتالي فقد السوق أهميته فتحول إلى "راجو". يتم في هذا السوق عمليات البيع والشراء لمختلف المحاصيل والمواد الغذائية والمنزلية وبأسعار مقبولة تناسب دخل السكان وجلهم من المزارعين والرعاة الذين يتميزون بدخلهم الموسمي».