في مثل هذه الأيام من كل عام يشهد موقع "عين دارا" التاريخي بمنطقة "عفرين" إقبالاً كبيراً من الزوار والمصطافين بحثاً عن الراحة والاستجمام، وهروباً من ضغط الحياة اليومية.

مدونة وطن "eSyria" قامت بجولة في هذا المكان الأثري بتاريخ 1 نيسان 2014 وهناك التقت الفنان الشعبي "عدنان عمر" الذي قال: «يشهد موقع "عين دارا" السياحي في مثل هذه الفترة من كل عام إقبالاً شعبياً كبيراً وخاصة من أبناء المنطقة الذين يأتون للتنزه والاستجمام بحثاً عن الراحة خلال أيام العطل وذلك هروباً من ضغط العمل اليومي وخاصة الموظفين وعائلاتهم».

جئت مع عائلتي اليوم من "جنديرس" لقضاء هذا اليوم الربيعي الجميل في أحضان هذا الموقع السياحي الشهير حيث تتوافر فيه كل عوامل الراحة للإنسان كالمناخ المعتدل ووفرة المياه والطبيعة الخلابة

وأضاف: «يتميز الموقع بعدد من المواصفات والميزات التي جعلته من أكثر المواقع الطبيعية والأثرية جذباً للمصطافين والمتنزهين، ومن أهم هذه الصفات أن الموقع يضم تلاً أثرياً يوجد في قمته معبد كبير وفريد من نوعه في العالم عليه نقوش وصور نافرة منحوتة في الحجر البازلتي وهو معبد تاريخي مهم يزوره سنوياً الآلاف من الزوار للاستمتاع بمشاهدة الآثار التاريخية المهمة وخاصة الأسود البازلتية الضخمة وآثار الأقدام البشرية العملاقة المحفورة في الصخر؛ التي يبلغ طول كل واحدة منها ما يقارب المتر.

عدنان عمر وزوجته نظمية عمر .. من المتنزهين

وإلى الشمال من التل الأثري أرض واسعة ومستوية ذات طبيعة خلابة وخاصة خلال فصل الربيع تستوعب مئات العائلات التي تزور الموقع للتنزه والاصطياف، ومن صفات الموقع أيضاً قربه من الطريق العام السياحي "عفرين" – "قلعة سمعان" الذي يشهد بدوره حركة مرورية سياحية ضخمة على مدار العام، وكذلك قربه من المنتزهات والمطاعم الشعبية في كل من قرى "عين دارا" و"الباسوطة" و"برج عبدالو" وهي قرى سياحية بطبيعتها، وكذلك قربه من بحيرة "عين دارا" الطبيعية، ومن "نهر عفرين" إذ لا يبعد التل عن النهر سوى بضعة أمتار».

السيدة "نظمية عمر" قالت: «جئت مع عائلتي اليوم من "جنديرس" لقضاء هذا اليوم الربيعي الجميل في أحضان هذا الموقع السياحي الشهير حيث تتوافر فيه كل عوامل الراحة للإنسان كالمناخ المعتدل ووفرة المياه والطبيعة الخلابة».

المعبد التاريخي في تل عين دارا

وأضافت: «المعروف عن موقع "عين دارا" أنه إحدى نقاط الاحتفال الجماهيرية الكبيرة بعيد "النيروز" في 21 من شهر آذار سنوياً إذ يتجمع فيه الآلاف من المواطنين من عموم المنطقة فيؤدي المغنون والفنانون بالمناسبة الأغاني المتنوعة، كما تقدم الفرق الفنية فنونها المتنوعة في الرقص والمسرح وغيرها».

السيد "محمد أبو شيار" – موظف قال: «مع حلول فصل الربيع من كل عام أخرج مع أسرتي أسبوعياً للتنزه والاصطياف وزيارة المناطق السياحية في "عفرين"، وهذه المناطق كثيرة مثل: "بحيرة ميدانكي"، و"الباسوطة"، و"كفر جنة"، و"قلعة النبي هوري" وغيرها، ولكن يبقى موقع "عين دارا" من أكثر هذه المواقع الجاذبة للزوار».

آثار أقدام بشرية عملاقة في الموقع .. عنصر جذب سياحي

الدكتور "محمد عبدو علي" الباحث في تاريخ منطقة "عفرين" تحدث عن أهمية موقع "عين دارا" تاريخياً بالقول: «يقع تل "عين دارا" الأثري-السياحي إلى الجنوب من مدينة "عفرين" بنحو 6 كم وإلى الغرب من قرية "عين دارا" بنحو 1كم، ويمر "نهر عفرين" على بعد بضعة أمتار من جهته الغربية كما يخترق الموقع جدول ماء نبع "عين دارا" قبل أن يصب في "نهر عفرين".

تاريخياً الموقع مؤلف من قسمين: جنوبي وشمالي، يقول الأثريون عن القسم الجنوبي بأنه مكان قرية زراعية من العصر الحجري الحديث وسكنه الإنسان منذ عشرة آلاف عام، أما الشمالي فهو الآخر مؤلف من قسمين، جنوبي ويضم تل "عين دارا" المخروطي الشكل ويسميه الأثريون بـ"المدينة الفوقانية" وفيه المعبد التاريخي الذي يرجح المؤرخون تاريخه إلى الفترة من 1200 - 700 قبل الميلاد، والقسم الشمالي هو أرض منبسطة بمساحة 50400 متر مربع تقام عليه سنوياً احتفالات "عيد النيروز" ويطلق عليه الأثريون "المدينة التحتانية"».