بعد إعادة تأهيله وتطويره وتوسيعه أصبح متحف الآثار الإسلامية والذي يعتبر أحد أقسام المتحف الوطني بحلب، من المتاحف المتطورة على مستوى سورية والوطن العربي.

يضم المتحف العديد من النفائس التي يتحدث عنها المهندس "عبد الله حجار" وهو باحث أثري ومستشار جمعية العاديات للفترات الكلاسيكية بالقول: «ضم هذا الجناح العديد من المنوعات من جرار وكتابات وأوان فخارية وزجاجية من الفترات الإسلامية المختلفة بما في ذلك بعض المخطوطات والرنوك المملوكية وقبر إسلامي بديع الكتابة من القرن 14 م جُلب من "مقبرة الصالحين" بالإضافة إلى أنواع المسكوكات العربية الإسلامية.

في العام 1975 تم افتتاح المتحف الإسلامي بحلب إلى جانب بقية الأقسام وكان حينها مؤلفاً من قاعة واحدة وفي الفترة ما بين عامي 1975 -2008 لم يجر عليه أي تغيير أو تجديد

وتبين لوحة مرمرية عُلقت في العام 1976 عند تدشين الجناح الإسلامي تبرع السادة "ماركو بولي" و"بوخة" و"إنطاكي" بلقى أثرية أغنت هذا الجناح وسواه، وقد وُضع ماكيت "حلب" القديمة ضمن الأسوار وسط الجناح وقد أنجز عمله لمناسبة الندوة الدولية لحماية "حلب" القديمة والتي جرت في أيلول من العام 1983 وهناك قاعة تضم سقف "بيت صادر" الجميل بزخرفته وكتاباته والمنقول من "حي الجديدة" ويعود إلى القرن 18 م بالإضافة إلى بعض قطع السجاد النادرة».

صحون خزفية

ولمعرفة المزيد حول تطوير وتأهيل متحف الآثار الإسلامية بحلب التقى موقع eAleppo أمينه الأستاذ "أسعد يوسف" والذي قال: «في العام 1975 تم افتتاح المتحف الإسلامي بحلب إلى جانب بقية الأقسام وكان حينها مؤلفاً من قاعة واحدة وفي الفترة ما بين عامي 1975 -2008 لم يجر عليه أي تغيير أو تجديد».

وأضاف: «في العام 2009 تم تأهيله وتجديده وافتتاحه أمام الزوار بحلته الجديدة بحيث أصبح مؤلفاً من ثلاث قاعات تخصصت كل واحدة منها بعرض نتاجات معينة إضافة إلى اعتماد أساليب جديدة ومتطورة في العرض المتحفي للقطع وذلك ضمن مشروع مولّته المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع وزارة الثقافة وأعدت تصوره مجموعة من مديرية آثار ومتاحف "حلب" وضمت هذه المجموعة أنا والمهندس "يوسف الضابطي" والمهندس "فواز حسن"».

قبر إسلامي يعود للقرن 14

وحول واقع المتحف الحالي بعد التأهيل والتطوير قال: «القاعة الخاصة بالمتحف الإسلامي قبل التأهيل كانت قاعة وحيدة أما في المشروع الجديد فقد تم تحويله إلى ثلاث قاعات كما قلت وقد قمنا بتخصيص كل واحدة منها للنتاج الإسلامي في عصور معينة.

القاعة الأولى خاصة بالنتاج الحضاري الإسلامي للعصور الأموية والعباسية والسلجوقية والأتابكية والزنكية والأيوبية، والقاعة الثانية خُصصت لعرض النقود الإسلامية حيث يُعرض فيها حالياً 245 نقداً من مختلف العصور الإسلامية من دنانير ودراهم وفلوس نحاسية، وقد اعتمدنا في عرض النقود في هذه القاعة أسلوب التسلسل السنوي الحولي على مستوى كل عصر وكذلك أسلوب التسلسل الزمني التاريخي على مستوى العصور الإسلامية، كما زودت هذه القاعة بمكبرات تمكن الزائر من تحريك المكبر على أي قطعة نقدية يريدها وبالتالي رؤية الكتابات الموجودة عليها وقراءتها وهذا مفيد جداً وخاصة بالنسبة للمهتمين بالنقود الإسلامية، والجدير بالذكر أنّ هذه القاعة هي أول قاعة خاصة بالنقود الإسلامية في سورية، أما على المستوى الدولي فتوجد بعض القاعات ولكن ليس بهذا التنظيم، وأخيراً هناك القاعة الثالثة وهي مخصصة لنتاج الحضارة الإسلامية في العصرين المملوكي والعثماني».

الأستاذ أسعد يوسف -أمين متحف الآثار الإسلامية في المتحف الوطني بحلب

وختاماً قال: «لابد أن نشير إلى أننا في عملية عرض القطع الأثرية أخذنا بعين الاعتبار الوظيفة الاجتماعية للقطعة المعروضة بحيث يكون باستطاعة الزوار وحتى العاديين منهم التعرّف على القطعة ووظيفتها فمثلاً هناك بعض الصحون الخزفية الخاصة بالموائد السلطانية وذات الاستخدام اليومي وقد تم تصميم الخزائن على هيئة موائد وعرض هذه القطع فيها وزُود ببوسترات تتحدث عن طبيعة الموائد السلطانية منذ بداية العصور الإسلامية وحتى اليوم».

يُذكر أنّ متحف الآثار الإسلامية بحلته الجديدة افتتح في شهر حزيران من العام 2009 من قبل الدكتور "رياض نعسان آغا" وزير الثقافة.