جاء ينبوعاً ثقافياً كبيراً يروي عطش هذا الحي الذي يشهد كثافة كبيرة في عدد سكانه إنه المركز الثقافي في حي هنانو.

ولدى جولتنا على المركز واطلاعنا على التجهيزات التي يضمها، تأكد لنا مدى الاهتمام الذي توليه مديرية الثقافة في حلب ليكون هذا المركز نموذجاً مشرقاً وضمن حقيقة أهمية المسألة الثقافية في العملية التنموية، ونعتقد بأن هذا المركز وخلال فترة وجيزة سيكون مركز إشعاع ثقافي لسكان المنطقة.

eAlepoo قامت بجولة في المركز والتقت السيد رأفت درمش مدير المركز وسألته متى تم إحداث المركز وما هي نشاطاته وأقسامه وبرامج فعالياته القادمة؟ عن كل هذه الأمور قال:

تم تدشين المركز الثقافي العربي في حي هنانو في 17 نيسان عام 2006 وتم تفعيل نشاطات المركز في عام 2007 بإقامة المهرجان الأدبي الأول في المركز، أما الفعاليات الثقافية والشعبية التي أقيمت العام الماضي وبداية العام الحالي فكان هناك عدد كبير من الأنشطة الأدبية والمحاضرات الثقافية والأمسيات التي تناولت كافة المناسبات، كما تم تنشيط معهد الثقافة الشعبية في حي هنانو بأقسامه المتعددة التي تضم كلاً من الحاسوب واللغتين الإنكليزية والفرنسية والتثقيف الصحي والخط العربي وقص وتجميل الشعر، وقد اتبع هذه الدورات حوالي 300 شاب وشابة وتخرج عدد كبير منهم، وهناك دورات قائمة ونشاطات ثقافية كثيرة، وبدءاً من تاريخ 23 آذار الجاري سنقيم المهرجان الأدبي الثاني للقصة والشعر لمدة ثلاثة أيام وقد دعونا نخبة من أبرز أدباء المحافظة وهم: أحمد دوغان-المأمون قباني- محمود محمد أسد- صهيب عنجريني- عبد الغني حمادة- محمد الخلف، كما دعونا أدباء من خارج المحافظة وهم: الدكتورة نائلة الإمام من دمشق والقاص محمد غازي التدمري من حمص والأديبة عبير إسماعيل من صافيتا، وسنكرم ضمن هذا المهرجان عدة أدباء نالوا جوائز على مستوى الوطن العربي في الشعر بالإضافة لتكريم شخصيتين ثقافيتين على مستوى المحافظة، وسنقيم على هامش المهرجان ندوات عن الحركة الأدبية في حلب ومعرض تشكيلي ومعرض للكتاب.

وعن المكتبة الموجودة في المركز يقول السيد درمش: نحن بصدد توسيع المكتبة في المركز الثقافي حيث تم الحصول على مجموعة قيمة من أمهات الكتب لرفد مكتبة المركز ولدينا الآن بحدود 1300 كتاب وعنوان، وسيتم الحصول على 500 كتاب في الفترة القادمة من مديرية الثقافة بحلب.

السيد محمد الخلف

أما المسرح الموجود فهو يتسع لـ 340 شخص ومجهز بأحدث التجهيزات، ويضم المركز أيضاً قاعة للإنترنت سيتم تفعيلها خلال الفترة القريبة القادمة وهي مجهزة بأجهزة الحاسوب، كما يوجد بالمركز قاعة مطالعة خاصة للأطفال بالإضافة إلى قاعات المطالعة الأخرى.

كما شكل المركز لجنة تُعنى باستقطاب الناس إليه هدفها تشجيع عملية الثقافة الشعبية وأطلق عليها تسمية «لجنة أصدقاء المركز» وضمت كل من السادة: أحمد دوغان- محمد الخلف- فصيح الخضر- أحمد بالو- خليل العجيلي- محمد قاضي..

وعن هذه اللجنة وطبيعة عملها يقول السيد محمد الخلف:

مبادرة طيبة يشكر عليها كل من ساهم في إحداثها كونها تعمل على تنشيط الثقافة الشعبية لا سيما في الأحياء البعيدة عن المدينة، فهذه المراكز التي أقيمت في هذه الأحياء بحاجة إلى رواد وجمهور يتابع نشاطاتها ولهذا كانت فكرة إحداث لجنة أصدقاء المركز من مثقفين وإعلاميين وتربويين تقوم باستقطاب المهتمين بالحركة الثقافية والفنية والاجتماعية وتنظيم فعاليات متنوعة لهم، فمن يمتلك موهبة الرسم يُقام له معرض ومن يمتلك موهبة العزف تقام له أمسية موسيقية، وبذلك نكون قد عملنا على شدِّ الجمهور لهذه المراكز التي وجدت لتعميم الثقافة على الجميع.