تعتبر مدينة حلب المدينة الصناعية الأولى في القطر العربي السوري فهي تضم حوالي 10000 منشأة صناعية ويبلغ عدد الصناعيين المنتسبين لغرفة صناعة حلب 7464 عضواً.

ولهذا جاء نظام التعليم المهني المزدوج للتلمذة الصناعية الذي بدأ مشروعه بدمشق في ربيع عام 2000 بالتعاون مع مؤسسة التدريب الأوروبية، وفي حلب عام 2003 بمجال مهنتي صناعة الألبسة والتصنيع الميكانيكي.

**متطلبات سوق العمل..

ولنتعرف أكثر على نظام التلمذة الصناعية وما تقوم به ثانوية خير الدين الأسدي للتلمذة في مجال التصنيع الميكانيكي حدثنا المهندس زياد محمد رجب مدير الثانوية قائلاً:

المهندس زياد رجب مدير الثانوية

التلمذة الصناعية نظام جديد للتعليم والتدريب المهني حيث يتلقى الطالب التعليم والتدريب المقدم من كل من المؤسسة التعليمية والشركة، وذلك بناءً على عقد التدريب الموقع بين الطالب والشركة التي تقوم بالتدريب حيث تؤمن التلمذة الصناعية التأهيل المناسب لمتطلبات سوق العمل وذلك عن طريق الربط بين المدرسة والصناعة (سوق العمل).

ويقوم الطالب بالدوام ثلاثة أيام في المدرسة لاكتساب المهارات الأساسية والنظرية، ويومين دوام كامل في الشركات والمصانع بهدف اكتساب المهارات العلمية والتمرس عليها لا سيما وأن الثانوية تتبع لمديرية التربية وغرفة الصناعة وهي تمثل النموذج التربوي الصناعي، فهناك مجلس إدارة للثانوية يرأسه الأستاذ حسن بادنجكي من غرفة صناعة حلب.

وعن شروط القبول في الثانوية يقول المهندس زياد يتم قبول الطالب بالمهنة التي يختارها بعد حصوله على شهادة التعليم الأساسي ومن ثم يحصل على قبول بإحدى الشركات التي توقع معه عقد تدريب خلال فترة التدريب (ثلاث سنوات للمرحلة الثانوية) تلتزم فيها الشركة بتقديم التدريب ومنحه مكافأة شهرية، مع التأكيد أنه لا يجبر الطالب بالعمل بالشركة ولا يجبر صاحب الشركة بتوظيف هذا الطالب، ويحصل الطالب في نهاية دراسته على شهادة تعليم صناعية موقعة من مديرية التربية وهي مثل أي شهادة صناعية، والخريجين الأوائل من الثانوية يلتحقون في كليات الهندسة الميكانيكية والهندسة التطبيقية وهندسة البيئة، وهناك أيضاً المعهد الصناعي الثاني لمن يود متابعة تعليمه، كما أن هناك إلحاح كبير من قبل أصحاب الشركات والمصانع لتوظيف الخريجين ويصل الراتب لـ 10000 ل.س وهو يعادل راتب المهندس الخريج.

**مهارات وتصنيع وصيانة..

ويؤكد مدير الثانوية أن المهارات التي يكتسبها طالب مهنة التصنيع الميكانيكي كثيرة ومنها قراءة الرسومات والوثائق الفنية الخاصة بالتصنيع الميكانيكي والقدرة على تنفيذ عمليات الإنتاج باستخدام طرق اللحام المختلفة وآلات التشغيل التقليدية والمبرمجة، وتخطيط وإدارة مراحل العمل للتصنيع وبرامج الصيانة والقدرة على استخدام الحاسوب والمعرفة الجيدة باللغة الأجنبية الخاصة بمهنة التصنيع الميكانيكي، ويتم ذلك عبر دراسة مجموعة من المواد بشكل وحدات تدريبية (مواد ثقافة عامة- مواد ثقافية علمية- مواد اختصاصية- تدريبات عملية أساسية في المدرسة وتدريبات عملية إنتاجية في المعمل).

الطالب محمد الحاج حمدان

**دعم التعليم المهني وتطوير الأداء..

وحول تطوير الأداء يضيف السيد المدير بأنه يجب تطوير المناهج بما يتلاءم مع حاجة الصناعيين ومشاركة الصناعيين في هذه المناهج، بالإضافة إلى وضع صياغة حول تأجيل الطالب من الالتحاق بالخدمة الإلزامية مباشرة بهدف صقل موهبته ومهاراته وكذلك للصناعي الذي هو بأمس الحاجة له، كما أطلب من الأهالي تغيير نظرتهم حول هذا التعليم لا سيما وأن الدول الصناعية المتقدمة تهتم بهذا المجال، وهناك الطلاب الأوائل في هذه الدول هم الذين يدخلون هذا التعليم وخاصةً ألمانيا، ونكرر مطلبنا بدعم هذا التعليم واستمراره.

**ومع الدارسين محطة..

- حمزة حداد/ثاني ثانوي:

سبب تسجيلي في الثانوية حبي للميكانيك، وبما أن هذا الجانب وما توفره الثانوية مطلوب الآن بالتأكيد سيكون اختياري مكانه حيث هناك إلحاح كبير من قبل أصحاب المعامل والمصانع على هذا النوع من التعليم، وباعتقادي أن الخريجين الذين سبقونا وبعد اكتسابهم الخبرة والثقافة وجدوا فرص العمل أمامهم مفتوحة، وما أريده فقط تسليط الضوء من قبل وسائل الإعلام على هذه المدارس وما تقدمه من دعم مع العمل على تزويد الثانوية بالأجهزة الصناعية التقنية.

- أنس الآغا:

إن الدراسة في الثانوية تزيد الطالب خبرة وتحقق له مستقبلاً مشرقاً، وهي مجهزة بأحدث التقنيات وتوفر فرص عمل حقيقية ومطلوبة.

  • محمد الحاج حمدان/أول ثانوي:
  • الثانوية مجهزة بجميع الآلات ومرتبطة مع شركات ومعامل عامة وخاصة وتؤمن كل ما يطلبه الدارس وهي فرصة لأدعو كل من يود زيادة خبرته في التصنيع الميكانيكي أن يلتحق بمثل هذه الثانويات.