تعتبر صناعة الألبسة في "حلب" من أكثر الصناعات أهمية من حيث جودتها وتشغيلها لعدد كبير من العمال، وقد باتت تنافس البضائع الأجنبية التي تدخل السوق السورية من الوكالات العالمية المعروفة.

للوقوف على واقع صناعة الألبسة في "حلب" وسبل تطويرها للأفضل التقى موقع eAleppo عدداً من الصناعيين منهم الصناعي "عبد اللطيف قدسي"، أمين سر لجنة صناعة الألبسة في غرفة صناعة "حلب" والذي تحدث عن هذه الصناعة بالقول: «تميزت صناعتنا في السنوات الأخيرة بجودة ونظافة خيوط النسيج المستخدمة، إضافة إلى تناسب سعرها مع مختلف شرائح المجتمع، إذ يوجد لدينا قطنيات مطلوبة من أشهر الدول الأوروبية "كألمانيا" و"فرنسا" والعديد من الدول العربية "كالأردن" الذي يقصدون أسواقنا في موسم التنزيلات، ما يعني أنه لدينا اسم في مجال صناعة الألبسة، في حين أن البضاعات الأخرى التي تدخل أسواقنا تُحضر من معامل تقوم بتصفية بضاعتها القديمة وبيعها بأرخص الأسعار، وخير دليل على ذلك موضوع الحسومات غير المنطقي، إذ إنها تعرض بأسعار غير منطقية بسبب رداءتها. ومن جهة أخرى تتمتع بضاعتنا بالتنظيم في الأسعار والتصدير.

يجب وضع أسس للألبسة الأجنبية الموجودة في الأسواق بحيث يكون هناك مبدأ للمنافسة بينها وبين بضاعتنا، بحيث تدخل بضائع جيدة تخلق التنافس مع المنتج الوطني من ألبسة ونسيج

وعن مستقبل هذه الصناعة يقول "حسني طراب"، مدير شركة "طراب" لتجارة وصناعة الألبسة": «هذه الصناعة ستنافس في المستقبل المنظور أشهر الصناعات العالمية كما أنها ستدخل أسواق جديدة لم تكن في الحسبان. إذ إنها تتمتع بمؤهلات كثيرة تؤهلها لتحتل المراكز الأولى، فهي تتمتع بأيدي عاملة ذات خبرة جيدة وكذلك يتوافر لدينا ورش لمختلف أنواع الألبسة من رش الخرز وتصنيع بذلات الأعراس والجينزات وغيرها. كما أن موقع مدينة حلب وقربها من المنافذ الحدودية سيساهم في الارتقاء بهذه الصناعة».

السيد عبد اللطيف قدسي

وجهة نظر أخرى نقلها لنا السيد "محمد حموي"، صاحب شركة "الحموي" للألبسة الولادية، الذي تحدث عن أهمية صناعة الألبسة المحلية في "حلب "قائلاً: «تعتبر هذه الصناعة من أكثر أنواع الصناعات في "حلب" تشغيلاً لليد العاملة، إذ إنه يوجد في كل ورشة خياطة على الأقل مئة وخمسين عاملاً يعيلون أسراً مؤلفة من خمسة أو ستة أشخاص».

وأضاف "حموي": «غير أنه يوجد لدينا مشكلة تواجه هذه الصناعة وهي إغراق الأسواق بمنتجات أجنبية التي تصدر إلى أسواقنا على أساس أنها بضاعة من النخب الأول، في حين أنها لا تصلح لتكون نخبا ثالثا أو رابعا. وكما أن تلك المنتجات لا تضاهي جودة منتجاتنا لكن الإقبال عليها كبير بسبب لعبة السعر الذي يتحكم بها البعض أو أن بسبب رداءتها لا يوجد فرق في بيعها بأي سعر كان».

السيد صلاح الدين غنايمي

وعن الحلول المقترحة لحل المشكلة التي تعانيها صناعة "الألبسة" يقول "صلاح الدين غنايمي"، تاجر ومصنّع ألبسة: «يجب وضع أسس للألبسة الأجنبية الموجودة في الأسواق بحيث يكون هناك مبدأ للمنافسة بينها وبين بضاعتنا، بحيث تدخل بضائع جيدة تخلق التنافس مع المنتج الوطني من ألبسة ونسيج».

السيد توما صليبا