بعد مرورها في ثلاث دول عربية وعلى مدار الثلاث سنوات، حطت سفينة الملتقى الرابع لعلوم الفضاء والفلك في سورية وبالتحديد في "حلب" إيذانا بانطلاق فعاليات الملتقى العربي الرابع لعلوم الفضاء والفلك والذي شاء هذا العام أن يتخذ من الأطفال شريكا علميا له، للعمل على تأصيل هذه العلوم ونشرها في براعم المجتمع تكريسا لمستقبل علمي فلكي يحمل رايته هؤلاء الأطفال. فكان هذا الملتقى بالتعاون مع منظمة طلائع البعث.

حيث استضافت مديرية الثقافة في "حلب" يوم الأحد 1/8/2010 حفل افتتاح الملتقى العربي الرابع لعلوم الفضاء والفلك المقام في منطقة "كفر جنة" في محافظة "حلب". حيث اشتمل حفل الافتتاح على كلمات المنظمين من الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك وجمعية هواة الفلك السورية ومنظمة طلائع البعث. وتم تكريم عدد من الشخصيات التي ساهمت في هذا الملتقى.

هناك جلسات بين المختصين الفلكيين للتباحث في الأمور الفلكية والإفادة من خبرات بعض في هذا المجال. ومن الناحية الأخرى فإن الهدف هو الفلكي الصغير، الذي نطمح من خلاله إلى أن يكون هذا الملتقى الإشارة لإطلاق جيل ملم بعلوم الفضاء والفلك، ولهذا سيكون هناك محاضرات ذات مضمون عميق كما سيكون هناك من مشاهدات لربط العلوم النظرية بالمشاهدات العملية..

وللحديث عن هذا الملتقى وأهميته وأهدافه تحدث المهندس "محمد العصيري" رئيس "جمعية هواة الفلك السورية" لموقع eAleppo قائلاً: «يعتبر هذا الملتقى هو الأول من نوعه في سورية بهذه الكثافة والحضور العلمي والأكاديميين خاصة أن هذا الملتقى يضم علماء وباحثين فلكيين من عدد من الدول الأجنبية، فيوجد في هذا الملتقى ممثلين لعدد من الكليات والجامعات اليابانية والإيرانية والصينية، وهناك ممثلين من مرصد "مراغى" وهو مركز شهير في "إيران"، وكان علينا أن نسميه الملتقى الدولي لأهمية مشاركة نخبة من علم الفضاء والفلك الجانب..».

المهندس محمد العصيري

وعن اختيار "حلب" لإقامة الملتقى فيها قال "لعصيري": «هناك ثلاثة أسباب لاختيار مدينة "حلب" لإقامة هذا الملتقى، أولها: وجود منطقة "كفر جنة" الصالحة للرصد الفلكي وللقيام بالدراسات الفلكية. والسبب الثاني هو وجود فوهة نيزكية في "حلب" هي "فوهة أتارب"، ومعظم الباحثين والدارسين العرب والأجانب قدموا بسبب البحث والاستقصاء عن هذه الفوهة النيزكية. وهناك مؤرخون وعلماء قدموا ليحاولوا أن يثبتوا أن هذه الفوهة سببها نيزك ضرب حلب عام 1823.

نحن قمنا بالعديد من الدراسات حول هذه الفوهة ونحتاج إلى مساندة العلماء العرب والأجانب لإثبات أن هذه الفوهة هي فوهة نيزكية رسمية، وإضافتها إلى الفوهات النيزكية في العالم».

الدكتور حميد مجول النعيمي

وعما يتضمنه الملتقى من فعاليات قال "العصيري": «هناك جلسات بين المختصين الفلكيين للتباحث في الأمور الفلكية والإفادة من خبرات بعض في هذا المجال. ومن الناحية الأخرى فإن الهدف هو الفلكي الصغير، الذي نطمح من خلاله إلى أن يكون هذا الملتقى الإشارة لإطلاق جيل ملم بعلوم الفضاء والفلك، ولهذا سيكون هناك محاضرات ذات مضمون عميق كما سيكون هناك من مشاهدات لربط العلوم النظرية بالمشاهدات العملية..».

ومن جانبه الدكتور "حميد مجول النعيمي" رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك تحدث عن الملتقى الفلكي العربي بالقول: «يعتبر هذا الملتقى من أهداف الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك لتنمية مجتمعنا العربي في هذه التقنيات التي أصبحت مهمة جدا لدخولها في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والصناعية والعسكرية والتجارية. ولهذه الأهمية لابد من إيصالها إلى اكبر شريحة ممكنة من المجتمع. هذا الملتقى يقيمه الاتحاد بشكل سنوي في إحدى الدول العربية، فكان أول مرة في الأردن، ومن ثم في ليبيا، وبعدها في الجزائر والآن في سورية».

وسألنا الدكتور "النعيمي" عن التقصير عربيا في المجال الأكاديمي لعلوم الفضاء والفلك، فأجاب: «نحن كعرب لدينا علماء وباحثين أكفاء في هذا المجال يعملون خارج الوطن العربي وداخله، ولدينا أشخاص لديهم قدرة مالية ومحبين لهذا العلم، كما لدينا شباب محب لهذه العلوم ومتحمس لها، وأيضا لدينا مقومات مواقع فلكية مميزة، هذه المقومات لو استطعنا جمعها في هيكلية واحدة نستطيع ان نؤسس منظمة فلكية أقوى حتى من "ناسا"، لكن للأسف أسباب كثيرة مازالت تحول دون ذلك، وعلى هذا الأساس يعمل الاتحاد العربي جاهدا على تقارب هذه المقومات.

نحن راسلنا العديد من الجامعات العربية وزودناها بمناهج تختص بعلوم الفضاء والفلك، وحاليا لدينا ثماني دول فيها جامعات تختص بهذا المجال وتمنح رسالات ماجستير ودكتوراه مثل لبنان ومصر والجزائر والعراق.

وخلال خمس السنوات القادمة سيكون الوضع أفضل بكثير فهناك العديد من الدول تبني مراصد فلكية ولإطلاق أقمار صناعية. هذه بوادر جيدة لكن لم ترق للمستوى المطلوب مقارنة بالدول الأجنبية نأمل ان تتطور أكثر في المستقبل القريب ونحن نعمل على ذلك..».

ويشارك في الملتقى وفود من 17 دولة عربية بالإضافة لتركيا والولايات المتحدة الامريكية وايران واليابان والمانيا فيما تتمثل المشاركات المحلية ب28 مختصا في مجال الفيزياء والرياضيات و50 طفلا من الفائزين في مسابقات الرواد على مستويات المنطقة والفرع والقطر في مجال الفيزياء والرياضيات وهم نواة الفلكي الصغير ويقام على هامشه المعرض الفلكي العربي لعلوم الفضاء والفلك.