ازدحمت كنائس "حلب" بوفود المهنئين الذين توافدوا إلى صالات الكنائس للتهنئة بحلول عيد الفصح المبارك يوم الأحد 4/4/2010 حيث توافدت الجهات الرسمية والشعبية لمعايدة مطارنة الطوائف المسيحية.

يقول نيافة المطران "مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم" مطران طائفة السريان الأرثوذكس بأن هذه اللقاءات لها معاني كبيرة، ويتابع قائلاً:

هذا العيد ليس لطائفة معينة أو لدين معين، بل هو عيد ومناسبة ولقاء يجمع ما بين كل الانتماءات والمذاهب، ونحن هنا في سورية وفي مدينة "حلب" نقدم فيما نقوم به درسا لكل العالم عن حضارتنا ومجتمعنا

«هذا العيد ليس لطائفة معينة أو لدين معين، بل هو عيد ومناسبة ولقاء يجمع ما بين كل الانتماءات والمذاهب، ونحن هنا في سورية وفي مدينة "حلب" نقدم فيما نقوم به درسا لكل العالم عن حضارتنا ومجتمعنا».

سماحة مفتي الجمهورية مهنئا بالعيد

أما مفتي الجمهورية الشيخ "أحمد بدر الدين حسون" فيقول بأن كل الكتب السماوية جاءت من أجل كلمتين "قداسة الله وكرامة الإنسان" ويضيف:

«كل عباداتنا وكنائسنا ومساجدنا تتحدث عن تقديس الإله الذي خلقنا وتكريم الإنسان الذي هو أخونا. أنا أنظر للمسيح أنه في هذا اليوم انتصر على من أرادوا أن يظلموه، طريقة الانتصار قد تختلف بيني وبين إخواننا المسيحيين، ولكن نتيجة الانتصار في النهاية هي أن الله هو المنتصر».

محافظ حلب وأمين فرع حلب لحزب البعث مهنئين بالعيد

ويقول "حسون" بأنه يجب علينا أن نهتم بالأخلاق اهتمامنا بالدين، فالأخلاق كانت قبل الأديان وجاءت الأديان لتقول للإنسان بأن الله سيكافئه على الأخلاق الحميدة.

وتأتي زيارة مفتي الجمهورية جريا على عادة اعتادها منذ أن كان في "حلب" مفتيا لها حيث يضيف بالقول:

«حينما آتي دائما إلى هذه القاعة، أجد فيها كل أبناء الوطن، وحين أذهب إلى المسجد أجد فيه كل أبناء الوطن؛ هذا الأمر يجعلني أشعر شعورا حقيقيا بأننا في سورية ما زلنا في أمان، ولكن حيث يأتي يوم وآتي لهذه القاعة فلا أجد إلا أبناء الطائفة أنفسهم، وأذهب لقاعة أخرى في كنيسة أخرى فلا أجد إلا أبناء الطائفة نفسها فعندئذ سأستشعر الخطر. تعالوا نعيد للمدارس والمساجد والكنائس كلمة الجمع التي هي للناس جميعا. هذا الوطن يبقى في سلام ما دمنا نستطيع جمع أبنائه في أعيادنا وأحزاننا، السلام ليست كلمة إنما أن يرى بعضنا بعضاً بعين الحب والسلام».

محافظ مدينة "حلب" السيد "علي أحمد منصورة" زار أيضاً الكنائس والكاتدرائيات معايداً حيث يقول لمراسل eSyria:

«إذا نظرنا إلى الموجودين في هذه القاعة هنا مثلا، يستحيل علينا أن نعرف كل شخص إلى أي دين ينتمي أو ما اسم الطائفة التي ينتمي إليها. هذا الأمر لا يمكن أن نسأل عنه في سورية، فنحن ننتمي إلى وطن واحد، وندافع عن علم وطن واحد».

ويضيف بأن سورية كانت الأرض التي نشرت المسيحية للعالم عندنا انطلقت بشكل فعلي من العاصمة "دمشق" بعد أن تحول القائد "شاول" الروماني إلى "بولص الرسول" الذي انطلق ناشرا المسيحية في أوروبا حيث يضيف بالقول:

«إذا جاء الغرب لدينا ببعض الكتابات، وقالوا جئنا لنقدم لكم حضارتنا فسنقول لهم بكل فخر يكفينا أننا أعطيناكم المسيحية وعندما كانت سورية حاضنة للمسيحية خلال الثلاثمئة سنة الأولى كانت أوروبا تقتل المسيحيين الأوائل القلة في أوروبا وترمي بهم إلى الوحوش في ميادين روما، ولم تنتقل إلا في بدايات القرن الرابع الميلادي».

أما الأستاذ "محمد قجة" الكاتب والباحث ورئيس جمعية العاديات فيقول بأن هذا العيد عيد للبشرية جمعاء وليس فقط حكرا على دين معين أو طائفة معينة حيث يقول بأن السيد المسيح جاء حاملا رسالة المحبة والسلام لكل إنسان.

ما زالت الاحتفالات مستمرة في مدينة "حلب"، فالعيد هو عيد لكل المدينة لا عيد لجهة أو طائفة أو دين.