بدعوة من نقابة الأطباء في حلب ألقى سماحة الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين حسون مفتي الجمهورية العربية السورية محاضرة عن الطاقة وأنواعها وأثرها.

حضرها المطران يوحنا إبراهيم وعدد من رجال الدين المسيحي والإسلامي, وعدد كبير من الأطباء في حلب والمهتمين بالثقافة، وقد تحدث سماحة المفتي عن الطاقة فقال: إننا نسمع في كل مكان الحديث عن الطاقة, ففي الجامعات والمدارس والمحطات يحدثوننا عن الطاقة, فهناك الطاقة الفنية ونسمع باليوغا وطاقاتها, وقال الطاقة تحدد من خلال علاقة الإنسان بالله, ثم تحدث سماحته عن طاقتي النار والنور, والإنسان نسي طاقة النور وسيطرت عليه طاقة النار, وبلدنا أرض الطاقة النورانية, وسورية أرض مباركة وتعيش أسرة واحدة متماسكة في ظل القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد, وأشار سماحته إلى أنه من العجيب أننا لم نعرف من نحن, وأننا ما زلنا نتفاخر بالماضي فقط, وتساءل متى نستيقظ ونرى أننا اختارنا الله دون إرادة منا لنكون منبع الطاقة في الكون, فنحن محور الطاقة, ونحن في منطقة بلاد الشام التي انبثق منها أقوى طاقة نورانية لتضيء العالم, فجاء الاستعمار وأطفأ طاقة النور، والإنسان يبحث عن طاقة تسعده وليس عن طاقة تلذه, وفرق بين اللذة السعادة, فالسعادة تدوم بينما اللذة فانية آنية.

وأشار سماحته إلى أن ابن عربي بحث عن التكليف ورأى أن المكلف هو النفس الإنسانية, وراح يبحث عن النفس وطاقاتها, وقال أعظم آية وصفتها هي: (ونفس وما سواها, فألهمها فجورها وتقواها, قد أفلح من زكاها, وقد خاب من دسّها) هذه طاقة النفس التي تكون أعلى من الملك, والفارابي دخل حلب وأخذ آلة موسيقية فعزف عليها فأبكى أهل حلب ممن سمع, ثم عزف فأضحكهم, وتساءل هل الآلة هي السبب؟

وقد أراد الله أن يجعل الإنسان خليفة له في أرضه, قال تعالى: ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) ولهذا هو خليفة الله بطاقة النار والنور, والعلم هو الطاقة الأولى والجهل هو قتل الطاقة, وعلى الإنسان أن يعطي كل شيء حقه, فللجسد حق وللروح حق, فأعطي كل ذي حق حقه, وفي الصباح صلاة الفجر فيها طاقة, فقبيل شروق الشمس يستطيع الإنسان أن يشعر بهذه الطاقة, حتى أن الطالب يستطيع أن يستوعب ما يقرأه في هذه الأوقات أكثر بكثير من غير وقت لأن في هذا الوقت طاقة نورانية عجيبة, ثم تكلم سماحته بشكل مستفيض ودقيق عن قصة سيدنا سليمان والهدهد, وبين الطاقة التي تعطينا إياها هذه القصة، وعقب المحاضرة دار حوار علمي شيق بين سماحة المفتي العام للجمهورية والحضور مما أغنى المحاضرة.

eAleppo التقت سماحة المفتي عقب المحاضرة وسألته هل تولد الطاقة مع الإنسان بالنفخة الإلهية التي تلقاها بالأمر الإلهي؟ فقال سماحته: "حين نفخ الله من روحه في الإنسان جعله خليفته في هذه الأرض, والإنسان عليم بعلم الله, قادر بقدرة الله, قوي بقوة الله, فهو يمتلك الطاقة النورانية بهذه النفخة وبذلك استحق الخلافة في الأرض, وهذا السؤال يحتاج إلى محاضرات أخرى ستكون بعون الله.