أقامت محافظة حلب بمناسبة اليوم العالمي للغة الوطنية الأم ندوة بعنوان "اللغة العربية وآفاق المستقبل" في قاعة المحاضرات في صالة الأسد بحضور الدكتور المهندس تامر الحجة محافظ حلب.

وأشار السيد المحافظ في الكلمة التي ألقاها إلى ضرورة العناية باللغة العربية وتمكينها والمحافظة عليها ولا سيما بعد التراجع في العناية بلغتنا الوطنية على كل المستويات التعليمية والأكاديمية والإعلامية والاجتماعية والفنية، مؤكداً أن العناية باللغة الوطنية تعني تمسك الأمة بهويتها القومية ومحافظتها على تراثها الفكري الذي يشكل شخصيتها الحضارية ومواجهة تيار العولمة، وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة في مدينة حلب لمتابعة قضايا اللغة العربية في المجالات عامة للتنسيق مع اللجنة الرئيسية بهدف تمكين اللغة العربية والحفاظ عليها والارتقاء بها ومتابعة خطوات التنفيذ مع سائر الوزارات والجهات المعنية.

وتضمنت الندوة عدة محاور وهي التقريب بين اللغة المكتوبة واللغة المحكية للدكتور عبد الكريم الأشتر، واللغة العربية وأزمة الهوية للأستاذ محمد قجة رئيس جمعية العاديات، وأزمة اللغة العربية في مراحل التعليم للدكتور سهيل الملاذي، واللغة العربية والتحديات المعاصرة للدكتور سعد الدين كليب رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة حلب.

ودعا المشاركون في الندوة إلى الاهتمام بلغتنا في سن مبكرة وتطوير مناهج الدراسة في مراحل التعليم كافة لتواكب اللغة العربية ومستويات أبنائنا العمرية، مشيرين إلى أن الدول المتقدمة أنجزت تقدمها العلمي بفضل لغتها الأم، وتم التأكيد على أن التحديات التي تواجهها لغتنا الأم على الصعيدين الداخلي والخارجي تتطلب منا وضع الخطط والسياسات اللغوية الرامية إلى العناية بلغتنا، والمحافظة عليها وإتقان مهاراتها والارتقاء بها، وهذا ما وجه إليه السيد الرئيس بشار الأسد، فوضعت لجنة التمكين للغة العربية التي شكلها سيادته، خطة العمل الوطنية للتمكين للغة العربية، وتعمل حالياً على متابعة تنفيذها، وكما كانت سورية سباقة على نطاق الساحة العربية في مجال التعريب، كانت سباقة أيضاً في وضع السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي.

وكانت المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» قد دعت جميع الدول الأعضاء فيها إلى الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم في 21 شباط من كل عام، انطلاقاً من أهمية اللغة الأم من حيث إنها مقوم أساسي لهوية الأفراد والجماعات، وعامل مهم في تحقيق التنمية المستدامة لأنها السبيل إلى مكافحة الأمية، وتحقيق غايات التربية للجميع صغاراً وكباراً والتنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.