أكلة تشتهر بها "عفرين"، تدخل المواد الطبيعية في مكوناتها، سهلة التحضير، وأغلب الأحيان يتم إعدادها في حقول الرعي، خفيفة على المعدة وصحية، ويمكن تناولها بعد العشاء.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 كانون الثاني 2015، العم "نبي أحمد" الذي تحدث عن أكلة "الثوم باللبن" وحضورها الاجتماعي في "عفرين" ويقول: «يتميز أهل الريف السوري عموماً باعتمادهم على ما توفرها لهم الطبيعة وحيواناتهم المنزلية من مواد غذائية ليستخدموها في إعداد مختلف أكلاتهم وطبخاتهم، ورغم أن الكثير من هذه الأكلات أصبحت اليوم في قائمة الأكلات التراثية إلا أنها ما زالت تعد على نطاق واسع، وخاصة لدى كبار السن والمعمرين الذين يفضلونها على الأكلات والوجبات السريعة العصرية، لكونها صحية وخالية من المواد الصناعية المضرة بالصحة.

هي أكلة سهلة التحضير ولا تحتاج للوقت الطويل، ويتم تحضيرها كثيراً في "يوم البيرية" في ريف "عفرين"؛ أي حين تذهب النسوة لحلب الماشية ضمن مجموعات في ساحة بئر القرية، خلال تلك الاستراحة يتم إعداد هذه الأكلة بسرعة ليتناولها الرعاة قبل رجوعهم إلى الجبال للرعي

ومن ضمن هذه الأكلات التراثية "الثوم باللبن" المعروفة عند سكان منطقة "عفرين"؛ الذين يتميزون بها عن غيرها من المناطق السورية، ويسمي أهل المنطقة هذه الأكلة "سير ماست"، "سير" باللغة الكردية يعني "الثوم" و"ماست" يعني "اللبن"، وهي أكلة قديمة وشهيرة جداً وما زالت حاضرة بقوة على موائد الريفيين كإحدى الوجبات السريعة التي يتم إعدادها في مناسبات وأوقات محددة مثل: "باشوفا" ويعني فترة ما بعد العشاء لكونها خفيفة وسريعة الإعداد، كما تعد من الوجبات المحببة لدى الرعاة وخاصة خلال فصل الربيع؛ حيث يقومون بإعدادها خلال رعي ماشيتهم في الجبال والسهول وهم بعيدون عن بيوتهم وقراهم».

عبدو جمو أوسو

ويضيف: «تحتوي أكلة "الثوم باللبن" على مواد مفيدة للصحة، مثل "اللبن" والأطيب منه "لبن الماعز" و"بيض الدجاج" المنزلي والثوم، والأفضل منه لدى السكان هو الثوم البري الذي ينبت بداية فصل الربيع، ويفضل أهل الريف هذا النوع من الثوم لأنه يتمتع بمذاق رائع وطعم حاد، ولا يترك أية رائحة، على عكس الثوم المزروع منزلياً، وللتخلص من هذه الرائحة يتم مضغ بضعة أوراق من أشجار الزيتون أو السنديان أو النعناع الأخضر أو البقدونس».

حول طريقة إعداد هذا الأكلة تحدث لنا العم "عبدو جمو أوسو" وهو راعٍ بالقول: «هي أكلة سهلة التحضير ولا تحتاج للوقت الطويل، ويتم تحضيرها كثيراً في "يوم البيرية" في ريف "عفرين"؛ أي حين تذهب النسوة لحلب الماشية ضمن مجموعات في ساحة بئر القرية، خلال تلك الاستراحة يتم إعداد هذه الأكلة بسرعة ليتناولها الرعاة قبل رجوعهم إلى الجبال للرعي».

ويتابع: «لإعداد الأكلة نقوم أولاً بقلي عدد من البيض البلدي بزيت الزيتون وقليل من الملح ثم نقوم بمزجها مع لبن الماعز الطازج مع فرم أوراق الثوم الأخضر سواء أكان الثوم منزلياً أم برياً، رغم أن نكهة الثوم البري هي الأطيب، وفي حال عدم توافر الثوم الأخضر يتم فرم حبات من الثوم اليابس، وبعد مزج هذه المكونات جيداً يتم رش قليل من الملح والنعناع المطحون على المزيج ليصبح جاهزاً لتناوله.

إذا تم إعداد هذه الأكلة في فترة "باشوفا" أي ما بعد العشاء، فإن الناس يفضلون أن يتناولوا بجانبها النعناع الأخضر، أما إذا أعدت في "يوم البيرية" فيفضل الرعاة أن يتناولوا بجانبها المخللات الحادة كالفليفلة الخضراء أو الخيار أو "القتة" التي تضيف إلى الأكلة نكهة حادة وطيبة».

وحول فوائد هذه الأكلة يضيف: «يعتقد السكان أن هذه الأكلة الخفيفة تقي الجسم من مختلف أنواع الأمراض؛ لأنها تنقي الدم وتنظف المعدة والأمعاء من الجراثيم المسببة لتلك الأمراض والعلل، لكونها تحتوي على اللبن والثوم والمواد الغذائية الحادة، مثل "الفليفلة" و"المخلل"، كما تفيد أكلة "الثوم باللبن" في معالجة حالات الإمساك العرضي والمزمن، ورغم فوائدها العديدة إلا أن الناس لا يفضلون إعدادها وتناولها خلال شهر رمضان المبارك لأن طعمها يميل نحو الملوحة، كما أن تناول المخللات المحفوظة بالماء المالح تجعلهم يشعرون بالعطش الشديد خلال النهار».