تعد "المامونية" من الوجبات الأساسية، التي توضع صباح يوم الجمعة على وجبة الإفطار في مدينة "حلب"، وتقدم إلى جانب الخبز الساخن والجبنة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 تشرين الثاني 2014، السيد "محمود القاضي" أحد صانعي الحلويات في مدينة "حلب"، الذي تحدث عن "المامونية" قائلاً: «"المامونية" الحلبية معروفة على مستوى الوطن العربي بإتقان صنعها ومذاقها، وتتميز الموائد الحلبية بتقديم "المامونية" إلى جانب "الشعيبيات" في الأفراح والأعياد النبوية، ولا تزال مدينة "حلب" محافظة على هذه التقاليد إلى الآن، ونحن كصانعي حلويات نحاول دائماً تقديم أطباق لذيذة للمحافظة على زبائننا».

"المامونية" تعطي طاقة كبيرة للشخص الذي يتناولها، لذلك يكثر تناولها في فصل الشتاء، كما أن وجود القشطة والمكسرات يضيف إلى طعمها الكثير، ويمكن إطعام "المامونية" للأطفال الرضع نظراً لطراوتها وسهولة هضمها

وعن طريقة صنع "المامونية" يضيف: «تتكون من السميد الناعم والسكر والماء، إضافة إلى السمن العربي، كما يوضع عليها الفستق الحلبي والقشطة، وفي البداية توضع السمنة والسميد على نار هادئة مع التحريك المستمر حتى يتحمص السميد ويصبح لونه ذهبياً، ثم نضع الماء والسكر في قدر حتى الغليان، وفيما بعد يسكب السميد المحمص فوق الماء المغلي ويترك على نار هادئة لمدة 15 دقيقة، وبعدها تسكب "المامونية" في صحون ويوضع عليها الفستق الحلبي والقرفة الناعمة، إضافة إلى القشطة، كما يوضع الخبز الساخن والجبنة إلى جانبها».

أثناء تحميص السميد

ويتحدث الحاج "محمد أبو الكنج" عن تاريخ "المامونية": «تنسب إلى المأمون، وقد أتت إلى "حلب" من "بغداد" عن طريق الرحلات القديمة لتتركز صناعتها في "حلب"، وكنا قديماً نضع الجبنة "المشلشلة" داخل "المامونية" أثناء الطهو لكي تذوب داخلها، وقد استبدلت الجبنة اليوم بالقشطة، وتختلف طريقة صنعها في المنزل عن طريقة تحضيرها في المحال، ففي المحال تكون نسبة القطر فيها كبيرة، لذلك تصنعها بعض العائلات في منازلها لتخفيف نسبة القطر فيها».

وعن تقاليد تناول "المامونية" أيام الجمعة وفي المناسبات تقول السيدة "فاطمة حمشو": «تعودنا صنع "المامونية" صباح كل يوم جمعة، لأنه اليوم الوحيد الذي يجتمع فيه جميع أفراد العائلة، كما نصنعها في الأعياد النبوية وفي اليوم الثاني من الزواج المعروف بالصباحية، وهي تجمع بين الحلو والمالح أي بين الجبنة والقطر، كما أن وجود القرفة عليها يكسبها النكهة اللذيذة والمذاق الطيب، ولـ"المامونية" فوائد صحية عديدة؛ لذلك يعد طبق "المامونية" من الأطباق الرئيسة في مائدة الإفطار الحلبية».

عند وضع السميد في الماء

أما السيد "عمار الحلو"، من سكان حي "الحمدانية" فيقول: «"المامونية" تعطي طاقة كبيرة للشخص الذي يتناولها، لذلك يكثر تناولها في فصل الشتاء، كما أن وجود القشطة والمكسرات يضيف إلى طعمها الكثير، ويمكن إطعام "المامونية" للأطفال الرضع نظراً لطراوتها وسهولة هضمها».