هي أكلة تراثية، تتميز بإعدادها النسوة في "ريف حلب الشمالي"، ولها محبوها ومريدوها الكثر، حيث يزرع محصول "العدس الأحمر" بكثرة في سهولها ووديانها.

حول الحضور الاجتماعي لـ"كبة العدس الأحمر" في حياة الأسر بالريف الشمالي لـ"حلب"، تحدثت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 تشرين الأول 2014، السيدة "مولودة خالد" بالقول: «تنتشر زراعة العدس بشكل واسع في المناطق الريفية الشمالية من محافظة "حلب" وخاصة في أرياف منطقتي "إعزاز" و"عفرين"، وهناك قرى سميت بالعدس لشهرتها الكبيرة في زراعتها مثل قرية "ياقد العدس"، لذا يعد العدس من المواد الغذائية المرغوب فيها لإعداد مختلف أنواع الأكلات والطبخات، مثل: "شوربة العدس"، و"كيرمي العدس"، و"العدس بحامض"، و"كبة العدس الأحمر"، وغيرها. ولأهمية العدس وحضوره يقول عنه أهل الريف الحلبي: "العدس لولو والبرغل مرجان".

"كبة العدس الأحمر" أكلة صحية ذات فوائد غذائية جمة لجسم الإنسان، لاحتوائها على مختلف المواد الغذائية الطبيعية، كما أنها تمنح الحرارة للجسم، لذلك فهي من الأكلات المرغوب فيها خلال فصل الشتاء

وللعدس شعبياً عدة أنواع، يستخدم كل نوع في أكلات وطبخات محددة، ومن هذه الأنواع: "العدس الكردي" أو "العدس الأحمر"، و"العدس المسطح"، و"العدس المدعبل"، وغيرها».

لقطة من حصاد العدس

وأضافت: «خلال الشهرين الرابع والخامس من كل عام يقوم المزارعون بحصد محصولهم من العدس بمختلف أنواعه، ودرسه على البيادر واستخراج المحصول، حيث يحفظ قسم منه ويباع الباقي، القسم المحفوظ يغسل جيداً، ثم تقوم النسوة بجرش كمية منه بواسطة الطاحونة المنزلية اليدوية لاستخدامها في إعداد طبخاتهم.

بالنسبة لـ"كبة العدس الأحمر" يستعمل في إعدادها "العدس الكردي" الذي يتميز بلونه الأحمر ومذاقه اللذيذ وسرعة غليانه، ولذلك يعد من أكثر أنواع العدس شيوعاً ورغبة من قبل السيدات».

كبة العدس الأحمر مع المخلل و"العيران" على المائدة

وتابعت: «تعد "كبة العدس الأحمر" إحدى الأكلات التي يتم إعدادها في الطقس البارد، وذلك لعدة أسباب من أهمها: أنها أكلة ثقيلة على المعدة ولا يستطيع الشخص تناولها في الأوقات الحارة، وكذلك فهي تمنح الدفء والحرارة للجسم؛ فمن أهم مكوناتها دبس الفليفلة الحمراء الحار، كما تعد من الأكلات السريعة الإعداد، لذا تعد بكثرة خلال سهرات فصل الشتاء الاجتماعية بجانب مواقد النيران».

وحول طريقة إعداد "كبة العدس الأحمر"، قالت السيدة "بنفش حمو": «إن أكلة "كبة العدس الأحمر" من الأكلات القديمة في المنطقة، وهي اليوم تتصدر قائمة الأكلات التراثية التي يفضلها المعمّرون حتى يومنا هذا، رغم أن الكثيرين من أبناء الجيل الحالي لا يعرفونها إلا نادراً.

العمة مولودة خالد

لتحضير الأكلة تقوم السيدة بسكب كمية قليلة من الماء فوق "العدس الأحمر" المجروش، وغليه لمدة لا تقل عن نصف ساعة، بعدها تضيف إلى العدس وهو لا يزال ساخناً البرغل الناعم الذي يجب أن تكون كميته نصف كمية العدس، ثم ترش عليه رشات من الملح والنعناع المطحون والفليفلة الحمراء المطحونة، بعد ذلك تقوم السيدة بتغطية المزيج بإناء معدني حتى تلين حبات البرغل الناعمة بفعل تأثير البخار الساخن المنبعث من العدس المغلي.

في هذه الأثناء تحضّر السيدة مزيجاً آخر مؤلفاً من بصلتين بعد أن تقوم بفرمهما وقليهما في كمية وفيرة من زيت زيتون؛ وذلك حتى يتحول لونها إلى الذهبي.

وتقوم بمزج نصف كمية الزيت والبصل المقلي بدبس الفليفلة والجوز والكمون والنعناع المطحون، والنصف الثاني تفرك به السيدة العدس والبرغل الساخنين؛ حتى يأخذا قواماً عجينياً متجانساً».

وأضافت: «بعد الانتهاء من تحضير العجينة المؤلفة من البرغل والعدس وكذلك من مزيج دبس الفليفلة، تقوم السيدة بصنع كرات من العجينة بحجم الكف، ثم تدهن تلك الكرات بمزيج دبس الفليفلة الحار، وبذلك تكون الأكلة جاهزة لتناولها.

يجب تناول هذه الأكلة وهي ساخنة وإلا فقدت طعمها اللذيذ ومذاقها الطيب، والجدير ذكره هنا أن مخلل الفليفلة و"العيران" يضفيان على "كبة العدس الأحمر" المزيد من اللذة والنكهة الطيبة، لذا يوضعان على المائدة بجانبها».

وختمت: «"كبة العدس الأحمر" أكلة صحية ذات فوائد غذائية جمة لجسم الإنسان، لاحتوائها على مختلف المواد الغذائية الطبيعية، كما أنها تمنح الحرارة للجسم، لذلك فهي من الأكلات المرغوب فيها خلال فصل الشتاء».