تتعدد أنواع الحلويات التي توضع صباح يوم العيد على الموائد "الحلبية"، ومن أبرز تلك الحلويات "أقراص العجوة"، و"المعاميل"، و"الكرابيج"، إضافة إلى كعك العيد، وتعد هذه الحلويات من ركائز مائدة الإفطار أيام العيد.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 تشرين الأول 2014، السيد "محمود القاضي"، أحد صانعي الحلويات في "حلب"، الذي تحدث عن حلويات العيد: «تتميز الموائد الحلبية في أيام العيد بحلوياتها المتنوعة، ونحن صانعي الحلويات نتفنن بطريقة صنعها بهدف إرضاء جميع الشرائح الاجتماعية من الزبائن، كما نهتم بالمكونات التي تدخل في صناعتها من حيث جودتها وطعمها اللذيذ، وأغلب حلويات العيد تتشابه فيها المكونات، وتختلف بالقالب من حيث الشكل والحشوة».

تتميز الموائد الحلبية في أيام العيد بحلوياتها المتنوعة، ونحن صانعي الحلويات نتفنن بطريقة صنعها بهدف إرضاء جميع الشرائح الاجتماعية من الزبائن، كما نهتم بالمكونات التي تدخل في صناعتها من حيث جودتها وطعمها اللذيذ، وأغلب حلويات العيد تتشابه فيها المكونات، وتختلف بالقالب من حيث الشكل والحشوة

وعن طريقة التحضير يضيف: «في البداية يوضع السميد الناعم في وعاء، يضاف إليه السمن والحليب الساخن، ويحرك جيداً، ثم يترك 12 ساعة على الأقل لكي يختمر ويتفتح السميد، وبعد أن يختمر السميد، يعجن مع السمن ويعرك جيداً، ثم يقطع بحسب حجم القالب، وتفتح القطعة ويوضع بداخلها "العجوة" ثم تغلق، وتوضع داخل القالب، وتصف بالصواني قبل أن توضع بالفرن بدرجة حرارة 180 درجة، وتترك إلى أن يزهو لونها، أما بالنسبة "للمعاميل" و"الكرابيج" فالطريقة نفسها وتختلف بالمحتويات فقط؛ حيث يوضع داخل "المعمول" الفستق الحلبي المخلوط بالسكر والقرفة، أما "الكرابيج" فيوضع داخلها الجوز، يحتاج كل كيلو غرام سميد ناعم إلى 450غرام من السمن وكأس حليب واحد، ويوضع على "المعمول" السكر الأبيض المطحون، أما "الكرابيج" فيوضع عليهم "الناطف" ليصبحوا جاهزين للتقديم».

"العجوة"

ويقول "محمد الأحمد" أحد الزبائن داخل المحل: «نظراً لعدم توافر الكهرباء في الوقت الحالي، أصبحنا نشتري حلويات العيد جاهزة، لأنها تعد من الأساسيات في كل عيد، كما كانت هذه الحلويات وسيلة للتنافس بين العائلات؛ حيث تتذوق كل عائلة الحلويات التي صنعتها العائلات الأخرى، لمعرفة الحلويات الأكثر نجاحاً، وتجتمع النساء من كل عائلة لإنجاز هذه الحلويات، وتوزع الأعمال بين السيدات؛ حيث تقوم إحدى النساء بعجن وتقطيع السميد، وتقوم سيدة أخرى بحشو العجينة ووضعها في الصواني، فيما تكون مهمة إحدى النساء نقل الصواني إلى الفرن ومراقبتهم إلى أن يزهو لونهم».

أما "عبد الرحمن بشير" من سكان حي "الميرديان"، فيقول: «تعودنا في كل عيد أن نصنع حلويات العيد قبل أيام من حلوله، لكي توضع على موائد الإفطار أيام العيد، كما تقدم للضيوف أثناء الزيارات، ونشتري بعض الحلويات الأخرى التي تصنع في محلات الحلويات كـ"الغريبة" و"المبرومة"، وتكلف الحلويات التي نصنعها في المنزل نحو 300 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد بالنسبة لأقراص العجوة، 400 ليرة سورية بالنسبة لـ"المعمول والكرابيج"، أما كعك العيد فيكلف الكيلو غرام الواحد 200 ليرة سورية، وتعد هذه التكلفة أقل بكثير من سعر بيعهم في الأسواق؛ حيث يختلف سعر صنعهم في المنزل عن سعر بيعهم في الأسواق نحو 150 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد».

"المعاميل"

وعن طقوس صنع حلويات العيد قديماً في "حلب"، تتحدث السيدة "هدى لبان": «في السابق كنا نأتي بصاج الحلو من الفرن فارغ، ونصف به الحلويات التي صنعناها وأصبحت جاهزة للخبز، ونأخذها للفرن لكي نخبزها، وننتظر لحين انتهائها، وكانت الأفران في ذلك الوقت تشهد ازدحاماً كبيراً، الأمر الذي يشكل بهجة بالنسبة لنا عندما كنا أطفالاً، كما كانت الكميات التي نصنعها كبيرة، والأجواء كانت أكثر من رائعة؛ حيث كانت تشكل حفلة أخرى غير حفلة العيد، ورغم كل المتاعب في ذلك الوقت كانت الطقوس أكثر جمالية؛ حيث أصبحت أغلبية النساء الآن تعتمد على الحلويات الجاهزة، وقد بدأت تلك الطقوس بالزوال إلا في بعض الأحياء الشعبية».