ريش الطيور هو المادة الأساسية في تصنيع عدد من المستلزمات المنزلية في "ريف حلب الشمالي"، أما في "حلب" المدينة فقد اتخذ الكثيرون من نتف الريش وصبغه وبيعه مهنة تجارية مربحة.

في "عفرين" في "ريف حلب الشمالي"، مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 حزيران 2014 العمة "مريم محمد ديب" لتتحدث حول استعمالات ريش الطيور في المنطقة قائلة: «يربي أهل الريف الدجاج بكثرة ويعتنون به للاستفادة من لحمه وبيضه وكذلك من ريشه.

في موضوع يتعلق باستعمال الريش في "عفرين" لا بد من أن نذكر بأن هناك حيواناً اسمه "الدندل" يسمى محلياً "كبره" يعيش بكثرة في المنطقة والطبالون مولعون بصيده ليلاً، يغطي جسم "الدندل" ريش من نوع خاص حاد ومتين وبحجم قلم الرصاص يستعمله الناس كأقلام بعد أن يثقبونه من الطرفين فيضعون في أحد طرفيه الحبر ليصبح جاهزاً للكتابة

إن استعمال الريفيين لريش الطيور وخاصة الدجاج والحمام في تحضير بعض موادهم المنزلية والشخصية يعود إلى أقدم الأزمنة، ومن أهم هذه المستلزمات المخّدات والوسائد واللوحات التزيينية المنزلية، علماً أن هذه المستلزمات كانت تُصنع للاستعمال البيتي وأحياناً للبيع في البازارات التجارية بقصد الحصول على المال».

الريش بعد صبغه

وأضافت: «لصنع المخدّات كانت المرأة تحضّر من القماش ما يسمى شعبياً "وجه المخدة" وذلك بقصه وخياطته على شكل كيس مستطيل الشكل ثم يُحشى بريش الدجاج الناعم، فبعد ذبح الدجاجة تقوم المرأة بنتف ريشها قبل وضعها في الماء الساخن وبعدها تقوم بجمعه ووضعه في "وجه المخدة" ومن ثم خياطتها نهائياً. وتتميز هذه المخدّات بأنها صحية وناعمة تريح النائم وتجعله يشعر براحة تامة خلال النوم، وبسبب نعومتها فهي تُستخدم من قبل مرضى الروماتيزم في الرقبة والمناقير العظمية وآلام الرأس؛ حيث كانت تمنحهم شعوراً فورياً بالراحة والشفاء في كثير من تلك الأمراض. كما كانت الفتيات الريفيات يستعملن ريش الطيور الناعم والصغير وخاصة الأبيض منه في تزيين إطارات اللوحات التي يرسمنها باستعمال خيوط التنتنة أو القنويج الملونين؛ هذه اللوحات التزيينية كانت جزءاً من جهاز العروس في منطقة "عفرين"».

وختمت: «في موضوع يتعلق باستعمال الريش في "عفرين" لا بد من أن نذكر بأن هناك حيواناً اسمه "الدندل" يسمى محلياً "كبره" يعيش بكثرة في المنطقة والطبالون مولعون بصيده ليلاً، يغطي جسم "الدندل" ريش من نوع خاص حاد ومتين وبحجم قلم الرصاص يستعمله الناس كأقلام بعد أن يثقبونه من الطرفين فيضعون في أحد طرفيه الحبر ليصبح جاهزاً للكتابة».

فستان عرس مزين بالريش

أما في مدينة "حلب" فقد كانت مهنة نتف الريش وصبغه بقصد بيعه رائجة قبل حوالي 25 عاماً، وحول هذا الموضوع تحدث للمدونة الجد "محمود صاغر" من حي "الشيخ مقصود" بالقول: «مارس بعض الحلبيين وخاصة أبناء "حلب القديمة" مهنة نتف ريش الطيور وصبغه لأنها كانت وما زالت من المهن المربحة تجارياً لأن الريش يُستعمل بكثرة كإكسسوارات وزينة لفساتين الأعراس ومسكات الريش والقبعات النسائية وغيرها. وقد تركز أصحاب هذه المهنة في إحدى حارات "حلب" القديمة التي استمدت تسميتها من هذه المهنة والحارة هي "حارة الريش" التي تقع بالقرب من حارة "أغيور تحتاني". وقد اشتهر سكان هذه الحارة بمزاولة نتف ريش الدجاج الهندي ذي اللون الأبيض، ومن ثم القيام بعملية صبغه بمختلف الألوان وبيعه للتجار والورشات؛ حيث يستعملونه كنوع من الزينة والإكسسوار للثياب والقبعات النسائية لتمنحها المزيد من الجمالية والأناقة، وإضافة إلى الاستعمال المحلي لريش الطيور فقد كانت كميات كبيرة منه تُصدّر إلى الخارج بعد تنظيفه وصبغه ولذلك فإن حارتي "الريش" و"أغيور" غنيتان منذ القدم بمصابغها المستخدمة لهذا الغرض».

وأخيراً، قال "وحيد إبراهيم" وهو عامل في إحدى ورشات خياطة فساتين الأعراس: «نستعمل ريش الطيور بكثرة في تزيين فساتين الأعراس في الوقت الحالي وخاصة من الريش ذي اللون الأبيض تماشياً مع الذوق العام للعرسان المعاصرين الذين يفضلون هذه الفساتين التي تتصف بالنعومة والأناقة والجمال، كما نستعمل في الورشة ريش الطيور الملون الذي يُصبغ بـ"حلب" وذلك في تزيين فساتين السهرة المختلفة الألوان لتمنحها المزيد من الجمال. وإن استخدام الريش في تزيين الفساتين هو من الصناعات الرائجة في مختلف الورشات لكونه أحد العناصر الأساسية في زيادة مبيعاتنا من هذه البضاعة وخصوصاً للخارج».

العمة مريم محمد ديب