تتميز بطعمها اللذيذ وبقيمتها الغذائية العالية إذ يدخل في تركيبتها اللحم والكثير من الخضراوات اليابسة التي تطبخ في طنجرة واحدة على نار الحطب، إنها طبخة "الياخني" الشهيرة بمحافظة "حلب".

في "عفرين" بريف "حلب" الشمالي تحدثت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 حزيران 2014، السيدة "مولودة خالد" قائلة: «الياخني جزء من الطبخات التراثية ولها حضور في الحياة الاجتماعية عند سكان مدينة "حلب" وريفها، فهي مرتبطة بعدد من المناسبات الاجتماعية وفي مقدمتها العزائم لدرجة أنها تسمى بأكلة العزائم، كما ترتبط بمناسبة شهر رمضان المبارك.

بسبب لذة أكلة "الياخني" وانتشارها الواسع في "حلب" وريفها هناك الكثير من الأقاويل والتهكمات التراثية التي قيلت حولها وما زالت ومن هذه الأقاويل الحلبية: أكل "الياخني" دوّخني. ومن التهكمات الحلبية المتعلقة بالأكلة ما يقوله أحدهم لصاحبه: "وقت الشوي و"الياخني" ليش ما قلتلي يا خيو الحقني"

وبحسب العادات المتوارثة تقوم السيدة بإعداد "الياخني" وتقديمها إلى جانب "الفريكة" لتصبح المائدة أكثر لذة وغنى، وفي شهر رمضان المبارك يتم إعدادها بكثرة على مأدبة الإفطار فهي من الأكلات المفضلة في هذا الشهر والمفيدة بالنسبة للصائمين؛ إذ تمنحهم القوة والطاقة بعد يوم كامل من الصيام، وذلك لاحتوائها على الخضراوات المتنوعة وفي مقدمتها البصل وكذلك اللحم وغيرها.

إعداد أكلة "الياخني"

كما أن هذه الأكلة مفيدة جداً بالنسبة لكبار السن والمعمرين الذين فقدوا أسنانهم؛ فهي سريعة الهضم وغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية الضرورية لهذه الفئة من الناس غير القادرين على تناول المواد الغذائية الصلبة وفي مقدمتها اللحوم».

وحول طريقة إعداد طبخة "الياخني" قالت السيدة "ألماس إيبو" من "عفرين": «في البداية نقوم بفرم كمية وفيرة من حبات البصل اليابس وذلك على شكل جوانح لتكون هذه المادة هي الطاغية في تركيب "الياخني"، بعد فرم حبات البصل توضع في كمية قليلة جداً من الماء ومن ثم غليها على نار هادئة لمدة عشرين دقيقة، إن سبب غلي البصل في كمية قليلة جداً من الماء هو أن تلك الكمية من الماء تمتص من حبات البصل عصيرها، وبالتالي رائحتها التي لا يفضلها الكثيرون، بعد ذلك نقوم بتمرير المزيج عبر مصفاة قماشية نظيفة لتبقى حبات البصل المسلوقة».

الفريكة التي تقدم إلى جانبها "الياخني" في العزائم

وأضافت: «في هذه الأثناء نكون قد قمنا بسلق اللحم سواء أكان لحم الماشية أم الدجاج رغم أن لحم الماشية هو الأساسي في تركيب "الياخني"، وكذلك ننقع كمية من حبات الحمص في الماء قبل غليها على نار هادئة حتى تنضج.

نقوم بتقطيع اللحم إلى قطع بحسب الرغبة وكذلك تقطيع حبات من البطاطا إلى مكعبات، ومن ثم نضيف إليه حبات الحمص المسلوقة والبصل المغلي المصفى ونضعها في الماء الذي سلقنا فيه اللحم مع رشات من البهار الأسود والفليلفة الحمراء المطحونة والكاري.

السيدة مولودة خالد

نضع الأكلة على النار للغلي وذلك على نار هادئة لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة وتحديداً حتى "تستوي" مكعبات البطاطا حيث ننزلها من على النار فتصبح جاهزة لتناولها.

إن طبخة "الياخني" معروفة في "حلب" وريفها بأنها طبخة للعزائم؛ ولذلك على السيدة أن تقوم بإعداد الأكلات الخاصة بالعزائم لتُقدّم "الياخني" إلى جانبها، ومن هذه الأكلات: "الفريكة"، أو "البرغل"، أو "الأرز".

أما في شهر رمضان المبارك فهي إحدى الأكلات المفضلة لأنها لا تزعج الصائم في وجبة الإفطار بسبب احتوائها على خضار مسلوقة وسائل اللحم اللذيذ».

وختمت: «بسبب لذة أكلة "الياخني" وانتشارها الواسع في "حلب" وريفها هناك الكثير من الأقاويل والتهكمات التراثية التي قيلت حولها وما زالت ومن هذه الأقاويل الحلبية: أكل "الياخني" دوّخني.

ومن التهكمات الحلبية المتعلقة بالأكلة ما يقوله أحدهم لصاحبه: "وقت الشوي و"الياخني" ليش ما قلتلي يا خيو الحقني"».