بدأ الكتابة بصمت وتطورت تجربته بعيداً عن الأضواء قبل أن يخطفه الموت باكراً، إنه الشاعر "عمر حسن" الذي توصف تجربته بأنها تجربة شبابية متميزة.

لمعرفة المزيد عن الشاعر "عمر حسن" وسيرته مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 نيسان 2014 الأستاذ "حسن حسن" وهو شقيق الراحل، فقال: «الشاعر "عمر حسن" من مواليد قرية "كفر صفرة" بمنطقة "عفرين" في العام 1975، وهو خريج المعهد المتوسط لطب الأسنان في العام 1997. بدأ قراءة الشعر منذ المرحلة الإعدادية وفي تلك المرحلة أيضاً راح يكتب ما يجول في خاطره من قصائد وأشعار أعتبرها أساتذته للغة العربية حينها أنها نتاجات جيدة قياساً لعمره أما خلال الفترة الثانوية فقد تطور أسلوبه في الكتابة من حيث اللغة والصور الشعرية وتقديم الفكرة بوضوح للقارئ فشجعه أساتذته على المتابعة والمثابرة، أما في المرحلة الجامعية فقد أتقن كتابة الشعر وبرز خطه الشعري الذي تميز به، كان يقول عن تجربته في تلك الفترة: لو أدرتم أن تعرفوني فاقرؤوا قصائدي.

كان الشاعر "عمر حسن" على وشك الانتهاء من كتابة رواية ولكن وفاته المبكرة عام 2013 حالت دون أن يكمل ذلك المشروع، كما وله ديوان مخطوط لم يطبع بعد وأعد قراءه بأنني سأعمل على طباعته مستقبلاً

خلال مسيرته الأدبية القصيرة نسبياً أبدع "عمر حسن" ديوانين شعريين مطبوعين وديواناً مخطوطاً لم يتمكن من طبعه وتقديمه إلى قرائه لأن الموت خطفه باكراً؛ وذلك في ربيع العام 2013».

الشاعر تموز شمالي

وقال الشاعر والأديب "تموز شمالي"* عن الشاعر "حسن": «على سطوح أوراقه الخرساء كتب قصائد دافئة منتقياً كلماتها من قاموس عشقه الدائم للمرأة والحياة، كان يعتقد أنه يملك متسعاً من العشق كي يكتب ويبدع ولكن قبل أن يكمل ربيعه الأربعين ويرى ميلاد ديوانه الثالث ويستنفد كامل عشقه رحل باكراً لينطفئ بذلك حبه وتحترق مراكب إبداعه الشعري.

لـ"عمر" ديوانان شعريان مطبوعان: الأول عنوانه: "ترتيل ميدية" -2000 يضم مجموعة من قصائده الرقيقة التي عبر فيها عن مشاعره بأسلوب رمزي وغير مباشر، قدم ديوانه هذا وأهداه إلى والده الذي كان يجهل القراءة والكتابة، ولكن ذلك لم يمنع دموعه من أن تنهمر فوق خديه فرحاً وفخراً.

نتاجاته الأدبية

ديوانه الثاني عنوانه: "أنثى الجمر والرماد" - 2009، يُلاحظ في هذا الديوان تطور خطه الشعري بوضوح من حيث المتانة والترابط واللغة الشعرية وصورها، وعلى عكس قصائده في الديوان الأول فقد عبر خلالها عن مشاعره وأحاسيسه وعشقه بكل وضوح وواقعية بعيداً عن الأسلوب الرمزي متحولاً من أسلوب التلميح إلى أسلوب التصريح ودون أي خوف من القواعد الاجتماعية – الريفية الصارمة لاعتقاده أن الشاعر عليه أن يكون مثلاً للإصلاح والتطوير في المجتمع لا أن يكون منقاداً للعادات والتقاليد البالية، وبالتالي لن يكون هناك فارق بينه وبين أي مواطن عادي».

وحول تجربته الأدبية قال "تموز": «تضمنت تجربته الشعرية المتميزة على المستوى الشبابي عنصرين رئيسيين واضحين، وهما: حب المرأة، والتمرد على التقاليد السلبية في المجتمع ومحاربتها.

الشاعر المرحوم عمر حسن

كان "عمر" أحد أبرز الشعراء الشباب في محافظة "حلب"؛ فقد كتب قصائد متميزة ورقيقة دخل بها قلوب قرائه ومحبيه، لقد كان متمكناً في بناء قصيدته من حيث الكلمة الرقيقة والصور الكثيفة والفكرة المعبرة، والأهم من ذلك إيمانه برسالة الشعر ودوره في التوعية والتربية ومحاربة السلبيات في المجتمع، لقد قام "عمر حسن" بتطوير تجربته يوماً بعد يوم من خلال مطالعاته الكثيرة لمختلف التجارب الأدبية في العالم متأثراً في بعض كتاباته بالأديبة الجزائرية "أحلام مستغانمي"».

وختاماً، قال: «كان الشاعر "عمر حسن" على وشك الانتهاء من كتابة رواية ولكن وفاته المبكرة عام 2013 حالت دون أن يكمل ذلك المشروع، كما وله ديوان مخطوط لم يطبع بعد وأعد قراءه بأنني سأعمل على طباعته مستقبلاً».

من قصائد "عمر حسن" المخطوطة اخترنا:

"صباح ككل الصباحات مؤلم

وجراح تفتق السماء

للرحيل

والنوارس القادمة

من كهوفنا النائمة

حبيبتي... لا تحزني

إن الله معي

سيأكلنا السعير

وصقيع في أفكارنا

وكورس ينتابني لأكلك نيئة

أحببتك يا قرة الوطن

يا نورستي".

  • "تموز شمالي": هو اللقب الأدبي للشاعر والأديب "خليل حسن".