شهد مدرج مديرية الثقافة بحلب مساء يوم 23/5/2011 حفل توقيع كتاب "الأندلس في عصر بني عباد- دراسة في سوسيولوجيا الثقافة والاقتصاد" للباحث المغربي الدكتور "أحمد الطاهري" وناشره وكاتب مقدمته الأديب الحلبي الأستاذ "فاضل السباعي"*.

موقع eAleppo حضر الحفل وأجرى لقاءات مع بعض الحضور تمحورت حول مضمون الكتاب وأهميته العلمية والتاريخية والإضافات التي حققها للمكتبة العربية والحلبية، والبداية كانت مع المهندس "محمد مجد الصاري" وهو رئيس اللجنة الفلكية في نقابة المهندسين بحلب الذي قال:

الكتاب أحدث إضاءة هامة للنواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في ذلك العصر وكذلك فيما يتعلق بالإشارات السياسية الموجودة فيها والتي هي مهمة جداً برأيي

«الكتاب مهم جداً لعدة أسباب وهي أنه يتناول فترة مهمة جداً من تاريخ دولة الأندلس وهي مرحلة عصر "بني عباد" حيث يعزي المؤلف سقوط تلك الدولة إلى أمور اقتصادية مهمة جداً وبالتالي يتناول "الطاهري" في الكتاب أدق التفاصيل فيما يتعلق بالتجارة بشكل عام وفيما يدور في الأسواق والموانئ في تلك المملكة، إضافةً إلى العلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك الفترة الزمنية كما يتناول بشكل مهم مواضيع الفساد الذي كان سائداً في تلك المرحلة وأنواعه حيث قام بتشريحه بطريقة مميزة وهامة.

الكتاب

الأمر الآخر الذي يعطي أهمية للكتاب هو إضاءته لأسماء ومصطلحات كانت سائدة في ذلك الزمن وهي ذات أهمية بالغة تم نسيانها بشكل تدريجي».

وختم المهندس "الصاري": «الكتاب أحدث إضاءة هامة للنواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في ذلك العصر وكذلك فيما يتعلق بالإشارات السياسية الموجودة فيها والتي هي مهمة جداً برأيي».

الأستاذ فاضل السباعي

الطالب "إبراهيم إبراهيم"- طالب كلية تجارة في جامعة "حلب"- قال: «في الحقيقة أنا لم أطلع على مضمون الكتاب بعد ولكن بعد سماعي للكلمة التعريفية به من قبل ناشره وكاتب مقدمته الأستاذ "فاضل السباعي" بدت متيقناً بأنه كتاب هام جداً حيث يركز على الوضع الاقتصادي في الأندلس في عصر "بني عباد" وهو بالتالي إضافة قيّمة للمكتبة الحلبية والعربية بشكل عام وللباحثين وطلبة الجامعات على وجه الخصوص».

ناشر الكتاب وكاتب مقدمته الأديب "فاضل السباعي" تحدث حول الكتاب لموقعنا بالقول: «هذا الكتاب متفرد في نوعه بمعنى أنه لا يتحدث عن تاريخ الرجال ولكنه يتحدث حول الاقتصاد في عصر "بني عباد" في الأندلس وهم الذين ورثوا الحكم عن "بني أمية" تقريباً فيما يُسمى بعصر الممالك.

لقطة من الحفلة

لقد وصل الكتاب إليّ قبل حوالي 3 سنوات عن طريق الباحثة المهندسة المرحومة "نجوى عثمان" التي دُعيت إلى مؤتمر في مدينة اشبيلية الاسبانية مع زميلها المهندس "تميم قاسمو" وذهبا مع الدكتور "الطاهري" /مؤلف الكتاب/ إلى قرطبة وسمعت منه بأن لديه هذا الكتاب فقالت له الدكتورة "نجوى" بأنّ "فاضل السباعي" لديه دار نشر ومن الممكن أن يقوم بنشره ثم جاءني الكتب ونظرت فيه فرأيت بأنه كتاب جيد جد فقمت بنشره».

وأضاف: «يتألف الكتاب من 14 فصلاً يتحدث فيه المؤلف عن كل المناحي الاقتصادية والاجتماعية في الأندلس في عصر "بني عباد"، وبمناسبة صدور هذا الكتاب المتميز رأت بعض الجهات الرسمية في المغرب أن تقيم احتفالاً له لأهميته البالغة وقد حضرتُ ذلك الاحتفال في بلدة "الحسيمة" في "تطوان" بالمغرب.

لقد حرص المؤلف- وسرّني هذا الحرص منه- أن أكتب مقدمة كتابه التي تبلغ حوالي 30 صفحة تحدثت فيها حول ظروف اسبانية خاصةً يوم فقدنا غرناطة وتحدثت عما يزعمه الأسبان من أن الحضارة الأندلسية هم بُناتها وهذا كلام فيه خطأ أردت تصحيحه وهو أن المجتمع الأندلسي كما نعرف جميعاً مؤلف في أغلبيته من الذين كانوا أسباناً ودخلوا الإسلام وتعرّبوا مع وجود أقلية عربية فيها».

يُذكر أنّ حفل توقيع الكتاب حضره الأستاذ "غالب البرهودي" مدير الثقافة بحلب وعدد من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي وطلبة الجامعات في مدينة "حلب"، وتخلل الحفل أغاني وموشحات أندلسية من غناء وألحان الفنان المغربي "عبد الصادق شقارة".

  • الأديب "فاضل السباعي": هو من مواليد "زقاق الزهراوي" بمدينة "حلب" 1929 درس بجامعة القاهرة، يكتب القصة والرواية والمقالات وهو عضو مؤسس في اتحاد الكتاب العرب منذ سنة 1968 وله 35 مؤلفا مطبوعا وبعضها طُبع لعدة مرات وتُرجمت الكثير من أعماله إلى عدة لغات.