شهد مدرج مديرية الثقافة بحلب مساء يوم 21/5/2011 احتفالية توقيع كتاب "أدباء من حلب في النصف الثاني من القرن العشرين"- الجزء الخامس- الذي قام بإعداده مجموعة من الأدباء ضمن أسرة الكتاب.

موقع eAleppo حضر الاحتفالية وفيها أجرى عدداً من اللقاءات دارت حول الكتاب وأهميته، والبداية كانت مع الأستاذ "محمد زينو السلوم" وهو من أسرة الكتاب الذي قال: «إنّ بذرة تأليف الكتاب بدأت من صالون أدبي لدى الأديب المرحوم "ميشيل الأديب" في "دار الألسن" وذلك في العام 1999 حيث كنا مجموعة من الأدباء في جلسة أدبية فطرح الفكرة الدكتور "محمد الراشد".

أسرة الكتاب بقيت خمسة أدباء وذلك بعد وفاة الأستاذ "ميشيل أديب" الذي كان ركناً أساسياً من هذه الأسرة وكذلك الشاعر "أحمد دوغان" الذي كان يعمل بجد وهو طريح الفراش بعد بتر جزء من رجله بسبب مرض السكري فإليهما التحية في هذه المناسبة رحمهما الله

حينها تبنى سبعة من الحضور هذا العمل الذي تضمن القيام بإحصاء الأدباء في مدينة "حلب" في النصف الثاني من القرن العشرين وتضمينهم مع تجاربهم في كتاب، لقد بدأنا بالجزء الأول في العام 2000 واليوم نحن في العام 2011 فقد أصدرنا الجزء الخامس منه وسيكون هناك جزء سادس في العام القادم والذي سنختم به عملنا في هذا المشروع الثقافي، وقد تضمنت الأجزاء الخمسة 167 أديباً مدروساً من "حلب" و40 دارساً بينما ضم الجزء الخامس 38 أديباً».

الأستاذ مأمون الجابري -من أسرة الكتاب

وأضاف الأستاذ "السلوم": «عندما وصلنا إلى الجزء الخامس أصبح هناك صعوبة في طبعه لأنه مكلف، ولكن منذ حوالي 5 أشهر زار السيد الرئيس "بشار الأسد" مدينة "حلب" والتقى ببعض الأدباء والمفكرين وكان من بينهم الدكتور "أحمد زياد محبك" وهو من أسرة الكتاب، فسألهم السيد الرئيس عن متطلبات المدينة المختلفة فقال الدكتور "محبك" لسيادته:

"نحن أنجزنا هذا العمل حتى الآن وحالياً لدينا الجزء الخامس وليس لدينا إمكانية طبعه"، فقدم السيد الرئيس مبلغاً مالياً كهدية لطبع الكتاب في جزئه الخامس ولذلك فإنّ احتفالية توقيع الكتاب اليوم تتضمن توزيع الكتاب مجاناً على الحاضرين كهدية».

الأستاذ محمود أسد -من أسرة الكتاب

وحول أهمية الكتاب قال "السلوم": «قال العلامة "محمود فاخوي" لي في جلسة أدبية بأنه بعد مئة أو مئتي عام ستُنسى كل إصداراتكم ولا يبقى هناك من مرجع سوى كتاب "أدباء من حلب" الذي يؤرخ مدينة "حلب" في فترة زمنية تمتد لخمسين عاماً، العمل كبير ومؤسساتي وقد واجهتنا الكثير من الصعوبات ولكننا في النهاية وصلنا إلى نتيجة هي هذا الكتاب الذي بين أيدينا.

طبعاً أسرة الكتاب كانت مؤلفة من سبعة أشخاص توفي منهم الأستاذ "ميشيل أديب" والأديب "أحمد دوغان" وبقي منهم حالياً خمسة وهم: الأستاذ "مأمون الجابري" والدكتور "أحمد زياد محبك" والأستاذ "فواز حجو" والأستاذ "محمود أسد" وأنا "محمد زينو السلوم"، وأخيراً أتمنى من الشباب أن يقوموا بإكمال ما بدأناه وذلك من خلال تأسيس أسرة كتاب أدباء من "حلب" في بداية القرن الحادي والعشرين».

الكتاب

الأستاذ "مأمون الجابري" وهو من أسرة الكتاب قال: «هذا الكتاب هو عمل جليل له قيمة تاريخية وأدبية وله أهمية كبيرة جداً لأنه يُعتبر من الكتب المؤسسة للتراث وللأدب وللفكر وللثقافة وسيبقى بذلك ذخراً للمستقبل ومعيناً لكل الأدباء الذين سيكتبون ويدرسون دون أن يبحثوا بحثاً مضنياً في المراجع المتفرقة فالكتاب وضع بين دفتيه كل الأدباء الموجودين في "حلب" ضمن مرحلة زمنية معينة هي النصف الثاني من القرن العشرين».

وأضاف: «أسرة الكتاب بقيت خمسة أدباء وذلك بعد وفاة الأستاذ "ميشيل أديب" الذي كان ركناً أساسياً من هذه الأسرة وكذلك الشاعر "أحمد دوغان" الذي كان يعمل بجد وهو طريح الفراش بعد بتر جزء من رجله بسبب مرض السكري فإليهما التحية في هذه المناسبة رحمهما الله».

الأستاذ "محمود أسد" من أسرة الكتاب قال: «الكتاب هو الخامس وقد جاء بعد خمس سنوات من الكتاب الرابع وذلك حتى تيسرت لطباعته الظروف المناسبة، التوجه السائد فيه والذي نعتز به هو التسامح حيث لم ننظر إلى الشكل وإلى التجربة بل كان توجهنا الأساسي هو تخديم هذه المدينة وتوصيف الأدب فيها من خلال جهد جماعي لنثبت بأنّ الإنسان بإمكانه أن يعمل ويقدم.

يقيني بأنّ هذا الكتاب سيكون بأجزائه الخمسة ذاكرة مدينة "حلب" عندما يدرس العشرات من الأدباء والأديبات مع اكتشاف الكثير من التجارب المنسية، أتمنى أخيراً أن يبادر غيرنا إلى انجاز مشاريع أخرى لخدمة المدينة».

الدكتور "أحمد زياد محبك" وهو من أسرة الكتاب أيضاً قال: «بهذه المناسبة أود توجيه جزيل الشكر للسيد الرئيس "بشار الأسد" الذي اجتمع بنا مع لفيف من الأدباء من "حلب" وقد قمنا خلال الاجتماع بطرح عدة قضايا لتطوير الحركة الثقافية في "حلب"، ومما طرحناه في ذلك الاجتماع هو أن يساعدنا سيادته في طبع هذا الكتاب وكان لنا ذلك، فقمنا بطباعة الجزء الخامس وسنطبع الجزء السادس إن شاء الله».

وحول الكتاب تحدث عدد من الحضور فقال أولاً الأستاذ "رياض حلاق": «هذا العمل عمل جبار هو باعتقادي تتمة لما قام به العلامة "قسطاكي الحمصي" عندما أصدر كتابه "أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر" في العام 1925 وقد تطرق لدراسة 49 أديب وشاعر، ولذلك فإنّ أسرة العمل مشكورة جداً على هذا انجاز هذا العمل الكبير والمتعب».

الأديب "أحمد الخميسي" قال: «أشكر أسرة الكتاب على ما بذلتها من جهود ولكن لدي ملاحظتين أود ذكرهما: الأولى هي رجائي بأن يتضمن الجزء السادس ملحقاً تُسجل فيه كل ما كتب حول الكتاب نفسه فمنذ الجزء الأول وحتى الرابع صدرت العديد من الآراء والقراءات حول الكتاب.

والثانية أن هناك العديد من الأدباء الذين كُتب عنهم في الأجزاء الأولى منذ حوالي العشر سنوات ومنذ تلك الفترة وحتى اليوم حقق هؤلاء الكثير من الانجازات والأنشطة ولذلك أرجو أن تُأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار».

وأخيراً قال الدكتور "عبد الهادي نصري": «عمل مجموعة من الأدباء ضمن أسرة واحدة في انجاز هذا العمل هو ظاهرة حضارية ووطنية فنحن نعرف بأنّ المؤسسات العامة أو الخاصة تقوم بطباعة بعض الكتب أما هذه الصيغة من الاندفاع والعمل الوطني المشترك في إطار منهج ثقافي وطني هو اللافت للنظر ولعلها التجربة الوحيدة على مستوى سورية».

يُذكر أنّ الاحتفالية حضرها الأستاذ "غالب البرهودي" مدير الثقافة بحلب وأسرة الكتاب وعدد كبير من الأدباء والباحثين ومن المهتمين بالثقافة والأدب ومن الإخوة المواطنين وقد تم في نهاية الاحتفالية توزيع نسخ الكتاب بشكل مجاني كهدية على الحضور.

يُذكر أيضاً أنّ الكتاب يتألف من 558 صفحة وبلغ عدد نسخه 700 نسخة وقد تم طباعته في مطابع "دار الفرقان" للغات بحلب.