صدر عن جريدة الجماهير الرسمية الصادرة في "حلب" بتاريخ 21-2-2011 العدد الأول من ملحق "فضاءات" وهو ملحق ثقافي نصف شهري مبدئياً ويهتم بالحركة الثقافية في مدينة "حلب" من خلال صفحاتها التي تتضمن مواضيع تراثية وأثرية وأدبية وفنية متنوعة.

موقع eAleppo سأل عدداً من أدباء "حلب" ومثقفيها حول أهمية هذا الملحق ومقترحاتهم من أجل تطويرها والبداية كانت مع السيدة "بيانكا ماضية" المشرفة على الملحق والتي قالت: «سيصدر الملحق مبدئياً كل 15 يوم وبشكل أسبوعي في المستقبل، وقد صدر العدد الأول منه يوم الاثنين 21-2-2011 وهو خاص بالإبداعات الثقافية في المدينة حيث يضم صفحات تخص تراث وآثار مدينة حلب والفنون الأدبية والدرامية والمسرحية فيها واستطلاعات وآراء حول قضايا أدبية وفنية وحوارات مع فنانين وأدباء ومثقفين من مدينة "حلب" وخارجها، وسوف تفرد صفحة للحديث عن أديب من المدينة بالإضافة إلى تحقيق ثقافي يتناول ظاهرة معينة، ‏كما سيكون للملحق دور في إظهار الأدب النسوي من خلال زاوية تكتبها إحدى أديبات "حلب" وصفحات للشعر والقصة والنقد يكتبها نقاد وأدباء وباحثون.‏

نأمل أن تكون الأعداد المقبلة من ملحق فضاءات ملبية لرغبات المثقفين الحلبيين وقادرة على جذبهم للكتابة فيها

الملحق مبوّب من خلال فضاءات المواضيع فهناك فضاء للأمكنة وفضاء للنقد وفضاء للإبداع وفضاء للدراما وغيرها من الفضاءات التي قد تتغير بحسب المواد والمواضيع ففي العدد الأول لم يكن فضاءات المسرح مثلاً موجوداً وسيكون له حضور في الأعداد اللاحقة، وهناك زاوية ثابتة يكتبها أدباء المدينة ونقادها وباحثوها، بالإضافة إلى أعمدة تهتم بأقوالهم وكتاباتهم وإصداراتهم ونتاجاتهم الصادرة حديثاً وسيتم الاهتمام بقضايا الشباب حيث يتم إجراء استطلاع يضم آراءهم حول قضية معاصرة هذا بالإضافة إلى عروض الكتب والأخبار الثقافية والفنية والأدبية».‏

الأستاذ محمود أسد

وأخيراً قالت: «في مدينة "حلب" يوجد العديد من الكتاب والمثقفين والمبدعين ومن حقهم أن يكون لهم مثل هذا الملحق الذي كان حلماً لهم منذ زمن بعيد وقد تحقق الآن عبر عدده الأول الذي نأمل أن يتطور مستقبلاً من خلال مشاركات وإبداعات الكتاب في المدينة وسورية وعموم الوطن العربي».

الأديب والشاعر "محمود أسد" قال: «الملحق هو مولود طال انتظاره وقد ترقبناه طويلاً وعلى جميع الكتاب والمثقفين في مدينة "حلب" أن يضعوا أيديهم بأيدي محرريه ومشرفيه لكي نجعله يستمر ولكي نضفي إليه الكثير من جمال "حلب" وإبداعات مثقفيها. هو للوهلة الأولى ملحق عادي فمن ناحية الإخراج الفني لنا عليه بعض الملاحظات مع علمنا بأنه يصدر بحسب الإمكانيات المتاحة والظروف والخبرة المتوفرة ولكنه في النهاية ضرورة ثقافية وهو بأبوابه وصفحاته الستة عشرة المنوعة يقدم صورة جميلة عن المشهد الثقافي بالمدينة».

الأستاذ نزير جعفر

وأضاف "أسد": «نحن ومنذ إعلان "حلب" عاصمة للثقافة الإسلامية في العام 2006 كان لنا طلب لحوح وهو إصدار ملحق ثقافي في المدينة ونتيجة لمطالبنا حينها فقد صدر خمسة أعداد جيدة وملونة من ملحق ثقافي قبل أن يتوقف، نتمنى أن يستمر الملحف الحالي بالصدور كل 15 يوم وذلك لكي يحافظ على جودة المواد وسويتها العالية وكذلك ليتسنى للكتاب والمثقفين من تجهيز موادهم خلال تلك الفترة. الملحق جاء ثمرة متممة لثمرة قبلها وهو منتدى الشهباء الثقافي الشهري وهنا أدعو مثقفي "حلب" إلى المبادرة للفعل الثقافي في "المدينة وذلك من خلال إقامة مهرجانات وندوات ثابتة ومستقرة لتكون الفعالية الثقافية فيها متحركة ومثيرة».

الروائي "نزير جعفر" تمنى أن يصبح الملحق مشروعاً ثقافياً بعيداً عن رغبات آنية أو تصورات فردية حيث قال: «يأتي هذا الملحق استجابة لطموحات مثقفي "حلب" وكتابها الذين ضاقت بهم منابر النشر في المدينة التي ليس فيها من منبر للنشر سوى جريدة الجماهير ولذلك فمن الضروري أن لا يأتي هذا الملحق تقليداً لسواه أو تلبية لرغبة طارئة بل أن يكون مشروعاً ثقافياً تتحقق فيه الجدية والحداثة شكلاً ومحتوى وأن يتمكن من استقطاب الأسماء المحلية والسورية الفاعلة في المشهد الثقافي.

الأستاذ محمد زينو السلوم

لقد جاء العدد الأول من الملحق بمثابة عدد تجريبي وهو خطوة أولى تحتاج إلى الحوار والنقاش لبيان ما فيها من ايجابيات وسلبيات فأي ملحق لا يمكن أن يستمر بجهود فردية أو بتصورات فردية ولذلك لا بد من الأخذ بالآراء المختلفة للنهوض به وجعله متميزاً ليكون منافساً لما يصدر في دمشق نفسها من ملحقات ثقافية فحلب جديرة بملحق ثقافي يليق بها ويبرز مكانتها ودورها الثقافي والحضاري ويفعّل حركتها الثقافية ويلفت الأنظار إليها فهي لا تعيش في أرياف المعرفة البعيدة بل مركزاً محورياً في الثقافة السورية والعربية».

وختم الأستاذ "نذير" بالقول: «نأمل أن تكون الأعداد المقبلة من ملحق فضاءات ملبية لرغبات المثقفين الحلبيين وقادرة على جذبهم للكتابة فيها».

الدكتور "محمد جمال طحان" وهو كاتب وقصصي قال حول الملحق مبدياً بعضاً من ملاحظاته عليه: «بشكل عام أود القول أنني فوجئت بالعدد الأول من الملحق ففيه بعض المواد وهي قليلة تعتبر جيدة ولكن هناك مواد أخرى وهي الغالبة ليست جديدة إنما هي منشورة في أماكن أخرى وهي عبارة عن معلومات عامة لا تنتمي لكاتب محدد ولا تعبر عن رأي صاحبها بل يستطيع حتى الشخص العادي أن يأخذها من كتاب أو مرجع.

من حيث الطباعة فقد تضمن العدد الأول عثرات طباعية فمثلاً الخط ناعم جداً مع تكثيف للمواد وبرأيي أن تكبير الخط مستقبلاً سيسهم في زيادة القراءة وفي نشر مواد عالية المستوى وإذا استمرت بهذه العثرات الطباعية فإنه برأيي لن يستمر طويلاً. ويُضاف إلى ذلك أن تكون هيئة التحرير متنوعة وليس من الضروري أن يكون أعضائها من نفس الصحيفة بل يجب أن تتضمن أقلاماً من خارج الصحيفة وذلك من الشخصيات البارزة والمتخصصة في مختلف المجالات الفنية والطبية والأدبية وغيرها.

وأخيراً يجب أن يقوم كل عدد من أعداد الملحق بمناقشة محور محدد في مجالات أدبية وفنية أو دراسة ظاهرة ثقافية وغيرها أو أن يتم ذلك ضمن صفحات العدد نفسه ويتم الإشارة إلى ذلك في العدد السابق وذلك بأنه في العدد القادم سيكون المحور الرئيسي متعلقاً بموضوع يتم تحديده ليقوم الكتاب والمثقفون بتجهيزه مسبقاً».

وأخيراً قال الناقد الأدبي والشاعر "محمد زينو السلوم" حول الملحق: «صدر العدد صفر من الملحق يوم الاثنين الماضي و بالتالي لا يمكننا من إعطاء حكم نهائي عليه ولكن بشكل عام فالملحق كان حلمنا منذ فترة بعيدة وقد تحقق وهذا أمر ايجابي وجيد، لكن لدي بعض الملاحظات التي أود أن أبديها بشان الملحق أولها يتعلق بتسمية الملحق بفضاءات فأنا أرى بأن هذه التسمية غير مناسبة والاسم الذي أره مناسباً له هو /أسبوع الجماهير/ مثلاً على غرار /الأسبوع الأدبي/ الذي يصدره اتحاد الكتاب العرب وذلك ليكون لها طابع الصدور الأسبوعي.

الملاحظة الثانية تتعلق بهيئة التحرير حيث أرى بأنه ليس هناك في جريدة الجماهير أي شخص مؤهل لكي يقوم بعملية تقييم الإبداعات الأدبية وخاصة الشبابية منها إضافة إلى الدراسات الفكرية والنقدية ولذلك –برأيي- يجب أن تضم الهيئة أسماء أدبية معروفة على الساحة الثقافية في مدينة "حلب" ولغياب مثل هذه الشخصيات عن الإشراف على الملحق احتوى العدد صفر على مجموعة من المواضيع الروتينية التي ليس لها علاقة بالإبداع».

وختم: «المشرفة على الملحق هي نفسها المشرفة على الصفحة الثقافية في جريدة الجماهير ولذلك فمن الطبيعي أنها ستقوم بتوزيع نفس المواد التي تردها على الجريدة والملحق، أما إذا كان المشرف على الملحق هو أحد الشخصيات الأدبية المعروفة سواء من اتحاد الكتاب العرب أو الجامعة أو غيرها فإنه سيكون مؤهلا ً للقيام بعملية تقييم المواد الإبداعية بشكل أفضل وذلك قبل نشرها وبالتالي سيرفع من سوية المواد فيها».