في المدة ما بين 7-10/12/2010 أقيمت في حلب فعاليات مهرجان "شمس الغد" الأدبي الرابع للمبدعين من ذوي الاحتياجات الخاصة على مسرح دار الكتب الوطنية وذلك بمشاركة عدد من الأدباء من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجالات القصة والشعر والخاطرة ومن مختلف المحافظات السورية.

موقع eAleppo حضر افتتاح الفعالية وهناك التقى بعدد من الأدباء المشاركين في المهرجان والبداية كانت مع الشاعر "وائل بحري" من محافظة اللاذقية الذي قال: «أنا أشارك في المهرجان للسنة الثالثة وذلك في مجال الشعر من خلال ثلاثة قصائد. أهم ما في المهرجان هو أنه يساهم في التقاء شريحة كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف المناطق السوية لكي يتبادلوا خبراتهم ومعارفهم ويطلعوا على التجارب الأدبية التي أبدعوها وعلى الوضع الثقافي العام وكذلك ليتعرّفوا على الوجوه المشاركة ونتاجاتهم الأدبية الإبداعية خلال مسيرتهم وبالتالي الحصول على التشجيع والدفع المعنوي وخاصة أن قراءة الأعمال تتم أمام الجمهور والنقاد».

في موضوع دعم ذوي الاحتياجات الخاصة تحديداً نحن لا نبحث عن الربح المادي بل هدفنا هو مساعدة هؤلاء الأشخاص وذلك كما قلت في البداية هو واجب ديني وأخلاقي ووطني

ومن قصيدته /أكثر عمراً.. أقل صبراً/ اختار لنا: لو كنا أقل عمراً / إذن، لدخلنا أنا وأنت/ في انزلاق ملح العرق/ ومشينا على حواف شرفات الدموع/ لا نرهب أزهار الطيون الصفراء/

الشاعر وائل بحري

لو كنا أقل علماً/ لما عرفنا جهلنا المتأخر/ وطيشنا الضائع في قلب/ نحمله فيضيق بنا/ كل يوم/».

الشاعر "أحمد ديبة" من محافظة "حلب" قال: «عمري 68 سنة وأشارك في المهرجان بالشعر من خلال قصيدة واحدة عنوانها /قدر الشمس/ وهو المهرجان الأول الذي أشارك فيه.

القاصة ابتهال شبلي

أهمية المهرجان هو أنه يعمل ويسعى إلى تطوير قدرات وإمكانات الأدباء من ذوي الاحتياجات الخاصة وبالتالي دمجهم في المجتمع وعدم ابتعادهم من دائرته، وكذلك يُشعرهم بذواتهم ويجعلهم يحسون بأنهم لم ينقطعوا عن الحياة إنما هم في تواصل دائم مع الحياة والناس، وبالتالي فالمهرجان هو أحد أبواب دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وسيكون له دور ايجابي وفاعل في نفوسهم وهم الذين حرمتهم الحياة من بعض أعضائهم الجسدية، و الإعاقة الجسدية لا تمنع الإبداع والطموح.

ومن قصيدته /قدر الشمس/ اختار لنا:

الأستاذ رضا مراد

عانقيني طال النوى يا نخيل / والأماني قصورهن طلول

عانقيني أروي الغليل قليلاً / آه لو يروى بالعناق غليل

شاقني منك ضمة أي قلب / لم يشفه إلى مناه الوصول

قد صبرنا على الفراق زماناً / فهوينا ما كل صبر جميل

أين يا قدس نلتقي؟ ضاقت الأرض وتاقت إلى لقاك الخيول

أتقولين: إننا قد ذبحناك ومن سيفنا الدم المطلول».

القاصة "ابتهال شبلي" من محافظة "حلب" قالت: «أنا أشارك في المهرجان بقصة عنوانها /عن المطر والريح والأقنعة/، وبالنسبة لمشاركاتي في مهرجانات شمس الغد الأدبية فقد بدأت بذلك منذ المهرجان الأول ولم تنقطع مشاركاتي فيها حتى اليوم.

بصراحة المهرجان مفيد جداً لذوي الاحتياجات الخاصة فأنا مثلاً ومنذ سنوات أحب المشاركة في مثل هذه المهرجانات الأدبية ولكن لم يكن يوجد في سورية كلها مهرجان أدبي خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، المهرجان يتيح لنا الفرصة للالتقاء مع زملاءنا من ذوي الاحتياجات الخاصة من باقي المحافظات والتعرّف عليهم وعلى إبداعاتهم الجديدة، نأمل في الفترة القادمة أن يتم العمل على إقامة مثل هذا المهرجان على مستوى الوطن العربي /إن شاء الله/».

وحول أهمية المهرجان أيضاً تحدثت السيدة "لما زيدان" وهي مترجمة للصم والبكم بالقول: «للمهرجان أهمية كبيرة لذوي الاحتياجات الخاصة وذلك لكي يتعرفوا على ما يدور في المجتمع من ناحية الشعر والقصة والخاطرة وغير ذلك من النواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ولكي يعرفوا بأنهم غير منسيين من أبناء مجتمعهم.

ذوي الاحتياجات الخاصة هم مثل الأطفال وهم يتميزون بأنهم يتعلمون بسرعة، ومن المهم أن يتعلموا ويعملوا وبالتالي يندمجوا في المجتمع لكي لا يبقوا علة على أسرهم ومجتمعهم».

ومن الحضور قال الزميل "معاذ حيدر" وهو مقدم البرنامج الإذاعي /قلوب يملؤها الأمل/ في إذاعة دمشق: «المهرجان له أهمية كبيرة بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة وله دور بارز في مجال نشر الوعي الاجتماعي والثقافة العامة بين أبناء المجتمع بالنسبة لهذه الشريحة الاجتماعية المهمة وفي تشجيع الأهالي ورفع معنوياتهم وذلك عندما يجدون أبنائهم يشاركون في هذه المهرجانات ويقدمون إبداعاتهم ويُكرّمون.

وإضافة إلى المهرجان، هناك دور بارز للإعلام والجمعيات الخيرية العاملة والأهالي في تعزيز ونشر الوعي والثقافة الاجتماعية حول أهمية المساعدة والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وبالتالي إنجاحهم في حياتهم ليكونوا فاعلين في بيوتهم ومجتمعهم وفي تحدي الواقع والظروف الخاصة بهم».

السيد "أحمد عويد" مدير شركة الوطن للنقل الداخلي بحلب وهو من الداعمين لذوي الاحتياجات الخاصة قال: «إنّ مد يد العون لذوي الاحتياجات الخاصة هو واجب ديني ووطني فعلى كل إنسان مقتدر سواء أكانت شركة خاصة أو فردا أن يساعد هذه الشريحة ويكون معهم لأنهم يحتاجون المساعدة، ونحن اليوم نساهم في تقديم كل ما نستطيع من إمكانيات لهم سواء أكان ذلك دعماً مادياً أو معنوياً».

وتابع: «نحن نتواصل مع الجمعيات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة منذ حوالي السنتين لتقديم الدعم لهم فقد قدمنا لهم أكثر من 800 بطاقة مجانية تبلغ قيمتها أكثر من مليون ليرة سورية خلال تلك الفترة ولدينا سنوياً ما يقارب من مليوني ليرة سورية نقدمها لهذه الشريحة وإضافة إلى الدعم المادي نحن حالياً نقدم لهذه الفئة دعماً إعلامياً كبيراً وذلك على مجمل أسطول شركتنا، طبعاً هذه أول مرة أصرح بهذه الأرقام للإعلام ومن خلالكم أدعو الإخوة المواطنين وشركات القطاعين العام والخاص للمساهمة ومد يد العون لهم لنقول لهم من خلال ذلك بأنكم موجودون ونحن معكم ونساعدكم».

وحول الفائدة التي يبتغيها من دفع هذه المبالغ للجمعيات الخيرية، خاصةً بأنّ الرأسمال يبحث دائماً عن فائدة أو ربح قال: «في موضوع دعم ذوي الاحتياجات الخاصة تحديداً نحن لا نبحث عن الربح المادي بل هدفنا هو مساعدة هؤلاء الأشخاص وذلك كما قلت في البداية هو واجب ديني وأخلاقي ووطني».

أخيراً وحول برنامج المهرجان والهدف منه قال "رضا مراد" رئيس مجلس إدارة جمعية شمس الغد للمعاقين جسدياً بحلب في تصريح لموقعنا: «جمعيتنا تأسست في العام 2005 وهي جمعية اجتماعية ثقافية صحية وخيرية، نحن نعمل بنفس جديد ومختلف عن العمل الخيري التقليدي بمعنى أننا مثلاً نقوم بتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة على تعلم بعض المهن للذين ليست لديهم مهن أو أعمال يعيشون من وراءها وذلك بدل أن يمدوا أياديهم لبيع الدخان أو أعمال هامشية لا تليق بهم كإنسان ولا يليق بمجتمعنا، حيث نعمل على تدريبهم على بعض المهن التي يستطيعوا أن يقوموا بها مثل الحاسوب والخياطة وما شابه ومن ثم نعمل على زجهم في سوق العمل وذلك من خلال علاقاتنا وتنسيقنا مع غرفة الصناعة وبعض الفعاليات الاقتصادية وكذلك المسؤولين في البلد».

وحول أهمية المهرجان في عملية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع قال: «في الحقيقة هذا المهرجان هو الرابع ولكننا نحاول في هذا المهرجان أن نقدم شيئا مختلفاً ومميزاً حيث قمنا بطبع جميع الأعمال المشاركة في كتاب مع تنزيل رسوم كاريكاتورية فيها وهي من أعمال الفنان المعروف "محمد أبو زراع" وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ويتضمن الكتاب أيضاً برنامج المهرجان ونشاطاته التي ستقام على مدى أربعة أيام.

المشاركون في المهرجان هم من مختلف أنحاء سورية ويبلغ عددهم 21 مشارك ومشاركة ويشاركون بالشعر والقصة والقصيرة القصيرة والخاطرة، ويشارك في كل يوم عدد من الأدباء من ذوي الاحتياجات الخاصة مع وقفة نقدية وذلك لمدة ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع وهو اليوم الأخير ستقام حفلة موسيقية لفرقة "ساز" العالمية وعرض فيلم وثائقي قصير جداً بعنوان /شمس الغد أحلى/ ومن ثم توزيع الجوائز وشهادات التقدير.

وبالنسبة لعملية التقييم النقدي للأعمال المشاركة فنحن نسقنا مع اتحاد الكتاب العرب، وهناك مفكرين ونقاد معروفين ومشهورين سيقومون بمساعدتنا في ذلك».

يُذكر أنّ المهرجان افتتحه الأستاذ "غالب البرهودي" مدير الثقافة بحلب وبحضور كل من الدكتور "فاروق نحاس" رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية وممثلون عن غرفة التجارة ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل وعدد من الشخصيات الرسمية والفعاليات الاقتصادية وحشد من الإخوة المواطنين ومن أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة.